بولتون في الإمارات قبيل قمم مكة.. 3 رسائل تفزع إيران
بولتون قال إن أنشطة إيران التخريبية قد تؤدي إلى رد قوي جدا من الولايات المتحدة الأمريكية.
٣ رسائل مهمة تعكسها زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، إلى الإمارات العربية المتحدة، وتوجيهه اتهاما صريحا لإيران بالوقوف وراء استهداف ٤ سفن بعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية للإمارات.
- محمد بن زايد يبحث مع بولتون علاقات التعاون ومواجهة الإرهاب
- سياسيون: قمتا مكة فرصة للبحث عن حلول لردع إيران
الرسالة الأولى أن زيارة بولتون الذي يتولى أعلى منصب أمني في أمريكا والمعروف بمواقفه الصارمة تجاه إيران وما تضمنته من مباحثات مهمة وتصريحات كاشفة بمثابة رسالة قوية لطهران بأنه فد فاض الكيل بسياساتك التخريبية في المنطقة.
والثانية تعكس الزيارة حجم التنسيق الدبلوماسي والتكامل السياسي في إدارة ملفات وأزمات المنطقة بين قيادات السعودية والإمارات وأمريكا وخصوصا أن الزيارة تأتي قبيل ساعات من انطلاق ٣ قمم تشهدها مكة المكرمة يومي الخميس والجمعة ٣٠ و٣١ مايو /أيار الجاري وفي وقت تزداد فيه التوترات بالمنطقة على خلفية السلوكيات الإيرانية.
أما الرسالة الثالثة فهي مدى متانة وقوة التحالف الاستراتيجي بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بسبب سلوكيات إيران.
لعل إدارك إيران للرسائل الثلاث هو ما يفسر حالة الفزع والهلع التي يعيشها نظام الملالي حاليا، والتي جعلته يهرول بالدعوة إلى توقيع معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج في محاولة لامتصاص الغضب الخليجي والعربي والإسلامي والعالمي على سياساته وجرائمه.
بولتون في الإمارات
ووصل جون بولتون مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء إلى الإمارات لإجراء محادثات بشأن القضايا الأمنية المهمة في المنطقة اليوم الأربعاء.
وقال بولتون في تصريحات صحفية خلال زيارته إلى الإمارات إنه من "شبه المؤكد" أن إيران تقف خلف الهجوم على السفن قرب المياه الإقليمية للإمارات، مشيرا إلى أنه من الواضح أن الهجوم على الناقلات كان بألغام بحرية زرعتها إيران.
وأكد أن أنشطة إيران التخريبية قد تؤدي إلى رد قوي جدا من الولايات المتحدة، مضيفا أن هجوما آخر فاشلا على ينبع كان في وقت الهجمات على الناقلات.
وأوضح بولتون أن الإدارة الأمريكية تتشاور عن كثب مع حلفائها في المنطقة، وتحاول أن تتحلى بالمسؤولية في الرد على أنشطة إيران ووكلائها في الخليج.
وتابع مستشار ترامب للأمن القومي الأمريكي، أن الإمارات والسعودية والولايات المتحدة متفقون على أولوية وخطورة سعي إيران نحو السلاح النووي.
وتعرضت 4 سفن شحن تجارية مدنية من جنسيات عدة في الـ12 من الشهر الجاري لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة.
تحذير قوي.. حان وقت الحساب
زيارة بولتون للإمارات وتصريحاته ومباحثاته التي يجريها خلال زيارته جاءت رسالة قوية لطهران، ولا سيما أن الرجل معروف بمواقفه القوية ضد طهران وإدراكه لألاعيبها وأكاذيبها وجرائمها، مفادها بأنه فد فاض الكيل بسياساتك التخريبية في المنطقة.
توجيه بولتون الاتهام لإيران بالوقوقف خلف الهجوم على السفن الأربع قرب المياه الإقليمية للإمارات، يحمل رسالة أمريكية واضحة مباشرة لنظام الملالي يحملها الذي يتولى أعلى منصب أمني في أمريكا، وتحمل في مضمونها: كفى عبثا .. جرائمك لن تمر دون حساب.
ويأتي هذا التصريح في ظل توتر متصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، منذ إعلان الأولى في أبريل /نيسان الماضي إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحتها السوداء لـ "المنظمات الإرهابيّة الأجنبيّة".
وكان بولتون أعلن في 5 مايو/ أيار الجاري نشر حاملة الطائرات "إبراهام لينكولن" وقطع تشمل قاذفات في الشرق الأوسط.
وفي 7 مايو، أعلنت الولايات المتحدة إرسال عدد من قاذفات بي-52 إلى الخليج، كما أعلن البنتاغون إرسال بارجة وبطارية صواريخ باتريوت، وفي 24 مايو، أعلنت الإدارة الأمريكية إرسال 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط.
وتجاوزت الإدارة الأمريكية الكونجرس لبيع أسلحة بقيمة 8.1 مليار دولار لكلّ من السعودية والإمارات والأردن، من أجل "ردع العدوان الإيراني".
تنسيق سعودي إماراتي أمريكي
الأمر الثاني الذي تعكسه زيارة بولتون هو حجم التنسيق الدبلوماسي والتكامل السياسي في إدارة ملفات وأزمات المنطقة بين قيادتي السعودية والإمارات وأمريكا وخصوصا أن الزيارة تأتي قبيل ساعات من انطلاق ٣ قمم تشهدها مكة المكرمة يومي الخميس والجمعة ٣٠ و٣١ مايو /أيار الجاري، ففيما يحتشد العالم العربي والإسلامي خلف السعودية لمواجهة الاستفزازات والجرائم الإيرانية، تتباحث الإمارات مع الولايات المتحدة الأمريكية حول سبل معالجة الأزمات التي تخلقها إيران بما يصب في صالح دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وفي إطار تكامل وتنسيق الأدوار بين السعودية والإمارات.
