الإمارات في قمة العشرين.. أجندة رائدة في قطاع الطاقة النظيفة
تلعب الطاقة المتجددة دورا رئيسيا بمستقبل قطاع الطاقة العالمي، وعلى هذا المسار أصبحت دولة الإمارات ركيزة رئيسية ومتجددة نحو الاستدامة.
وقد أصبحت استراتيجية دولة الإمارات لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050 تعد جزءا رئيسيا في عملية تنويع مصادر الطاقة الرئيسية في الدولة، كونها داعما رئيسيا للرافد والحركة الاقتصادية، وستكون تلك الاستراتيجية بمثابة نموذج ملهم على مائدة قمة مجموعة العشرين، والتي ستستضيفها مدينة بالي الإندونيسية على مدار يومي 15 و16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
استراتيجية متكاملة.. على مسار الانتقال الطاقوي النظيف
إن الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات بشأن الانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون والحد من التغيير المناخي هامة ومشجعة للغاية، حيث حددت الدولة هدفًا للوصول إلي صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050، من خلال توسيع حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، والاستثمارات في تقنيات تحلية المياه المستدامة، وخفض الانبعاثات في الاقتصاد الكلي.
وتعتبر دولة الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن مبادرة استراتيجية سعياً لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وحتى اليوم هي مستمرة بالعمل على الحد من الانبعاثات في جميع الأنشطة الاقتصادية، وقد تم إنشاء أول برنامج في المنطقة لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق صناعي، وتعمل شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" لتأمين احتياجات عملياتها من الكهرباء من المصادر النووية السلمية والشمسية الخالية من الانبعاثات.
بداية من التوسع في زراعة أشجار القرم ومكافحة التصحر وحماية التنوع، تصدرت دولة الإمارات العالم في جهود محاربة التغير المناخي.
هذه البداية التي تمت منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي بدأ بالعمل على معالجة تحديات المناخ عبر الوسائل القائمة على الطبيعة ووقف عمليات حرق الغاز قبل 30 عاماً.
وعلى الصعيد الدولي بدأت مسيرة دولة الإمارات في العمل المناخي بشكل رسمي منذ عام 1989 حين صدقت الإمارات على اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون. وبعد ذلك انضمت إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عام 1995 واستمرت الخطوات والجهود في هذا المجال دون انقطاع.
وقد كشفت دولة الإمارات خلال مشاركتها بمؤتمر المناخ "كوب 27" في مصر، عن المسار الوطني للحياد المناخي 2050، والذي يمثل الإطار الزمني لآليات ومراحل تنفيذ مبادرة الإمارات الاستراتيجية للسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 التي تم الإعلان عنها في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وتأتي المشاركة الإماراتية بالتزامن مع تحقيق إنجاز جديد بالإعلان عن إنتاج أول ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة من ثالث محطات براكة الأربع، أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي. وهو إنجاز جديد في خطوة على طريق تحقيق الإمارات هدف الحياد المناخي (تحقيق صافي انبعاثات صفرية) بحلول 2050.
ويحدد المسار سقف الطموح المناخي لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، ويستهدف تحقيق خفض بنسبة 18% للانبعاثات بالمقارنة مع معدلات الخفض المستهدفة في التقرير المحدث للمساهمات المحددة وطنياً الثانية، بموجب اتفاق باريس بحلول 2030 ، ثم الوصول بنسب الخفض إلى 60% بحلول 2040، والوصول إلى درجة الحياد بحلول 2050.
وسيدعم المسار الوطني المعتمد زيادة الناتج المحلي التراكمي بنسب تتراوح بين 1.8 إلى 3.2% حتى عام 2050، بزيادة اجمالية بقيمة تتراوح بين 610 مليارات إلى 1080 مليار درهم مقارنة بخط الأساس للعام 2019، كما يساهم مسار في خلق والمحافظة على الوظائف بمتوسط 200 ألف وظيفة.
وسيساهم المسار الوطني للحياد المناخي في تعزيز الشفافية وزيادة فرص تحقيق المستهدفات الوطنية للحد من معدل الاحتباس الحراري العالمي في حدود 1.5 درجة مئوية ودرجتين مئويتين، بما يتوافق مع اتفاقية باريس للمناخ.
حلول مستدامة
تقف طموحات دولة الإمارات عند حدود نشر وتطوير حلول الطاقة المتجددة الاعتيادية بل تبنت أحدث التوجهات العالمية لمصادر إنتاج الطاقة حيث أطلقت أول مشروع صناعي للهيدروجين الأخضر في المنطقة بشهر مايو/ أيار 2021، كما عملت على زيادة إنتاج الهيدروجين الأزرق بهدف تنويع مزيج الطاقة، واعتمدت كذلك حلول التقاط الكربون المستندة إلى الطبيعة، إذ تعتزم الإمارات زراعة 100 مليون شجرة مانغروف بحلول عام 2030.
