تواصل دولة الإمارات جهودها الإنسانية الرائدة لدعم الشعب الفلسطيني في غزة، حيث نفذت، بالتعاون مع مصر والأردن، عمليات إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية، ضمن مبادرة "طيور الخير"، في جهود تأتي في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها سكان القطاع.
منذ انطلاق المبادرة، بلغ إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها جوًّا نحو 3750 طنًّا من المواد الغذائية والإغاثية الأساسية، تشمل مواد غذائية، وإمدادات طبية، ومستلزمات معيشية عاجلة. وتركز هذه المساعدات على المناطق المعزولة التي يصعب الوصول إليها عبر الطرق البرية، بسبب الأوضاع الأمنية والدمار الواسع للبنية التحتية في القطاع.
رغم تعقيدها اللوجستي، تعكس عملية الإسقاط الجوي إصرار دولة الإمارات وشقيقتيها على تجاوز العقبات الميدانية من أجل إيصال المساعدات مباشرة إلى المحتاجين. ويشارك في هذه العمليات طيّارون وفنيّون متخصصون يعملون على تنفيذ المهام بدقة عالية. وتُعد هذه الجهود جزءًا من سلسلة طويلة من المبادرات الإماراتية التي تسعى إلى تخفيف معاناة المدنيين في غزة، سواء عبر إقامة مستشفيات ميدانية، أو إرسال قوافل طبية، أو دعم عمليات الإجلاء والعلاج في الخارج، وذلك في سياق عملية "الفارس الشهم 3".
كما يُبرز التعاون الإماراتي العربي في هذه المبادرة نموذجًا حيًّا للتضامن العربي، حيث تُنسَّق عمليات الإسقاط الجوي انطلاقًا من قواعد جوية مشتركة، وباستخدام طائرات نقل عسكرية مجهّزة خصيصًا لهذا النوع من المهام. كما تُجرى العمليات بالتنسيق مع منظمات إنسانية لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأشد حاجة.
وفي الوقت الذي تتعثّر فيه الجهود السياسية والدبلوماسية لإنهاء الحرب وإعادة إحياء مفاوضات السلام، تأتي مبادرات مثل "طيور الخير" لتؤكّد أن العمل الإنساني لا يجب أن يتوقّف، وأن التضامن مع المدنيين الأبرياء مسؤولية أخلاقية لا يمكن تأجيلها.
تمثّل مبادرة "طيور الخير"، التي تقودها الإمارات بالشراكة مع مصر والأردن، بارقة أمل ورسالة تضامن حقيقية تعبّر عن التزام إماراتي وعربي وإنساني أصيل بمساندة المنكوبين وتقديم العون للمحتاجين. وبينما تستمر معاناة الحروب، تستمر كذلك أيادي الخير في العمل بصمت وإصرار، مدفوعة بإيمان راسخ بأن الواجب الإنساني لا يعرف حدودًا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة