مع ازدهار حجم التجارة الثنائية في مختلف القطاعات، تبذل الصين ودولة الإمارات جهودا متضافرة لاستكشاف مسارات جديدة للتعاون بهدف تحقيق المزيد من النتائج المربحة للجانبين وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما.
تجلى هذا التركيز خلال زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ لدولة الإمارات.
هذه العلاقات التي بدأت بتبادل دبلوماسي قبل 40 عاما، تحولت اليوم إلى شراكة استراتيجية شاملة، تتجاوز الجوانب الاقتصادية لتشمل التعاون في المجالات السياسية والثقافية والتكنولوجية.
وفي ضوء هذه الزيارة، تبرز الحاجة إلى تقييم الأثر الإيجابي لهذه الشراكة على الاقتصادين الصيني والإماراتي، وتحديد الفرص التي يمكن أن تنشأ من هذا التعاون.
إن الصين جعلت دولة الإمارات منذ فترة طويلة أولوية في دبلوماسيتها في الشرق الأوسط، وهي مستعدة للعمل مع دولة الإمارات للمضي قدما جنبا إلى جنب، ودعم بعضهما البعض بقوة، وتعزيز الأساس السياسي للعلاقات الثنائية، ومواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات، من أجل ضخ حيوية جديدة في العلاقات الثنائية، وتحقيق المزيد من النتائج.
إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب الإماراتي على تنفيذ التوافقات المهمة بين رئيسي البلدين لمواصلة تحقيق مستهدفات جديدة وإحراز مزيد من النتائج الملموسة للعلاقات والتعاون بين الصين ودولة الإمارات.
وتحرص الصين على تعزيز التواصل والتنسيق مع الجانب الإماراتي لتوظيف دور آلية اللجنة الرفيعة المستوى للتعاون الاستثماري بين البلدين على نحو جيد، ومواصلة زيادة حجم التبادل التجاري بينهما، وتعميق التعاون في مجالات الاستثمار والنفط والغاز، وتوسيع التعاون في مجالات الطاقة الجديدة والسيارات الكهربائية والتصنيع المتقدم والطب الحيوي والاقتصاد الرقمي، فضلا عن العمل المشترك على حسن وضع التخطيط الاستشرافي للصناعات الناشئة والمستقبلية، وخلق مزيد من نقاط النمو الاقتصادي الجديدة.
إن العلاقات التجارية بين البلدين قد شهدت نموا كبيرا في السنوات الأخيرة. حيث أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات لسنوات عديدة.
وتعد دولة الإمارات أكبر سوق تصدير للصين وثاني أكبر شريك تجاري لها في الشرق الأوسط. وأظهرت البيانات الرسمية أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين بلغ 94.98 مليار دولار أمريكي في عام 2023.
وفي النصف الأول من عام 2024، بلغ الرقم حوالي 50.11 مليار دولار. هذا النمو يعكس عمق العلاقة الاقتصادية ومدى تداخل مصالح البلدين في تحقيق التنمية المستدامة.
ويأمل الجانب الصيني من الجانب الإماراتي في مواصلة توفير بيئة الأعمال المواتية للشركات الصينية لمزاولة الأعمال في دولة الإمارات، مستعدا لبذل جهود مشتركة مع دولة الإمارات وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي للدفع بإكمال المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي في أقرب فرصة.
كما يحرص الجانب الإماراتي على تعزيز التواصل والتنسيق مع الجانب الصيني في الشؤون المتعددة الأطراف في الساحة الدولية، بما يعزز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم. مستعدا لأن يكون شريك تعاون موثوقا به للجانب الصيني وشريكا استراتيجيا لبناء مبادرة "الحزام والطريق" بجودة عالية.
ومتطلعا إلى مواصلة تكثيف التبادلات الرفيعة المستوى بين البلدين على كل المستويات وحسن الاستفادة من آلية اللجنة الرفيعة المستوى للتعاون الاستثماري الثنائي، وتعميق التعاون العملي بين الجانبين في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والصحة والتعليم، ومواصلة إثراء مقومات علاقات شراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
في ضوء هذه الشراكة المتنامية، يمكن القول إن العلاقات بين الإمارات والصين مرشحة لمزيد من التطور والازدهار في السنوات المقبلة، وهو ما يعزز مكانتهما كلاعبين رئيسيين في الاقتصاد العالمي، مما يخلق فرصا جديدة للاستثمار والتنمية المشتركة التي ستعود بالنفع على الشعبين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة