الإمارات تودع 2021 بإنجازات تاريخية في يوبيلها الذهبي
تودع دولة الإمارات 2021 بإنجازات تاريخية توجت بها عيدها الخمسين، وأسست للانطلاق نحو مستقبل زاهر في إطار رؤية هادفة.
إنجازات تٌسجل في تاريخ الإنسانية بأحرف من ذهب، وتتجاوز تأثيراتها في تحقيق الازدهار والرخاء والرفاهية أهل دولة الإمارات، ليشمل نفعها المنطقة والعالم بأسره.
- إنفوجراف.. الإمارات الأولى عربيا في مؤشر المعرفة العالمي 2021
- محمد بن راشد: الإمارات الأولى عالميا في 152 مؤشرا للتنمية خلال 2021
وتؤكد تلك الإنجازات أيضا نجاح دولة الإمارات في تحقيق هدف رؤية 2021 بأن تكون "ضمن أفضل دول العالم" بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد (مرور 50 عاما على تأسيس دولة الإمارات عام 1971)، وتشي بأن عام الخمسين سيكون محطة انطلاقة نحو هدفها في الخمسين عاما المقبلة أي بحلول الذكرى المئوية لقيام الاتحاد عام 2071.
إنجازات تحققت في مجالات الفضاء والعلوم والنووي والاقتصاد والسياسة رغم التحديات التي فرضتها جائحة انتشار فيروس كورونا المستجد على العالم للعام الثاني على التوالي.
وعلى الصعيد السياسي، تودع دولة الإمارات 2021 وتستقبل 2022 في وقت تتعاظم فيه مكانتها الإقليمية والدولية، وتتزايد فيه ثقة العالم وتقديره لجهودها على مختلف الأصعدة.
ومع مطلع العام الجديد، ستبدأ عضوية دولة الإمارات في مجلسي الأمن الدولي للفترة 2022-2023، ومجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة 2022-2024، بعد فوزها بالعضويتين خلال عام 2021.
وبالعام نفسه، فازت دولة الإمارات باستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي، في خطوة تؤكد ريادة دولة الإمارات وتقدير العالم لجهودها في استدامة المناخ.
فوز أعقبه ترؤس دولة الإمارات منظمة الشرطة الدولية "الإنتربول" لمدة 4 سنوات، كأول دولة عربية يترأس مرشحها المنظمة منذ نشأتها قبل قرن.
مكانة مرموقة وثقة متزايدة أضحت معها دولة الإمارات بمبادراتها مصدر إلهام العالم، وهو ما تجسد في الأيام الدولية التي اعتمدها العالم بمبادرات إماراتية.
ففي 4 فبراير/شباط الماضي، احتفل العالم بيوم الأخوة الإنسانية تقديرا للخطوة التاريخية التي أقدمت عليها أبوظبي، وبجهودها في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية في مثل ذلك اليوم عام 2019.
وقبل شهر، اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الثاني من ديسمبر من كل عام، يوما عالميا للمستقبل تزامناً مع احتفال دولة الإمارات بعيد الاتحاد الخمسين، وتقديراً للدولة ودورها الريادي عالمياً على مدى الخمسين عاماً الماضية في صناعة وبناء المستقبل، وتجربتها الاستثنائية في استشراف المستقبل.
أيضا تودع دولة الإمارات عام 2021 وتستقبل 2022 في وقت تجني فيه ثمار جهودها في نشر السلام منذ توقيع معاهدة تاريخية مع إسرائيل منتصف سبتمبر/أيلول 2020، ضمن مسيرة توجت بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى أبوظبي في 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
أبرز الإنجازات التاريخية التي حققتها دولة الإمارات في 2021 أيضا وتنتقل معها إلى 2022 هي "إكسبو 2020 دبي" الذي يعد أول معرض دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم.
أيضا في مجال الفضاء، حققت دولة الإمارات في عام 2021 نحو 5 إنجازات علمية غير مسبوقة، عززت بها مكانتها كمركز عالمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، أتبعتها قبل يوم بإعلان وصول القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني المشترك "ضوء 1" بنجاح إلى محطة الفضاء الدولية، في خطوة تستمد أهميتها من دورها في تعميم الاستفادة من إنجازاتها على أشقائها في المنطقة.
