يوم العلم الإماراتي.. تجديد العهد للوطن والوفاء للقيادة
بفضل همة أبناء الإمارات وحكمة قيادتها، بات العلم بألوانه الأربعة رمزا عالميا للتقدم والازدهار، فمنذ تأسيس الدولة ورايتها خفاقة بالمجد.
في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، تحتفي دولة الإمارات بـ"يوم العلم"، الذي يأتي بالتزامن مع الاحتفال بيوم تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم، لتعكس هذه المبادرة ثقافة احترام العلم وبيان قدسيته بصفته رمزاً لسيادة الدولة ووحدتها.
وبفضل همة أبناء الإمارات وحكمة قيادتها، بات العلم بألوانه الأربعة رمزاً عالمياً للتقدم والازدهار، فمنذ تأسيس الدولة ورايتها خفاقة بالمجد والإنجازات.
وكما قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية؛ فإن "العلم أكثر من مجرد شعار أو رمز للدولة، وعلم الإمارات سيظل يجمعنا على المحبة لنستمد منه معاني الفخر وروح التحدي والقوة، سعادتنا وتقدمنا بإخلاصنا لراية الوطن".
ويشهد "يوم العلم" احتفالات وفعاليات تعكس التكاتف والتلاحم بين أبناء الإمارات، والتمسك بقيم الآباء المؤسسين، مجسدة مشاعر التسامح والسلام بينهم وبين الإنسانية جمعاء، حيث تقف الإمارات وشعبها تنظر لعلم واحد يوحدها يرتفع شيئاً فشيئاً، وعند كل شبر من الأرض يرتفع يتذكر الإماراتيون معه إنجازات دولتهم.
سارية العلم لم تحول عن وقوف رمزية علم الإمارات في صعوده إلى السماء مع وصول القمر الاصطناعي "خليفة سات" واستقراره في مداره، بعدما تمت صناعته بأيدٍ إماراتية، ورحلة هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، في سبتمبر/أيلول الماضي.
رمز الهوية
رفع العلم ليس تقليداً متبعاً أو بروتوكولاً بل هو أكثر من ذلك بكثير، هو دلالة روحية لما يمثله هذا الرمز، يرفع لأنه رمز الهوية الأبرز للوطن، وينشر عالياً لأنه يمثل مستوى العزة والكرامة الذي تنشده الدولة لأبنائها بين سائر الأمم.
ويعلى فوق الرؤوس ليعرف الكل أن الوطن فوق الجميع وأن صالحه هو المقدم وأن أسسه ودعائمه هي التي لا تقبل المناقشة حولها أو المساومة عليها.
يوم العلم ليس قاصراً على الإماراتيين فقط بل يشارك فيه المقيمون والعاملون في الدولة، وهو ما يرسخ من مكانة الإمارات كنموذج للتسامح والتعايش الفريد في مشهد نادراً ما تراه في أي مكان آخر.
موسوعة جينيس
دخل علم الإمارات موسوعة جينيس للأرقام القياسية من أوسع أبوابها، محققاً إنجازات غير مسبوقة، وفي كل عام تشهد الإمارات تحطيم العديد من الأرقام القياسية، أحدثها في الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما سجلت "سكاي دايف دبي" رقماً عالمياً لأكبر راية فُتحت جواً أثناء القفز المظلي، حيث قاربت مساحة العلم الإماراتي الـ5 آلاف متر مربع، أي ما يعادل حجم ملعب كرة القدم، ليرتفع فوق جزيرة النخلة الشهيرة في منطقة جميرا.
وفي العام نفسه، قامت طائرتان مروحيتان بسحب شاشة عرض ضخمة عبر سماء دبي، بالتزامن مع إحياء ذكرى الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قامت "مجموعة وصل" بطرح أكبر شاشة عرض جوي فوق دبي، التي يمكن رؤيتها على بعد أكثر من 700 متر، لتزين صور المغفور له الشيخ زايد وعلم الإمارات سماء دبي، في مشهد مهيب يعكس أهمية ومكانة المناسبة.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، أطلقت دولة الإمارات القمر الاصطناعي "خليفة سات"، ويعتبر الأول الذي يتم صنعه بأيادٍ إماراتية 100%، حيث استغرق العمل عليه 4 أعوام من قبل فريق مركز محمد بن راشد للفضاء، ويمتلك 5 براءات اختراع.
وقد وضع القمر الاصطناعي "خليفة سات" دولة الإمارات بين القوى الـ10 الكبرى في مجال الفضاء، وزين العلم الإماراتي هذا الإنجاز لتعلو راية "أبناء زايد"، وتعانق الفضاء.
كما يواصل جواز السفر الإماراتي ريادته وألقه، متصدراً القوائم العالمية لأقوى جوازات السفر.
آخر الإنجازات المسجلة، حصول الجواز الإماراتي على إعفاء جديد من تأشيرة الدخول، ليرتفع بذلك عدد الدول التي يمكن دخولها دون تأشيرة مسبقة إلى ١٧٢ دولة حول العالم.
وبحسب مؤشر "باسبورت إندكس" التابع لشركة آرتون كابيتال للاستشارات المالية العالمية، فإن جواز السفر الإماراتي عزز صدارته في المركز الأول بفارق 5 نقاط عن المركز الثاني، الذي تحتله جوازات كل من لوكسمبورج وفنلندا وألمانيا وإسبانيا بدخول 167 دولة دون تأشيرة.
مبادرة "يوم العلم"
اعتمد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة "يوم العلم" يوم 12\11\2012 كمناسبة وطنية سنوية، يحتفل بها شعب الإمارات.
اختير علم الإمارات علماً رسمياً للبلاد عام 1971م، وقام بتصميمه محمد عبدالله المعينة، وذلك خلال مسابقة أقامها الديوان الأميري في أبوظبي قبل شهرين من إعلان الاستقلال.