الإمارات تنثر سحر التنوع البيولوجي على الكوكب.. أيادٍ بيضاء حول العالم
تحظى قضية التنوع البيولوجي باهتمام بالغ في الإمارات، الأمر الذي يعكس الجهود الضخمة التي تبذلها في حماية الحياة الفطرية داخل البلاد وفي أرجاء الكوكب.
من ضفادع كولومبيا إلى نمور إندونيسيا وأسماك أفريقيا، تتنوع قائمة المستفيدين من الدعم الإماراتي المتواصل، لحماية وصون التنوع البيولوجي على الكوكب، كجزء أساسي من التزام البلاد تجاه البيئة.
وبمناسبة اليوم العالمي للتنوع البيولوجي، الذي يحتفي به العالم في 22 مايو/أيار من كل عام، يسلط التقرير التالي الضوء على لمحة من جهود الإمارات لحماية التنوع البيولوجي عالميا، التي تأتي على مستوى الدعم الممنوح من دولة الإمارات بشكل عام، أو من خلال صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، بشكل خاص.
ودعم "صندوق محمد بن زايد"، الذي أمر بإنشائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، برنامجا متكاملا للحفاظ على الكائنات في 170 دولة، وقدم الصندوق الدعم بالفعل إلى أكثر من 2750 مشروعاً حول العالم بهدف الحفاظ على 1,700 نوع من الكائنات الحية.
ما هو التنوع البيولوجي؟
يعني التنوع الأحيائي أو التنوع البيولوجي أصناف الحياة على الأرض، بجميع أشكالها، من الجينات والبكتيريا إلى النظم البيئية بأكملها مثل الغابات أو الشعاب المرجانية.
والتنوع البيولوجي الذي نراه اليوم هو نتيجة 4.5 مليار سنة من التطور، وقد تأثر بشكل متزايد بالبشر.
ما أهمية حفظ التنوع البيولوجي؟
يشكل التنوع البيولوجي شبكة الحياة التي نعتمد عليها في أمور عديدة كالغذاء والماء والطب والمناخ المستقر والنمو الاقتصادي، وغيرها من الأمور.
أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي يعتمد على الطبيعة. وأكثر من مليار شخص يعتمدون على الغابات لكسب لقمة عيشهم. كما تمتص اليابسة والمحيطات أكثر من نصف انبعاثات الكربون.
جهود الإمارات العالمية لحفظ التنوع البيولوجي
بفضل الخبرات المكتسبة محليا، في سن التشريعات ومراقبة تطبيقها، مروراً بإنشاء المناطق المحمية والتوسع فيها، وانتهاءً بالمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها وإعادة توطينها في مناطق انتشارها الطبيعية، تعيد الإمارات نشر ما اكتسبته من معرفة لخدمة التنوع البيولوجي برا وبحرا حول العالم.
ويأتي ذلك من خلال تنفيذ مجموعة واسعة من الخطط والمبادرات في سياق الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي والاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر واستراتيجية استدامة البيئة البحرية والساحلية.
ونتيجة حتمية لجهود دولة الإمارات الحثيثة في المحافظة على التنوع البيولوجي على مدار السنوات الماضية، تصدرت البلاد دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الترتيب العام لتقرير "مؤشر الأداء البيئي 2022" الصادر عن جامعة ييل، الذي يرصد الأداء البيئي لـ180 دولة، إذ حصدت المركز الأول عالمياً في مؤشرات المحميات البحرية، وخدمات النظام الإيكولوجي، وقلة انحسار الأراضي الرطبة، والمركز الأول إقليمياً والثالث عالمياً في مؤشر حيوية النظام البيئي، والمركز الأول إقليمياً في مؤشر التنوع البيولوجي والموائل الطبيعية.
تأهيل الشعاب المرجانية في فلوريدا (أمريكا)
في فبراير/شباط 2020، أعلنت دولة الإمارات عن منحة بمبلغ 3.5 مليون دولار، للمساعدة في ترميم 7 سلاسل من الشعاب المرجانية في منطقة فلوريدا كيز بولاية فلوريدا بالتعاون مع منظمة "يونايتد واي أوف كوليار آند ذي كيز" التي تقوم بتنفيذ المشروع بالتعاون مع خبراء في "الإدارة الوطنية لشؤون المحيطات والمناخ" ومع جهات متخصصة أخرى محلية ودولية.
وآنذاك كانت هذه المنحة من أكبر الاستثمارات في هذا المجال على مستوى العالم.