وحققت دولة الإمارات إنجازات بالجملة في 2021 على طريق تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي.
وفي خطوة تستهدف استدامة الريادة، أطلقت الإمارات "مبادئ الخمسين" التي اعتمدها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي للبلاد، على مدار الخمسين عاما المقبلة.
وفيما يلي تستعرض "العين الإخبارية" أبرز إنجازات الإمارات في 2021 على مختلف الأصعدة:
ثمار السلام
تودع الإمارات 2021 في وقت تجني فيه ثمار جهودها في نشر السلام الذي بدأته بتوقيع معاهدة تاريخية مع إسرائيل منتصف سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
وتوجت تلك الجهود بزيارة تاريخية لرئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت للإمارات استمرت يومين، وأجرى خلالها مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وصدر في أعقابها بيان مشترك كشف اتفاق البلدين على إنشاء صندوق مشترك للبحث والتطوير.
وسيعمل الصندوق -إضافة إلى مجلس الأعمال المشترك المنبثق عنه- على تسخير العقول الاقتصادية والتكنولوجية الرائدة في البلدين، وتكليفهم بإيجاد حلول للتحديات مثل تغير المناخ والتصحر بالإضافة إلى الطاقة النظيفة والزراعة المستقبلية.
كما ناقش الجانبان الجهود المشتركة لمكافحة جائحة كورونا، وسلطا الضوء على التعاون في البحث والتطوير في مجالي الفحوصات المخبرية والعلاج من المرض، واتفقا على الالتزام بالعمل معًا لتحقيق انتعاش اقتصادي مستدام وعادل من الجائحة.
مباحثات تتوج جهودا متسارعة لتطبيق معاهدة السلام التاريخية على أرض الواقع، وتعكس رغبة صادقة في أن يساهم التعاون بين الجانبين في النهوض بالمنطقة وتوثيق العلاقات بين الشعوب.
واستبق تلك الزيارة افتتاح سفارة إماراتية بإسرائيل في 14 يوليو/تموز الماضي، بعد نحو أسبوعين من افتتاح سفارة إسرائيلية بأبوظبي في 29 يونيو/حزيران المنقضي، في خطوات متسارعة ومتلاحقة لتعزيز جهود السلام.
وعلى مدار العام، تم توقيع عشرات الاتفاقيات بين دولة الإمارات وإسرائيل، ساهمت في تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب، وتحقيق الازدهار لشعوب المنطقة.
ثقة العالم
دور دولة الإمارات الهام في نشر السلام توجه العالم بانتخاب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 يونيو/حزيران الماضي دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، في خطوة تعكس المكانة المميزة لدبلوماسية قائمة على نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض، والتقدير الدولي لها.
وعزز العالم ثقته بالإمارات عبر انتخابها في 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لعضوية مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة 2022-2024، بتصويت 180 لصالحها من إجمالي 193 عضوا، في إنجاز يعبر عن حجم التقدير والاحترام الدولي للإمارات ومكانتها ودورها البارز في دعم حقوق الإنسان.
وبفوز دولة الإمارات بعضوية مجلس حقوق الإنسان، تستكمل دولة الإمارات جهودها الرائدة في تعزيز ودعم حقوق الإنسان على الصعيد الدولي.
ثقة العالم بالإمارات لم تقتصر على المجال السياسي والحقوقي، بل امتدت لمختلف مناحي الحياة وعلى رأسها حماية البيئة.
وأعلنت الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استضافة دولة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر "كوب 28" في عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم.
تفويض دولي للإمارات لتنفيذ مهمة جديدة لإنقاذ الكوكب من التغير المناخي، الذي يعد أخطر ما يهدد البشرية، يستند إلى ما تمتلكه الإمارات من خبرة عملية كبيرة في مبادرات الحد من تداعيات تغير المناخ ومشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة، حيث بدأت خطة نحو "كوكب نظيف" منذ 3 عقود وتستمر في تنفيذ خطتها الطموحة لإنقاذ العالم من تداعيات التغير المناخي.
وفي إنجاز جديد للإمارات والعرب، فاز مرشح الإمارات اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، في 25 نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، برئاسة "الإنتربول" لمدة 4 سنوات، ليصبح أول عربي يتولى المنصب منذ تأسيس المنظمة الدولية قبل نحو قرن.
