الإماراتية فاطمة الهاشمي.. فنانة أوبرالية وعازفة متعددة الآلات
فاطمة الهاشمي عازفة محترفة على أكثر من آلة موسيقية ومغنية أوبرالية من الطراز الرفيع؛ ما أهّلها لاكتساب جوائز موسيقية عالمية عدة
من خلال براعة أناملها وشغفها المفعم بالطموح والإرادة، انطلقت الإماراتية فاطمة الهاشمي، منذ كانت في التاسعة من عمرها في رحلة البحث عن ذاتها بين أوتار الآلات الموسيقية ومفاتيحها، متسلحة بمَلكةٍ استثنائية ودأبٍ جامح.
رحلةٌ صقلتها السنوات والتجارب والدراسات في المعاهد والأكاديميات الموسيقية، لتتوّج مشوارها الفنيّ وهي في ريعان شبابها، بوقوفها على أهم المسارح العالمية، عازفة محترفة على أكثر من آلة موسيقية، ومغنية أوبرالية من الطراز الرفيع، ما أهّلها لاكتساب جوائز عدة موسيقية عالمية، منها جائزة التميز كأفضل عازفة إماراتية، والترتيب الرابع خليجياً في مسابقة "شوبان الخليج الأول" في الكويت، وجائزة العويس في دبي، والعديد من الجوائز الأخرى، إضافة لكونها عضواً في الأسوشيتيد بورد في المدرسة الملكية للموسيقى في بريطانيا، ورئيس قسم الموسيقى في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومنذ أيام قليلة، قدمت أداء مدهشا على المسرح الروماني ببوخارست، إذ قامت والموسيقي الإماراتي محمد الجهوري بتقديم أمسية موسيقية بمشاركة أوركسترا جورج إنيسكو الفيلهارمونية ضمن الأسبوع الثقافي الإماراتي في العاصمة الرومانية.
رحلة البداية
بدأت العازفة ومغنية الأوبرا الإماراتية فاطمة الهاشمي رحلتها مع الموسيقى بالعزف على آلات الأكورديون والأورج في مراحل مبكرة من عمرها، وبشكل تدريجي شرعت بصقل موهبتها بتشجيع من عائلتها المحبة للفن والثقافة ودعمهم لها.
وذكرت الهاشمي، في حوار سابق، أن "احتفاء عائلتي بموهبتي شجعني ودعمني. فضلاً عن ذلك، فإن جميع أفراد عائلتي متذوقون للفنون بشكل عام والموسيقى على وجه الخصوص، حيث إن أعمامي يتقنون العزف على آلة العود، وجميع إخوتي عازفون، وكنت قد عزفت في إحدى الحفلات مقطوعة مشتركة مع أخي وأختي".
ومع مرور الوقت أخذت هذه الموهبة تتبلور بشكل أوضح حتى تمكنت من أدواتها الموسيقية بعد سنوات من المثابرة والتدريب المجتهد، فقررت الاحتراف بانضمامها لمعهد الموسيقى العالمي في أبوظبي متخذة من خبراتها التراكمية أساسا تبني عليه طموحاً متفرداً.
أسوشيتد بورد
كانت الهاشمي من أوائل الطلبة الإماراتيين الذين حصلوا على شهادة التخرج من معهد الموسيقى العالمي في أبوظبي "المرتبط بالمعهد العالمي البريطاني"، والتي بموجبها نالت عضوية أسوشيتد بورد من المدرسة الملكية للموسيقى في بريطانيا. وتعمل العازفة ومغنية الأوبرا اليوم معلمة بيانو في وزارة الثقافة في أبوظبي تزامناً مع دراستها للهندسة المعمارية في دلالة على مثابرة استثنائية ونجاح مبهر على أكثر من صعيد.
الموسيقى "مهنة لا هواية"
لم يقتصر دور فاطمة الهاشمي على عزف الموسيقى أو تعليمها فحسب، إنما تُحمّل نفسها مسؤولية نشر الفنون الموسيقية من خلال المناداة بضرورة وجود تربية موسيقية منذ المراحل المبكرة في المدرسة، وتؤكد أن لديها حلمًا في أن تصبح الموسيقى في دولة الإمارات مهنة لا هواية، هي التي اعتبرت في تصريح سابق: "الجمهور متذوقا جيدا للفنون، ولكن الموسيقى في حد ذاتها مجال جديد في الإمارات كمهنة، فهي لم تصبح بعد في كفة متساوية مع باقي المهن مثل الطب والهندسة وغيرهما، إذ يُنظر إليها كمادة فرعية أو ترفيهية، وبالتالي فإن التحدي هنا سيكون بإدراج الفنون بشكل عام في المناهج المدرسية وتوعية المجتمع والأُسَر خاصة بمدى أهميتها للفرد والمجتمع".
مسرح فول هارمونيكا
إبداع الهاشمي أوصلها إلى مسارع عالمية غنت عليها بلغات مختلفة، فإضافة إلى الأسبوع الثقافي الإماراتي في رومانيا، الذي نظمته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالتعاون مع السفارة الإماراتية في رومانيا بين 22 حتى 26 من يونيو/حزيران، قدمت الهاشمي عرضاً موسيقياً مميزاً ضمن فعالية "الأيام الإماراتية في مينسك" في قاعة ميخائيل سافيتسكي في العاصمة البيلاروسية، إلى جانب أدائها لفقرة من الغناء الأوبرالي بمقطوعة للفنان الإيطالي "كريستوف ويليبالد فون جلوك" من أوبرا "باريس وهيلين" على مسرح فول هارمونيكا، كما شارك في الفعالية كل من الفنانين: العازف جاسم محمد، والمؤلف الموسيقي حمد الطائي الذين أحيوا الفعالية بأداءات موسيقية استثنائية، أبهرت الحضور وأججت حماسهم.
وكذلك شاركت بأمسية موسيقية بعنوان "فن زايد" احتفاءً بعام زايد 2018، ضمن فعالية الأسبوع الثقافي الإماراتي في باريس، حيث قدمت الهاشمي من خلالها مجموعة من المقطوعات الموسيقية الشهيرة على البيانو، إضافة لمعزوفات الموسيقى العربية المعاصرة للمؤلف الإماراتي الشاب حمد الطائي.
كما رافقها على المسرح مجموعة من طلبة الماجستير في "جامعة السوربون في أبو ظبي"، حيث عزف الطلبة مجموعة من المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية من ألحان سانت وشوبين فوريه.
وتعد الهاشمي أن مشاركاتها في الفعاليات الدولية نقلة نوعية في تجربتها الموسيقية، وفرصة لتعريف المجتمعات الأخرى بالحضارة العربية وقدرة الشباب العربي على التفاعل مع جميع الثقافات الأخرى وإجادة الفنون العالمية.
aXA6IDMuMTQ1Ljc4LjExNyA= جزيرة ام اند امز