تميزت العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية بأنها علاقات أخوية متينة مبنية على التقدير والاحترام المتبادلين والتاريخ والقيم والمصالح المشتركة، وتطابق الرؤى والتوجهات فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية الإقليمية والدولية.
حيث تربطهما علاقات قوية واستراتيجية على مختلف الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والعسكرية. هذه العلاقات تعززت على مدى العقود الماضية وأصبحت نموذجًا للتعاون الثنائي في العالم العربي.
وتعتبر الإمارات من أكبر المستثمرين العرب في مصر، فهناك العديد من الشركات الإماراتية التي تستثمر في مجموعة متنوعة من القطاعات في مصر، بما في ذلك العقارات، والسياحة، والبنية التحتية، والطاقة وفي المقابل مصر تعتبر سوقًا مهمًا للصادرات الإماراتية. كما أن هناك تعاونًا في مجالات مثل الطاقة المتجددة، والتصنيع، والتكنولوجيا
وقد تطورت العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية بشكل كبير، حيث شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في محافظة مطروح يوم الجمعة الماضي، إعلان مخطط مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة وتنميتها على الساحل الشمالي الغربي في مصر وهذا المشروع له أهمية اقتصادية واستثمارية وسياحية كبيرة في ظل موقعه الاستراتيجي على البحر المتوسط.
ويشكل أهمية في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، حيث يمثل شراكة تنموية بناءة للسنوات المقبلة، بما يعود بالخير والنماء على الشعبين، حيث أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن مشروع رأس الحكمة يعتبر نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين الإمارات ومصر.
كما جرى خلال الزيارة توقيع عدد من مذكرات التفاهم هدفها استكشاف فرص تطوير وتمويل وتشغيل مشاريع البنية التحتية وتعزيز القدرة التنافسية في مختلف المجالات وإبراز رأس الحكمة كمدينة متكاملة ومستدامة، كما جرى اختيار دولة الإمارات كأول سوق تبدأ فيه شركة نيو العالمية لعملياتها ونشاطها التجاري في مجال أنظمة القيادة الذاتية المتقدمة وإنشاء مركز بحث وتطوير في أبوظبي للإشراف على تطوير أنظمة القيادة الذاتية والحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي.
لقد أصبحت دولة الإمارات، في المرتبة الأولى من بين الدول الأكثر استثماراً في مصر، حيث تطابقت رؤى البلدين في احترام القانون الدولي، وإرساء قيم العيش المشترك وقبول الآخر، والمساعدة على حل الخلافات بين الدول بالطرق السياسية والسلمية والحوار والتعايش السلمي، حيث كان للبلدين إيمان كبير أن الاستثمار أفضل طريقة للاستقرار لذلك سعيا بشكل دائم من أجل تعزيز العمل العربي المشترك، وتوحيد الصوت العربي في مواجهة كل التحديات.
بشكل عام فإن العلاقات بين الإمارات ومصر تعتبر نموذجًا للتعاون العربي المشترك، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة، كما تكللت العلاقات التاريخية بين البلدين بعدد من الاتفاقات الاستثمارية وهذا ما رأيناه خلال الأيام السابقة حينما أعلن عن مخطط مشروع رأس الحكمة التنموي الذي سوف تتولى إدارته (مدن) كمطور رئيسي وغيرها من الاتفاقيات عبر تاريخ العلاقة بين البلدين نذكر منها اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي والتكنولوجي بين الاتحاد العام للغرف التجارية في مصر وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وهدفها تعزيز التبادل التجاري وتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة