سيسطر التاريخ لدولة الإمارات، دورها المهم في مجابهة «التطرف الذي يُمارس باسم الدين»، خصوصاً بعد ما يُسمى «الربيع العربي».
فلقد أخذت دولة الإمارات على عاتقها مع بعض الدول الحليفة عبء وتكلفة مجابهة التيارات الإسلاموية، التي تتدثر برداء الدين لتحقيق مآربها السياسية والاقتصادية وفي القلب منها جماعة الإخوان.
وبينما تعرضت دولة الإمارات ولا تزال لحملات من التشويه الممنهج من قبل تلك الجماعات، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي، أعادت تعريف علاقتها ببعض الدول والمنظمات التي كانت تدعم بشكل مباشر أو غير مباشر لتلك الجماعات.
وفي السطور التالية سنفصل أهم الوسائل التي نجحت دولة الإمارات من خلالها في مجابهة الجماعات الإسلاموية، والفوائد التي ستعود على الإنسانية من نجاح تلك المجابهة.
شاركت دولة الإمارات ومراكز بحوثها وإعلامها في تفكيك ونقد الأفكار المؤسس عليها فكر الجماعات الإسلاموية بشكل مكثف وغير مسبوق، لتحقيق هدفين: الأول توعية المجتمع بخطورة تلك الأفكار وبعدها عن القيم المؤسسة للدين، فيما الهدف الثاني يتمثل في تنوير الدول الغربية بخطورة احتضان ودعم تلك الجماعات على مجتمعاتهم وعلى السلم والأمن الدوليين.
ثاني الوسائل التي استخدمتها دولة الإمارات هي المشاركة في تكوين تحالف من الدول الصديقة لمجابهة استخدام تلك الجماعات في العلاقات الدولية كورقة ضغط على الحكومات العربية.
ولعبت دولة الإمارات دوراً مهماً في تعزيز التنسيق والتعاون الفاعل على المستوى الدولي وتطوير شراكات دولية ممتدة ووثيقة، وتعزيز تبادل المعلومات لمكافحة مستدامة لتلك الجماعات ولخطابها المتطرف.
كما ضغطت بكل الوسائل المسموح بها في العلاقات الدولية على الدول التي كانت تدعم تلك الجماعات، ما مكّن من حصارها وتقويض قوتها ونفوذها.
وشجعت دولة الإمارات، أنواع التدين المعتدل المتصالح مع الدولة الوطنية وقيم العصر التي تهدف لبناء الإنسان وتنمية المجتمعات والدول، وليس هدمها وتفتيتها وتفكيكها كما تهدف لتحقيقه الجماعات الإسلاموية.
وعلى المستوى الداخلي، سجلت الجهات الأمنية والنيابة العامة نجاحا منقطع النظير في مكافحة الإرهاب بشكل عام وإرهاب تنظيم الإخوان بشكل خاص، عبر محاصرته بأدلة دامغة بالصوت والصورة ومستندات تكشف مخططاتهم الخبيثة.
وعضد من نجاح دولة الإمارات في المجابهة الفكرية، المجابهة الأمنية والقضائية والقانونية ونزاهة وعدالة القضاء الإماراتي؛ بحرصه على توفير محاكمة علنية عادلة للمقبوض عليهم في قضايا أمنية من تلك الجماعات، من خلال حضور محاميي الدفاع، وكذلك حضور بعض أهالي المتهمين وممثلي وسائل الإعلام.
وكما رسخت دولة الإمارات قيم الحوار والتسامح بوثيقة الأخوة الإنسانية وتأسيس البيت الإبراهيمي وإنشاء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، نص المبدأ الثامن من المبادئ العشرة لدولة الإمارات خلال الخمسين عاماً على أن دولة الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح، وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، وحفظ الكرامة البشرية، واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوّة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية وأنها ستبقى داعمةً عبر سياستها الخارجية لكل المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوّة الإنسانية.
وبنجاحها في تلك المجابهة، حققت دولة الإمارات فوائد عدة ستعود على الإنسانية؛ أهمها:
- المساعدة في تحرير الدين من الجماعات المتطرفة التي تدعي أنه تمثله.
- تمكين الدولة الوطنية من تحقيق أهدافها التنموية.
- عدم وقوع المزيد من الدول في أتون الحروب الأهلية.
وبذلك ضربت دولة الإمارات المثل في كيفية مواجهة الجماعات المتطرفة، ويحسب لها نجاحها في تحرير الدين ممن يتاجر فيه، في ظروف بالغة التعقيد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة