الإمارات في قمة العشرين.. مشاركة "ثانية" برؤية طموحة في الطاقة
لم يمنع وصول الإمارات إلى المرتبة الخامسة عالميا كأكبر دولة تملك احتياطيا نفطيا مؤكداً بـ107 مليارات برميل، من تنويع مصادر الطاقة لديها.
يبدو أن دولة الإمارات العربية المتحدة استعدت جيدا، للمشاركة في أعمال قمة مجموعة العشرين المنعقدة على مستوى القادة، في الفترة بين 15 و16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في إندونيسيا مستضيفة أعمال هذه الدورة.
ولم يكن استعداد دولة الإمارات آنياً، لكنه نتاج تراكمات من الخبرة والتجارب في عديد القطاعات التي من شأنها إعادة تشكيل مفهوم الدول المتقدمة، والذي طالما تم تعريفه بناء على قوة الدول سياسيا واقتصاديا، وليس بناء على ما تحضره لمستقبل الأجيال القادمة.
تحضير دولة الإمارات، لأعمال هذه القمة، سيكون من خلال عدة توجهات تقودها كلمة سر واحدة، وهي "الاستدامة"، اقتصاديا، غذائيا، صحيا، سياسيا، واستدامة في مجال الطاقة.
- رئيس غرفة تجارة إندونيسيا: فخورون بمشاركة الإمارات في قمة العشرين
- رئيس دولة الإمارات: "قمة العشرين" اجتماع عالمي مهم
في هذه المادة، تتطرق "العين الإخبارية" إلى نموذج واحد فقط، من تحضيرات دولة الإمارات لأعمال القمة، وهو الاستدامة في مجال الطاقة، بينما يعتبر هذا القطاع إحدى أولويات القمة، وصداعا متزايدا خاصة في أوروبا والولايات المتحدة.
وتدرك دولة الإمارات الأهمية الكبرى لمردود الطاقة الكبير على باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، خاصة أن الخطط التطويرية لهذا القطاع، وهي التي تعبر عنها استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، تستجيب في جوهرها لمتطلبات مرحلة اقتصاد ما بعد النفط.
ولم يمنع وصول دولة الإمارات إلى المرتبة الخامسة عالميا كأكبر دولة تملك احتياطيا نفطيا مؤكدا بـ107 مليارات برميل، من تنويع مصادر الطاقة لديها.
ودولة الإمارات اليوم التي تعد حاليا ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك، بمتوسط إنتاج 3.5 مليون برميل يوميا في الظروف الطبيعية، تملك أكثر من 4 مصادر غير أحفورية لتوليد الطاقة الكهربائية بعيدا عن النفط والغاز والفحم.
وتتنوع مصادر الطاقة الحالية والمستقبلية حتى 2050، بين النفط والغاز والطاقة المتجددة كالشمس والرياح والكهرومائية، إضافة إلى الطاقة الجديدة النووية، عبر محطة براكة التي تعدّ من الأكبر في العالم.
تضم براكة 4 مفاعلات من الطراز المتقدم إيه آر بي 1400، توفر عند التشغيل بالكامل 5600 ميجاوات من الكهرباء النظيفة، وهو ما سيغطي 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء، وتحدّ من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا.
وأصبحت محطات براكة أكبر مصدر لكهرباء الحمل الأساسي الصديقة للبيئة في الإمارات، والقادرة على توفير إمدادات ثابتة وموثوقة ومستدامة من الطاقة على مدار الساعة.
كذلك، تعدّ دولة الإمارات مصدرا للطاقة الشمسية بوجود أكثر من 3 محطات طاقة شمسية؛ آخرها ما أعلنته شركة مياه وكهرباء الإمارات في يونيو/ حزيران 2019، عن افتتاحها محطة "نور أبوظبي"، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم بطاقة إنتاجية قدرها 1177 ميجاوات.
وسيمكن المشروع العاصمة أبوظبي من زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، فضلاً عن الحد من استخدام الغاز الطبيعي في عمليات توليد الكهرباء، ما سيحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العاصمة بمقدار مليون طن متري سنوياً، أي ما يعادل إزالة 200 ألف سيارة من على الطرقات.
بينما في 2013، قامت شركة مصدر ببناء أول توربين يعمل بالرياح لتوليد الكهرباء في جزيرة صير بني ياس، التي تقع على بعد 250 كيلومتراً جنوب غربي أبوظبي؛ وتتمتع المحطة بسعة إنتاجية تبلغ 850 كيلووات من الطاقة في الساعة الواحدة.
والعام الجاري، بدأت إمارة الشارقة بتشغيل مشروع لإنتاج الطاقة من النفايات، عبر معالجة أكثر من 37.5 طن من النفايات البلدية الصلبة بالساعة لتوليد طاقة كهربائية مستدامة؛ وتوليد 30 ميجا وات من الطاقة التي تكفي لتلبية احتياجات 28 ألف منزل.
وتقود شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركاتها التابعة صناعة النفط والغاز في دولة الإمارات، وسط عمليات توسع خارج البلاد، إذ تعتبر واحدة من أكبر الشركات العالمية المنتجة للنفط الخام والغاز.
وعززت دولة الإمارات الآونة الأخيرة، مكانتها كمركز عالمي لقطاع الطاقة، ليس فقط نتيجة لتنوع الشراكات الاستراتيجية مع كبرى الشركات الدولية، وإنما أيضاً لأنها تحولت إلى ملتقى لتنظيم واستضافة الفعاليات الكبرى المعنية بمناقشة التطورات والمستجدات في قطاع الطاقة.