الإمارات.. أيادٍ تمتد لتطبب جراح أطفال ونساء الروهينجا
لطالما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة تمد أياديها البيضاء للاجئين في مختلف أرجاء العالم دون تمييز على أساس العرق أو اللون أو الدين.
لم تكن حملة الإمارات لأطفال ونساء الروهينجا التي دشنها الهلال الأحمر الإماراتي، الخميس، بأبوظبي، مبادرة الدولة الأولى تجاه لاجئي الروهينجا الذين يرزحون تحت وضع إنساني متدهور.
فلطالما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة تمد أياديها البيضاء للاجئين في مختلف أرجاء العالم دون تمييز على أساس العرق أو اللون أو الدين، لذلك كان تفاعلها مع أزمة الروهينجا منذ بداياتها كأزمة إنسانية تستحق أن تمتد إليها الأيادي التي تخفف الألم وتنفض آثار العناء.
- الأمم المتحدة تخطط لنقل لاجئي الروهينجا إلى جزيرة نائية
- الأمم المتحدة: عنف جيش ميانمار دفع 20 ألفا من مسلمي الروهينجا للفرار
وفي كل مرة تقدم فيها الإمارات دعمها للاجئي الروهينجا، تلفت انتباه المجتمع الدولي إلى مأساتهم الإنسانية، كما يحدث في هذه الحملة التي تهدف إلى تعزيز الجهود الإماراتية وتستهدف أكثر الفئات المتأثرة بالأزمة وهي النساء والأطفال.
ولما كان الوقوف مع الشعوب المنكوبة مبدأ ثابتاً في سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة الخارجية، فقد امتدت أيادي "عيال زايد" بالخير إلى أقلية الروهينجا فور اندلاع الأزمة في ميانمار مروراً بمرحلة اللجوء إلى بنجلاديش المستمرة حتى اللحظة.
وتوزعت المساعدات الإماراتية للروهينجا منذ انطلاقها على عدة مشاريع لم تغفل المرأة والطفل بوصفهم أكثر الفئات تضرراً، حيث أطلقت الإمارات مشروعا لتغذية المرأة والطفل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
كما ساهمت مع المملكة العربية السعودية في دعم المستشفى الماليزي الميداني، وقامت وفود إماراتية عالية المستوى بزيارة مخيم كوكس بازار الذي يعتبر من أبرز مخيمات اللاجئين الروهينجا في العالم.
وتواصلت المشاريع الإماراتية سواء عبر المؤسسات الوطنية الإنسانية والخيرية أو عبر منظمات الأمم المتحدة الداعمة لللاجئين، لتقدم الدعم لمختلف القطاعات بالتركيز على الغذاء والتغذية والصحة والمياه والبيئة.
وفي 23 مارس/آذار الماضي دشنت حملة الشيخة فاطمة الإنسانية مخيم زايد الخير لعلاج الآلاف من النساء والأطفال من لاجئي الروهينجا بإشراف فريق طبي إماراتي بنغالي تطوعي مشترك من أطباء الإنسانية تزامنا مع "يوم الأم" العالمي وفي رسالة حب وعطاء من أبناء زايد الخير وتحت شعار "على خطى زايد".
وأتت الحملة في إطار برنامج "كلنا أمنا فاطمة" وبمبادرة إنسانية مشتركة من زايد العطاء والاتحاد النسائي العام وجمعية دار البر ومؤسسة بيت الشارقة الخيري ومؤسسة الأمل البنغالية في نموذج مميز ومبتكر يقدم خدمات تطوعية تشخيصية وعلاجية ووقائية مجانية للمرضى اللاجئين بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الديانة أو المذهب؛ انسجاما مع توجيهات قيادة الإمارات بأن يكون عام 2019 عام التسامح.
كما دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عددا من المشاريع الخدمية بمخيمات اللاجئين الروهينجا في جمهورية بنجلاديش لتحسين بيئة الحياة داخلها وجعلها أكثر ملاءمة لطبيعة الظروف التي يواجهها اللاجئون في الوقت الراهن.
وتضمنت المشاريع توفير مصادر المياه الصالحة لسكان المخيمات التي تفتقر إلى هذا المصدر الحيوي من خلال حفر مئات الآبار وإنشاء خزانات كبيرة لضمان استمرارية توفير المياه طوال اليوم، وتأهيل مرافق الخدمات الصحية ودورات المياه، وذلك في إطار جهود الهيئة لتعزيز جودة الخدمات للاجئين.
وقام وفد من هيئة الهلال الأحمر برئاسة الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام للهيئة، يرافقه ساعد محمد المهيري سفير دولة الإمارات لدى جمهورية بنجلاديش الشعبية، بافتتاح تلك المشاريع بحضور عدد من المسؤولين في حكومة بنجلاديش وممثلي عدد من المنظمات الإنسانية الدولية العاملة داخل المخيمات.
كما قام الوفد بتوزيع المزيد من المساعدات الإنسانية على اللاجئين تضمنت المواد الغذائية والصحية.
وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، أن هذه المشاريع تأتي امتدادا للمبادرات التي تتبناها دولة الإمارات لصالح اللاجئين منذ اندلاع الأزمة في الجزء الشمالي من ولاية راخين في ميانمار بتوجيهات القيادة الحكيمة ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وأشار إلى أن الهيئة بدأت تنفيذ هذه المشاريع كمرحلة لاحقة لعمليات الإغاثة، ودرست بعناية احتياجات المخيمات من الخدمات الأساسية، وشرعت في تنفيذها بناء على الدراسات الميدانية التي أجريت داخل المخيمات.
وأكد أمين عام الهلال الأحمر أن مبادرات الهيئة تجاه لاجئي الروهينجا تعزز الجهود التي تضطلع بها بنجلاديش في سبيل توفير حياة أفضل لهم، وقال: "لما كانت الهيئة عضوا فاعلا في المجتمع الإنساني الدولي ولاعبا رئيسيا في مجال تقديم المساعدات الطارئة والعاجلة فقد تلقت العديد من النداءات الإنسانية من الشركاء في المنظمات الإنسانية التي تعنى بهذه القضية الإنسانية التي أرقت المجتمع الدولي، ولبت الهيئة نداء تلك المنظمات وعملت بالتنسيق معها للحد من التداعيات الإنسانية على اللاجئين".