شجرة القرم والقطط البرية والأعشاب البحرية (إندونيسيا)
في مايو/أيار 2024، أعلنت دولة الإمارات عن وضع حجر الأساس لمشروع "مركز محمد بن زايد- جوكو ويدودو" لأبحاث القرم بالتعاون مع إندونيسيا وذلك بجزيرة بالي الإندونيسية كثمرة لالتزام دولة الإمارات بتقديم 10 ملايين دولار لتعزيز الجهود العالمية لتنمية القرم.
ويستهدف مركز "محمد بن زايد - جوكو ويدودو" إجراء مزيد من الأبحاث في زراعة أشجار القرم وتعزيز دورها بوصفها خزانات طبيعية للكربون ومواجهة التغيرات المناخية وتعزيز البيئات الطبيعية الساحلية وازدهار التنوع البيولوجي، وسيعمل على تعزيز تبادل المعرفة في مجال تنمية أشجار القرم مع مختلف الدول من أجل تعويض خسارة العالم من هذا النوع المهم من الأشجار للنظم البيئية.
كما يجرى حاليًا تنفيذ مشروعين ضخمين في إندونيسيا، تحت إدارة صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية وبرعاية شركة مبادلة للاستثمار وشركتها المحلية "مبادلة للبترول".
ففي جزيرة سومطرة، تعمل شركة بانثيرا والمنظمة غير الحكومية (FKL)، على تحديد المَعلمات الأساسية لتجمعات القطط البرية خارج المناطق المحمية وتحديد التهديدات الخطيرة التي تهدد بقائها على قيد الحياة والحد منها.
وعلى امتداد ساحل مقاطعة سولاوسي الغربية، تعمل كلية علوم البحار في جامعة حسن الدين على تنفيذ عمليات زراعة الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية للسلاحف البحرية التي تعتمد على هذه الموائل للبقاء على قيد الحياة.
أكبر مشروع لإنقاذ الأسماك في أفريقيا (جنوب أفريقيا)
في مايو/أيار 2019، أطلق باحثون من "مركز أبحاث المياه العذبة"، بمنحة من صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، أكبر مشروع لإنقاذ الأسماك في أفريقيا.
وفقا لمجلة ناشيونال جيوغرافيك، ساهم المشروع في إنقاذ 7599 سمكة رملية صغيرة من نهر "بيدو" الفرعي بجنوب أفريقيا، حيث تتزاوج الأسماك الرملية وتضع بيضها.
حماية ضفدع لينش وطائر السوادية وشجرة البلوط (كولومبيا)
هناك 3 مشاريع ضخمة قيد التنفيذ حاليًا في كولومبيا، يُجرى تنفيذها محليًا، تحت إدارة صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، وبرعاية شركة مبادلة للاستثمار وشركتها التابعة المحلية، مينيسا.
وتقع جميع المشاريع الثلاثة في مقاطعة سانتاندير، وتتضمن تلك المشروعات مشروعًا مبتكرًا مخصصًا لإنقاذ ثلاثة من الأنواع الرئيسية، وهي ضفدع لينش الشجري الكولومبي (Hyloscirtus lynchi)، وطائر السوادية الجبلي (Macroagelaius subalaris)، وشجرة البلوط الكولومبي Quercus humboldtii)).
خروف البحر والدولفين الأحدب والسلاحف (غينيا)
يدير صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية بالتعاون مع الصندوق الأفريقي للمحافظة على الأحياء المائية، جهود الحفاظ على خروف البحر الأفريقي المهدد بالانقراض على طول المناطق الساحلية والأنهار الداخلية في غينيا.
كما تتضمن الجهود حماية السلاحف البحرية وموائلها، ودولفين المحيط الأطلسي الأحدب.
وجميع المشاريع الثلاثة مدعومة من شركة مبادلة للاستثمار وشركة غينيا ألومينا كوربوريشن، وهي شركة تابعة لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم؛ أكبر منتج للألمنيوم عالي الجودة في العالم.
طائر طيطوي نوردمان والقضاعة الآسيوية والتماسيح السيامية (تايلاند)
يوجد حاليًا مشروعان كبيران قيد التنفيذ في تايلاند، ويُجرى تنفيذهما على المستوى المحلي تحت إدارة صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية وبرعاية شركة مبادلة للاستثمار وشركتها المحلية "مبادلة للبترول".
فعلى طول الساحل، يُعد تأمين المشاتي لطائر طيطوي نوردمان المهدد بالانقراض مشروعًا تعمل على تنفيذه جمعية الحفاظ على الطيور في تايلاند.
وعلى امتداد نهر فيتشابوري في حديقة كاينج كراشان الوطنية، تسهم جمعية الحفاظ على الحياة البرية (WCS) في الحفاظ على القضاعة ملساء الفراء والقضاعة الآسيوية صغيرة المخالب والتماسيح السيامية المهددة بالانقراض عالميًا في تايلاند.