وتحتضن الإمارات اليوم 3 من أكبر محطات الطاقة الشمسية وأقلها تكلفة في العالم.
وتطوِّر الإمارات حلولًا متكاملة لمعالجة تغير المناخ، ومنها على سبيل المثال تسريع الاستثمار في التكنولوجيا الزراعية الذكية مناخياً من خلال مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ.
وتعهدت دولة الإمارات بتقديم مليار دولار لزيادة الاستثمارات المخصصة لعدة مؤسسات حكومية تعمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً.
فيما يرتكز العمل المناخي لدولة الإمارات على الابتكار والتكنولوجيا، بما في ذلك تعزيز الأمن الغذائي بوساطة "بستانِكَ"، أكبر مزرعة عمودية في العالم تديرها "مجموعة الإمارات" وتنتج أكثر من 1,000 طن من الخضراوات الورقية العالية الجودة سنوياً، إضافةً إلى مزارع العين التي تنتج الفراولة والتوت البري محلياً.
وعلى الصعيد الدولي، أطلقت الإمارات هذا العام برنامج "اتحاد 7"، وهو برنامج ابتكاري لتأمين التمويل لمشروعات الطاقة المتجددة في إفريقيا، ويهدف إلى توفير الكهرباء النظيفة لنحو 100 مليون فرد بحلول عام 2035.
كما أطلقت دولة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ"، وهي مبادرة عالمية كبرى تقودها الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة 30 دولة.
وتهدف المبادرة التي تصل قيمة التزاماتها الأولية إلى 4 مليارات دولار، إلى تسريع العمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، وقد تعهدت دولة الإمارات باستثمار إضافي قيمته مليار دولار كجزء من هذه المبادرة.
كما أطلقت في 2022 مبادرة شاملة بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية للاستثمار في الطاقة النظيفة وتعزيز الأهداف المناخية المشتركة وأمن الطاقة العالمي، سيتم بموجبها استثمار 100 مليار دولار لتوليد 100 جيجاوات إضافية من الطاقة النظيفة في دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاقتصادات الناشئة حول العالم بحلول سنة 2035.
أيضا على صعيد جهودها الدولية لمواجهة تغير المناخ، استثمرت دولة الإمارات ما يزيد على 50 مليار دولار في مشروعات للطاقة النظيفة في 70 دولة، منها 31 من الدول الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ، وتلتزم باستثمار 50 مليار دولار إضافية خلال العقد القادم.
كما تقوم دولة الإمارات بجهد بارز في حشد الجهود العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي من خلال استضافتها كبرى الفعاليات والأحداث التي شكلت منصة جامعة لكبار المسؤولين وصناع القرار والخبراء من حول العالم.
وإضافة إلى مؤتمر "كوب 28" تستضيف دولة الإمارات بشكل سنوي فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، ومنتدى المناخ في القمة العالمية للحكومات، والقمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والمعرض السنوي لتكنولوجيا المياه والبيئة والطاقة "ويتيكس"، إضافة لاستضافتها للمقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
رسم خارطة طريق عالمية للهيدروجين
ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية عن إنجاز المرحلة الأولى من استراتيجية دولة الإمارات للهيدروجين استعدادًا لإطلاقها مطلع 2023.
وتشكل الاستراتيجية خريطة طريق واضحة تتضمن عدة محاور وتشمل "التعاون الدولي والتمويل والبحث والتطوير والهيدروجين في الصناعة" بما يعزز ريادة دولة الإمارات على مستوى العالم في مجال إنتاج الهيدروجين.
وتستهدف دولة الإمارات الاستحواذ على 25% من الأسواق الرئيسية للهيدروجين والتي تضم الهند وكوريا واليابان وألمانيا في ظل الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات كحلقة وصل بين الشرق والغرب ما يمكن الدولة للعب دور رئيسي في هذا المجال.
كما تمتلك دولة الإمارات 7 مشاريع استراتيجية لإنتاج الهيدروجين حيث من المتوقع أن يصل إنتاج دولة الإمارات من الهيدروجين بحلول عام 2050 بين 14 و22 مليون طن سنويا، فيما من المتوقع أن يصل إنتاج السوق العالمي نحو 250 مليون طن سنويا.
aXA6IDMuMTQ0LjEwNi4yMDcg جزيرة ام اند امز