وتستضيف مكة 3 قمم نهاية الأسبوع الجاري، قمتين عربية وخليجية طارئتين 30 مايو / أيار الجاري تعقبهما في اليوم التالي القمة الإسلامية العادية الـ 14.
وتأتي القمتين العربية والخليجية الطارئتين حرصا من خادم الحرمين الشريفين على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بعد الهجوم على سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة 12 مايو / أيار الجاري، وما قامت به مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالمملكة بعدها بيومين، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية، لبحث هذه الاعتداءات وتداعياتها على المنطقة.
ثم تستضيف المملكة العربية السعودية الدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية العادية لمنظمة التعاون الإسلامي، في مكة المكرّمة في 26 رمضان الموافق 31 مايو / أيار الجاري، والتي سوف يترأسها خادم الحرمين الشريفين.
وتنعقد القمة الإسلامية في دورتها العادية تحت شعار: (قمة مكة: يدا بيد نحو المستقبل)، ويحضرها قادة الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي من أجل بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي.
تحالف استراتيجي
الأمر الثالث هو مدى متانة وقوة التحالف الاستراتيجي بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بسبب سلوكيات إيران.
وتأتي زيارة بولتون إلى الإمارات للعمل بشكل وثيق للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، في ضوء ما يربط البلدان من تحالفات إستراتيجية وعلاقات تاريخية قوية وانسجام وتناغم في السياسات.
فالولايات المتحدة الأمريكية تدعم تطلعات دولة الإمارات نحو تأسيس منطقة تتميز بمزيد من التسامح والازدهار والسلام والاستقرار.
وتدعم دولة الإمارات الجهود الأمريكية الرامية لمواجهة كافة المخاطر والتهديدات التي تشكلها إيران في المنطقة والمتمثلة في الصواريخ البالستية ودعم الجماعات التي تعمل بالوكالة عنها مثل حزب الله والحوثيين وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة وتهديدها للملاحة البحرية.. وتاريخيا كانت الولايات المتحدة في طليعة البلدان التي اعترفت باتحاد الإمارات غداة قيامه عام 1971.
كما كانت الولايات المتحدة الدولة الثالثة التي تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات العربية المتحدة، ولها سفارة فيها منذ عام 1974 وطيلة هذه الفترة شهدت العلاقات نقلة نوعية في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والعسكرية.
وشهدت العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة دفعة جديدة خلال الفترة الأخيرة، برزت من خلال الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين، ومن هذا المنطلق تأتي زيارة جون بولتون لدولة الإمارات في توقيت مهم نظراً لطبيعة التحديات التي تواجهها المنطقة وتزايد التعاون الإماراتي - الأمريكي في المجالات كافة.
وتوج هذا التعاون بتوقيع اتفاق جديد للتعاون الدفاعي والدفاعي الثنائي بين الولايات المتحدة والإمارات في مايو / أيار 2017، ليعكس النطاق الواسع للتعاون العسكري بين الجانبين، وجاء في بيان للبنتاجون آنذاك أن الاتفاق سيسهل التعاون الوثيق والقوي ضد مجموعة من التهديدات خلال الخمسة عشر عاماً القادمة.
فزع إيراني
لعل إدارك إيران للرسائل الثلاث هو ما يفسر حالة الفزع والهلع التي يعيشها نظام الملالي حاليا، والتي جعلته يهرول بالدعوة إلى توقيع معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج.
وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في مؤتمر صحفي خلال زيارته إلى بغداد، الأحد، إن إيران تعرض على دول الخليج توقيع معاهدة "عدم اعتداء".
وجددت طهران، مقترحها بتوقيع "معاهدة عدم اعتداء" مع دول الخليج، معربة عن استعدادها الدائم للحوار وإزالة سوء الفهم مع دول خليجية لم تسمها في كلمة للسفير الإيراني لدى باريس بهرام قاسمي، أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، الثلاثاء.
كما جددتها للمرة الثالثة، عبر تأكيد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عباس عراقجي، أن توقيع معاهدة عدم الاعتداء مع دول الجوار تمهد لبناء الثقة بين إيران وجيرانها، وذلك خلال لقائه وزير الخارجية القطري في الدوحة، الثلاثاء.
ومعاهدة عدم الاعتداء، ميثاق توقعه دولتان أو أكثر، يضمن عدم الاعتداء المباشر في الحروب والصراعات المسلحة، كما تنص مثل هذه المعاهدات في العادة، على تجنب الموقعين عليها للحرب بالوكالة.
فيضان الدعوات المتكررة المفاجئة حول الرغبة في التوقيع على معاهدة عدم الاعتداء يعكس من جانب حالة الفزع التي يعيشها نظام طهران مع تزايد الحراك الدبلوماسي الإماراتي الأمريكي، والخليجي العربي الإسلامي، كما يعكس من جانب آخر عدم وجود رغبة صادقة في حل أزمات المنطقة من جذورها في ظل تمسك طهران بسياساتها ودعمها للميلشيات الإرهابية مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، إضافة إلى تدخلاتها العابثة في شؤون دول المنطقة.
وهو ما يعني أن تلك الدعوات هي محاولة لامتصاص الغضب العربي والإسلامي والعالمي على جرائمها، ولكن ما فات إيران أن العالم فاض به الكيل من سياساتها، وأن أكاذيبها لم تعد تنطلي على أحد، وأن وقت الحساب قد اقترب.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4xMDIg جزيرة ام اند امز