خلال مرحلة التعايش.. مبادرة إماراتية لتطوير صناعة المعارض عربيا
قطاع المعارض والمؤتمرات يخلق 3.2 مليون وظيفة حول العالم وإنفاق الزوار والعارضين في المعارض يبلغ سنويا 137 مليار دولار
دعا الاتحاد العربي للمعارض والمؤتمرات الدولية العامل ضمن نطاق مجلس الوحدة الاقتصادية العربية لجامعة الدول العربية إلى ضرورة تضافر الجهود للنهوض بالعمل العربي المشترك سعيا إلى استكمال المساعي المبذولة لوضع أسس لاقتصاد عربي مستدام عبر بوابة قطاع المعارض والمؤتمرات.
وأكد سيف محمد المدفع، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للمعارض والمؤتمرات الدولية، أهمية توحيد الجهود العربية لإيجاد منظومة عمل مشتركة تكون بمثابة حاضنة رئيسية لقطاع صناعة المعارض والمؤتمرات في الوطن العربي في ظل هذه الأزمة الاستثنائية التي تعصف بالعالم أجمع.
وأضاف المدفع، الذي يشغل أيضا عضوية المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، والرئيس التنفيذي لمركز إكسبو الشارقة، أن التحديات يجب أن تكون منبعا للفرص وأن قطاع المعارض والمؤتمرات سيظل يقود قاطرة النمو للاقتصاد العالمي.
جاء ذلك خلال الملتقى الذي نظمه الاتحاد العربي للمعارض والمؤتمرات الدولية برعاية مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، الثلاثاء، عبر الاتصال المرئي، تحت عنوان "ملتقى صناعة المعارض والمؤتمرات العربية في ظل الأزمة الراهنة.
وأشار المدفع إلى تجربة دولة الإمارات في التعاطي مع أزمة كورونا عبر تسخير بنيتها الرقمية والتكنولوجيا في شتى القطاعات والتي حالت دون إحداث أي ضرر جسيم يذكر، وساهمت في إيجاد فرص جديدة لكثير من الأعمال وضمان استمرارية وعدم توقف عجلة الإنتاج في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية وغيرها.
وقال المدفع إن اقتصاد ما بعد الأزمة يختلف عما قبله وهذا يعني ضرورة اعتماد تغيرات قد لا تكون جذرية بالكامل على كيفية إقامة المعارض والمؤتمرات والتي قد تكون كافية لإعطاء دفعة قوية للقطاع ليقود الاقتصاد في مرحلة التعافي.
وتابع: وذلك من خلال وضع منهج استراتيجي بكيفية الاستفادة من التقدم التكنولوجي في تحسين وتطوير مفهوم المعارض التقليدي والاستفادة من التقنيات المتطورة هو أحد الحلول المبتكرة المثالية التي تضمن سلامة زوار وعارضي المعارض وتثري تجربة المشاركين فيها وتوسع الاستفادة للجميع.
وأكد أنه يمكن بالتأكيد الاستعانة بتقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي لتحويل المعارض إلى منصات لصناعة مستقبل الاقتصاد العربي.
وأضاف إن مفهوم المعارض التقليدي لن يموت لأنه لا غنى عن التواصل المباشر والترويج للمنتجات والبضائع والخدمات فالمعارض جزء لا يتجزأ من ثقافة الأعمال.
وتابع: لكن المطلوب في هذه المرحلة مواكبة الحاضر وصنع المستقبل عبر توحيد الجهود العربية في هذا الاتجاه ليعود قطاع المعارض والمؤتمرات قويا لأنه قطاع له فوائده على اقتصادات الدول التي أدركت أهميته في المسيرة التنموية وذلك بالنظر لدوره الرئيس في تحفيز سياحة الأعمال وقطاع السفر والطيران والإنفاق الاستهلاكي وتجارة التجزئة وقطاع الدعم والخدمات اللوجستي.
وأشار إلى جانب قدرته على خلق 3.2 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة حول العالم مع الإشارة إلى أن إنفاق الزوار والعارضين في المعارض يبلغ سنويا حوالي 137 مليار دولار، وأن عدد الشركات العارضة سنويا في المعارض حول العالم بلغ 4.5 مليون شركة في حين يبلغ عدد الزوار التي تستقطبها المعارض سنويا حوالي 303 مليون شخص.
وأجمع المشاركون في الملتقى على ضرورة بناء استراتيجية عربية توحد الجهود وتعزز العمل المشترك للخروج من هذا التحدي كما دعوا إلى أهمية تعزيز البنية الرقمية لدى غالبية الدول العربية ودعم الأحداث الافتراضية في الفترة الحالية تمهيدا لاعتمادها كداعم مستقبلي للفعاليات.
وأكدوا أن المعارض الافتراضية لن تكون بديلا للمعارض والأحداث الواقعية التقليدية على المدى البعيد إلى جانب الدعوة لمزيد من تفعيل وتعزيز الاندماجات والشراكات بين الجهات المنظمة للمعارض على مستوى الوطن العربي.