الإمارات كوكب الطاقة.. محفظة ثرية ومتنوعة ومستدامة للحاضر والمستقبل
رسخت دولة الإمارات موقعها العالمي كمزود موثوق للطاقة بكل أنواعها في الحاضر والمستقبل، بفضل استراتيجياتها المتكاملة التي طورت المصادر التقليدية والجديدة واستكشفت حتى أنواع الطاقة التي سنعرفها في المستقبل.
بمحفظة ثرية من مصادر الطاقة منخفضة الكربون إلى طاقات الشمس والرياح والطاقة النووية وحتى أنواع الوقود الأنظف كالهيدروجين الأخضر والأمونيا منخفضة الكربون، وبفضل استثماراتها في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي واستغلالها في ابتكار وسائل جديدة لتعزيز تقنيات الطاقة وخفض الانبعاثات، ونتيجة مشروعاتها الرائدة في مجال الطاقة داخل الإمارات وخارجها، أضحت الإمارات بحق كوكبا للطاقة يقدم نموذجا عمليا لمفهوم النقلة النوعية من الحاضر إلى المستقبل.
الإنجازات المذهلة في الحاضر والجاهزية التامة للمستقبل، مثلت ثمرة ناضجة لجهود ضخمة بذلتها دولة الإمارات بفضل الرؤية السديدة والدعم اللامحدود من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وهي الرؤية التي أكد على أهميتها الحاسمة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي خلال كلمته في افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي اختتم فعالياته بالأمس.
وفي كلمته، أكد الدكتور سلطان الجابر أن دولة الإمارات تميزت بنجاحها في الجمع بين الإرث والتقاليد، والريادة في تبنّي أفضل وأحدث الابتكارات النوعية، ترسيخاً لنهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه)، في تحويل المستحيل إلى ممكن وواقع ملموس.
استراتيجية طموحة للطاقة
أطلقت الإمارات "استراتيجية الإمارات للطاقة 2050" عام 2017، كأول استراتيجية موحدة للطاقة في الدولة توازن بين الإنتاج والاستهلاك، والالتزامات البيئية العالمية مع ضمان توفير بيئة اقتصادية مريحة للنمو في جميع القطاعات.
ونتيجة للمتغيرات الكبيرة التي شهدها قطاع الطاقة فيما يتعلق بأمن الطاقة العالمي وفي مجال التغير المناخي، وإلى انخفاض أسعار ونضوج تكنولوجيا الطاقة ذات الانبعاثات المنخفضة والجديدة، والتزامات الدولة نحو تحقيق اتفاقية باريس، تم تحديث استراتيجية الطاقة 2050، وتحديد الأهداف لعام 2030 والطموحات لعام 2050 للوصول إلى الحياد المناخي.
واستهدفت الاستراتيجية المحدثة للطاقة تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتشجيع استخدام الطاقة النظيفة بأنواعها، ودعم برامج البحث والتطوير في مجالات تكنولوجيا الطاقة وتشجيع الابتكار والاستثمار في هذا القطاع، بالإضافة الى تعزيز قدرة الدولة على توفير الطاقة النظيفة والمستدامة، والمحافظة على ريادتها ورفع تنافسيتها عالمياً في هذا القطاع الحيوي.
وتهدف استراتيجية الإمارات للطاقة - 2050 حاليا إلى مضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة 3 أضعاف بحلول 2030، وضخ استثمارات وطنية بين 150 و200 مليار درهم خلال نفس الفترة لضمان تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في الدولة بسبب النمو الاقتصادي المتسارع.
شبكة عالمية للطاقة المتجددة
حققت دولة الإمارات إنجازات غير مسبوقة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، بفضل شركة "مصدر" التي بنت إمبراطورية للطاقة المتجددة في أرجاء العالم.
وانطلاقاً من ريادتها في النهوض بقطاع الطاقة النظيفة ودعم تحقيق رؤية دولة الإمارات وتكريس دورها الرائد في مجالي الاستدامة والعمل المناخي، عملت "مصدر" على تطوير مشاريع تنتشر في أكثر من 40 دولة في ست قارات، كما استثمرت وتلتزم بالاستثمار في مشاريع عالمية بقيمة إجمالية تتجاوز 30 مليار دولار.
وفي مشوارها الطويل دشنت "مصدر" مشروع "شمس 1"، أكبر محطة طاقة شمسية مركزة في العالم؛ ومصفوفة لندن، أكبر محطة طاقة رياح بحرية في العالم، ومحطة "هايويند اسكوتلاند"، أول محطة طاقة رياح بحرية عائمة في العالم، كما طورت محطة رائدة عالمياً في مجال تحلية المياه. وفي طاقة الرياح، رسخت ريادتها عبر تطوير محطات قادرة على التكيف مع رياح البحار المضطربة وكذلك مع الرياح منخفضة السرعات.
وبنهاية عام 2024، رفعت "مصدر" إجمالي القدرة الإنتاجية لمحفظة مشاريعها بنسبة بلغت 150% لترتفع من 20 غيغاواط في عام 2022 إلى 51 غيغاواط مع نهاية عام 2024.
ويسهم هذا الإنجاز البارز في ترسيخ ريادة "مصدر" في قطاع الطاقة النظيفة العالمي، كما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف الشركة بالوصول إلى طاقة إنتاجية تعادل 100 غيغاواط بحلول عام 2030.