وفي شهادة عالمية جديدة بدور الإمارات ومكانتها في الماضي والحاضر والمستقبل، أقرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو " بالإجماع 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يوم الثاني من ديسمبر والذي يوافق اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية يوما عالميا للمستقبل.
ويأتي هذا الاختيار تزامناً مع احتفال دولة الإمارات بعيد الاتحاد الخمسين، وتقديرا لدولة الإمارات ودورها الريادي عالمياً على مدى الخمسين عاماً الماضية في صناعة وبناء المستقبل.
ويهدف اليوم العالمي للمستقبل إلى تعزيز الوعي بأهمية تطوير التفكير المستقبلي للمجتمعات بما يساهم في تعزيز استعداد الحكومات لمختلف التحديات وابتكار حلول جديدة تدعم تحقيق التنمية الشاملة.
هذا التقدير العالمي استبقه أيضا احتفاء العالم في 4 فبراير/شباط الماضي، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإجماع، 4 فبراير/شباط يوما عالميا للأخوة الإنسانية تقديرا للخطوة التاريخية التي أقدمت عليها أبوظبي، وبجهودها في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي وقّعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية يوم 4 فبراير/شباط 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي لم يدخر جهدا كي تظهر هذه الوثيقة إلى العالم بمبادئها السامية التي تمهد الطريق نحو عالم أفضل ونشر ثقافة الأخوة والتسامح.
إكسبو دبي
وعلى صعيد الإنجازات، تستضيف دولة الإمارات حاليا "إكسبو 2020 دبي" الذي يعد أول معرض دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم.
وانطلق معرض إكسبو 2020 مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي ويستمر إلى 31 مارس/أذار 2022 تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل"، بمشاركة 192 دولة، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
الفضاء
وفي مجال الفضاء، حققت الإمارات في 2021 إنجازات علمية غير مسبوقة، عززت بها مكانتها كمركز عالمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، أتبعتها بإعلانها، الثلاثاء، وصول القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني المشترك "ضوء 1" بنجاح إلى محطة الفضاء الدولية، في مهمة لرصد ودراسة انبعاثات أشعة غاما الأرضية الناتجة عن العواصف الرعدية والسحب الركامية.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت دولة الإمارات عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية، وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر 5 سنوات، على أن تكون جاهزة للانطلاق في رحلتها الفضائية ضمن نافذة إطلاق تحدد لها بداية 2028.
هبوط تاريخي سيكون الأول عربيا على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، لتكون دولة الإمارات أول دولة عربية والرابعة عالميا التي ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.
وبعد نحو شهر من هذا الإعلان، انطلقت في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في العاصمة الروسية موسكو، أول مهمة إماراتية لمحاكاة الحياة في الفضاء ضمن برنامج "سيريوس 21" بمشاركة رواد محاكاة من أمريكا وروسيا.
وستؤدي مشاركة دولة الإمارات في مهمة "سيريوس" دوراً محورياً في تطوير الإمكانات الإماراتية وستُسهم في تعزيز برنامج المريخ 2117، الذي يهدف إلى إنشاء مستوطنات بشرية على المريخ بحلول عام 2117.
ويأتي هذا الإنجاز في وقت يواصل فيه "مسبار الأمل" الإماراتي، أول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى مدار كوكب المريخ، مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل.
وكان "مسبار الأمل" وصل الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط الماضي، لتكون دولة الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وبالتوازي مع تلك الإنجازات، يستعد رائدا الفضاء الإماراتيين محمد الملا ونورا المطروشي، للانضمام في ديسمبر/ كانون الثاني الجاري، إلى برنامج "ناسا رواد الفضاء 2021"، كجزء من الاتفاقية الاستراتيجية المشتركة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة لتدريب رواد الفضاء الإماراتيين.
براكة
ومن مجال الفضاء إلى الطاقة النووية، تتواصل الإنجازات الإماراتية على طريق تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي.
وكانت دولة الإمارات أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عبر مشاركة في قمة المناخ العالمي "كوب 26" بمدينة غلاسكو، عن اكتمال الأعمال الإنشائية لثالث محطات براكة للطاقة النووية السلمية.
والمشروع الذي يقع في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، يعد الأول للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل بالعالم العربي.