الأسد شرقا.. بوصلة السياسة السورية في اتجاه واحد
"التوجه شرقا".. مبدأ جديد أرساه الرئيس السوري بشار الأسد في سياسة دمشق الخارجية من الصين، التي يزورها منذ أيام.
وفي لقاء مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، بعد يوم من لقاء مماثل مع نظيره شي جين بينغ، قال بشار الأسد "إن سوريا اليوم أكثر تمسكاً بالتوجه شرقاً لأنه الضمانة السياسية والثقافية والاقتصادية بالنسبة لها وهذا مبدأ في السياسة السورية".
الأسد وهو يرسي المبدأ المتبع في السياسية الخارجية لدمشق، أوضح من بكين أن "الصداقة والثقة بين سوريا والصين مبنية على تاريخ متشابه ومبادئ ثابتة، وهذه المبادئ هي ذاتها التي يمكن أن ننطلق منها باتجاه المستقبل".
ونوه الرئيس السوري إلى أن "العلاقة بين البلدين يمكن أن تنطلق بقوة أكثر من خلال المبادرات الثلاث التي طرحها الرئيس شي جين بينغ لتطوير التعاون في المجال الاقتصادي والثقافي وخلق مشاريع استثمارية مشتركة ضمن مبادرة الحزام والطريق".
ولتأكيد التوجه شرقا، حتى بقاطرة الاقتصاد والتعامل التجاري، أشار الرئيس الأسد إلى أن "معظم دول العالم تتطلع لأن تتحول العملة الصينية اليوان إلى عملة دولية، لا سيما أن السلاح الغربي ضد دول العالم هو سلاح الدولار".
ولهذه اللغة السياسية ما يبررها مع توتر العلاقات السورية مع دول الغرب، خاصة الولايات المتحدة، التي تفرض قانون قيصر على نظام دمشق منذ عام 2020، وما يتضمنه من حصار خانق على الاقتصاد السوري.
وتقدم الصين نفسها كبديل لتجاوز حواز نظام قيصر، خاصة أن بكين تعرص مساعدة سوريا على إعادة بناء اقتصادها، عبر الدفع بالعلاقات نحو “الشراكة الاستراتيجية”، وتنفيذ مشاريع اقتصادية واستثمارية ضخمة، تخرج دمشق من كبوتها.
كما أن زيارة الصين مع علاقات قوية بروسيا وإيران، وعودة للعلاقات العربية السورية، مؤشرات كافية لمد الجسور شرقا؛ رغم أن البوصلة السياسية لدمشق لا تتجه إلى الغرب إلا في حالة مراجعة هذا الأخير لبعض الإجراءات ضد نظام الأسد، وهو أمر يبدو مستحيلا في الظروف الحالية.