ومرورا بمحطات مهمة متعددة في مشوارها الناجح، أطلقت "مصدر" قبل أيام بالتعاون مع شركة "مياه وكهرباء الإمارات " أكبر وأول مشروع من نوعه على مستوى العالم يجمع بين الطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة في أبوظبي، لتتغلب على تحديات عدم استقرار إمدادات الطاقة المتجددة التي كانت على مدار عقود أكبر عائق لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه المصادر.
وبحسب تقرير "توقعات الطاقة الشمسية لعام 2025" فإن دولة الإمارات تقود النمو في قطاع الطاقة الشمسية بالمنطقة مدفوعة بمبادرات مثل استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 الرامية إلى توليد 75% من الطاقة من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، ورؤية أبوظبي 2030 الهادفة إلى توليد 30% من الطاقة المتجددة خلال خمس سنوات.
إنجاز تاريخي في الطاقة النووية
بعد 15 عاما من الجهود والخبرات في البرنامج النووي السلمي الإماراتي، أنجزت الإمارات محطات براكة للطاقة النووية، التي بدأت التشغيل الكامل لمحطاتها الأربع في سبتمبر/ أيلول 2024.
ويتصف مشروع محطات براكة، بأنه أحد أنجح مشاريع الطاقة النووية الجديدة في السنوات الثلاثين الماضية، فهو نموذج عالمي في إدارة المشاريع النووية، كما يعد مرجعاً لجميع الدول التي تسعى لتطوير مشاريع طاقة نووية سلمية، ويؤكد مشروع محطات براكة التزام دولة الإمارات بأعلى معايير السلامة والأمن والشفافية.
وتنتج محطات براكة الأربع الآن 40 تيراواط في الساعة من الكهرباء سنوياً، وما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء من دون انبعاثات كربونية، وهو ما يكفي احتياجات 16 مليون سيارة كهربائية، وبالتالي أصبحت المحطات أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية في الدولة والمنطقة، حيث تحد محطات براكة من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام وهو ما يعادل إزالة 4.6 مليون سيارة من الطرق سنوياً.
إنجازات الهيدروجين الأخضر
أطلقت دولة الإمارات استراتيجية وطنية للهيدروجين بهدف دعم الصناعات المحلية منخفضة الانبعاثات، والمساهمة في تحقيق الحياد المناخي، وتعزيز وتحقيق الريادة عالمياً في مجال إنتاج الهيدروجين حتى عام 2031.
وتهدف الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين- 2050 إلى ترسيخ موقع الدولة كمنتج ومصدر للهيدروجين منخفض الانبعاثات بحلول 2031. كما تعمل دولة الإمارات على تحقيق هذا الهدف عبر تطوير سلاسل الإمداد، وإنشاء واحات الهيدروجين لتطوير هذه الصناعة، بالإضافة لإنشاء مركز وطني متخصص للبحث والتطوير لقطاع الهيدروجين، كأحد أهم أنواع الطاقة النظيفة.
وتمتلك دولة الإمارات الأسس والمزايا التنافسية التي تجعلها واحدة من أكبر الدول المنتجة للهيدروجين منخفض الكربون والأقل تكلفة على مستوى العالم، حيث تتمتع الدولة بمزايا كبيرة في إنتاج الهيدروجين مثل توافر الطاقة الشمسيّة، وخزّانات الغاز الطبيعي المناسبة للهيدروجين الأزرق، والبنية التحتية القائمة للطاقة، والشراكات التجارية.
وتساهم شركة "مصدر" بدور ريادي في استكشاف فرص إنتاج الهيدروجين منذ عام 2008. و تهدف "مصدر" لأن تصبح منتجاً رائداً للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030. وتنشط "مصدر" بالفعل في مجال الهيدروجين الأخضر، وقد أعلنت عن العديد من الاتفاقيات لتطوير مجموعة من المشاريع.
الطاقات منخفضة الكربون
في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أطلقت "أدنوك" شركة "XRG" لتكون شركةً استثمارية متخصصة في مجالي الطاقة منخفضة الكربون والكيماويات بقيمة تزيد عن 290 مليار درهم (80 مليار دولار).
وانضمت XRG إلى محفظة أبوظبي المتنوعة من الطاقة، وهي شركة استثمارية دولية في مجال الطاقة تسهم في تحقيق أقصى استفادة من الطاقة عبر الاستثمار في مختلف مجالات القطاع، من الغاز إلى الكيماويات والوقود منخفض الكربون، والبنية التحتية للطاقة.
وتضم الشركة منصة ’XRG‘ العالمية للمواد الكيماوية"، و"منصة ’XRG‘ العالمية للغاز" التي ستُركز على بناء محفظة أعمال عالمية متكاملة في مجال الغاز للمساهمة في تلبية الزيادة المتوقعة بنسبة 15% في الطلب العالمي على الغاز الطبيعي على مدى العقد المقبل، و"منصة ’XRG‘ للطاقات منخفضة الكربون" التي ستركز على الاستثمار في الحلول الضرورية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقات منخفضة الكربون كالأمونيا وتقنيات خفض الانبعاثات لدفع النمو الاقتصادي خلال مرحلة الانتقال في قطاع الطاقة.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTY0IA== جزيرة ام اند امز