تنتهج دولة الإمارات ما يمكن تسميته بـ«دبلوماسية سفارات البيانات الافتراضية»، بهدف تمكين البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية فيها وفي الدول التي تتعاون معها، مثل فرنسا وإيطاليا، وضمان استمرارية البيانات الرقمية وتعزيز أمنها عبر الحدود.
وتأتي هذه الدبلوماسية في إطار رؤية إماراتية تهدف إلى استقطاب مزوّدي خدمات الحوسبة السحابية الرئيسيين، وتوسيع نطاق الخدمات السحابية في الأسواق المحلية والإقليمية، وتأهيل الكفاءات المحلية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة عالية الأداء، والتعليم الرقمي.
إضافة إلى ذلك، تعمل دولة الإمارات والدول الشريكة على تعزيز تبادل المعرفة من خلال برامج المنح الدراسية، وتبادل الخبراء، وورش العمل التعليمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وتقنيات مراكز البيانات. كما تسعى للاستفادة من ريادتها في التطوير التكنولوجي واستثمارها المستدام في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية، لجذب المزيد من الاستثمارات بالتعاون مع الدول الشريكة والصديقة، وذلك لإنشاء مراكز بيانات جديدة، بما في ذلك مراكز البيانات الخضراء، وزيادة السعة المستقبلية لمراكز البيانات.
مما سبق، يمكن فهم الزيارتين الأخيرتين للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى كل من إيطاليا وفرنسا، حيث تواصل الدولة سعيها لتعزيز مكانتها العالمية في قطاع الذكاء الاصطناعي والبيانات، من خلال بناء تحالفات دولية قوية وتعزيز الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي.
ويأتي ذلك في سياق ارتفاع حجم التجارة غير النفطية بين الإمارات وإيطاليا، الذي بلغ 14.1 مليار دولار خلال عام 2024، بزيادة 21.2% مقارنة بعام 2023، ومن خلال تعزيز العمل المشترك، يُتوقع استمرار نمو التبادل التجاري بين البلدين.
وأشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى اهتمام دولة الإمارات وإيطاليا بالتعاون في مجالات الاستدامة والطاقة المتجددة، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي والابتكار.
ووفقًا للعديد من التقارير الدولية، يُتوقع أن تشهد دولة الإمارات أكبر تأثير للاستثمار في المنطقة في مجالي الذكاء الاصطناعي والبيانات على الاقتصاد، بنسبة تقارب 14% من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يعادل 96 مليار دولار بحلول عام 2030، وذلك بفضل المبادرات الحكومية التي تشجع على تبني التكنولوجيا وتعزز الاستفادة منها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة