شهر الابتكار في الإمارات.. نحو مستقبل أفضل
انطلق مع شهر فبراير /شباط الجاري شهر الابتكار في الإمارات، الذي أصبح حدثًا سنويًا بارزًا يعكس التزام الدولة بترسيخ ثقافة الابتكار وبناء اقتصاد مستدام.
يذكر أن فعاليات الإمارات تبتكر انطلقت عام 2015 من خلال أسبوع الإمارات للابتكار، الذي أصبح في دورته الثالثة عام 2017 شهر الإمارات للابتكار، والذي شكل على مدى 8 سنوات الحدث الأهم للاحتفاء بالابتكار والمبتكرين.
انطلاق نحو المستقبل
انطلقت الفكرة بمبادرة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بهدف تعزيز ثقافة الابتكار في جميع قطاعات الدولة.
منذ ذلك الحين، تحول هذا الحدث إلى منصة سنوية تجمع بين القطاعات الحكومية والخاصة والأفراد، لتقديم حلول مبتكرة تسهم في مواجهة التحديات المحلية والعالمية.
يُقام شهر الابتكار في فبراير/شباط من كل عام، ويشهد تنظيم مئات الفعاليات وورش العمل والمعارض التي تستهدف جميع فئات المجتمع، من طلاب وباحثين ورواد أعمال وصناع قرار.
تتنوع الفعاليات بين ورش عمل تفاعلية، وجلسات حوارية، ومسابقات ابتكارية، وعروض لتقنيات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والطاقة المتجددة، والطب الحديث.
- "شهر الابتكار".. إبداع إماراتي لبناء المستقبل
- تكنولوجيا المناخ تتحدى الانبعاثات.. ابتكارات جديدة صنعت الفارق في 2024
فعاليات شهر الابتكار
يضم شهر الابتكار هذا العام العديد من الفعاليات تصل إلى 17 فعالية، بينها فعالية الذكاء الاصطناعي 360: رؤى من الخبراء، والتي ستكون في 5 فبراير/شباط الجاري، يتضمن أيضا فعالية للابتكار في اكتشاف واستثمار المواهب البشرية لموظفي الحكومة الاتحادية بالتنسيق مع أفضل الممارسات للتدريب والاستشارات الإدارية، هذا بالإضافة إلى مركز ميتافيرس للثقافة في الإمارات حيث ستقوم وزارة الثقافة الإماراتية بتفعيل تجربة ثقافية تفاعلية من خلال إتاحتها لزوار المراكز الإبداعية في جميع أنحاء الدولة خلال شهر الابتكار، وذلك ضمن مبادرة "ميتافيرس الثقافة الإماراتية" والتي تمتد من 10 إلى 28 من شهر فبراير/شباط.
يتضمن شهر الابتكار أيضا فعالية علمية تهدف إلى تعزيز ثقافة الابتكار في قطاع الرعاية الصحية، وتحديدًا في مجال الرعاية الأولية، وتنعقد في 18 من الشهر الجاري.
وتتواصل فعاليات "الإمارات تبتكر 2025" في إمارات الدولة كافة، طيلة شهر فبراير/شباط، تحت شعار "قوة الابتكار 10 – أين تكمن قوتك؟"، وتشهد مئات الأنشطة والفعاليات المبتكرة، التي تُختتم في دبي، بفعاليات كبرى أهمها معرض الإمارات تبتكر الذي يسلط الضوء على الابتكارات التي شكلت فارقاً إيجابياً في العمل الحكومي والمجتمع، على مدى السنوات العشر الماضية.
وتشهد الفعاليات تنظيم معرض "الإمارات تبتكر 2025" في بوليفارد أبراج الإمارات بدبي، في نسخة هي الكبرى من نوعها منذ إطلاق المعرض، الذي سيستضيف عروض الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية لمجموعة من المشاريع التي أبرزت قوة الابتكار على مدار العقد الماضي، وسيحتفي المعرض بالنماذج والتجارب المبتكرة التي أحدثت أثراً إيجابياً في مجتمع دولة الإمارات.
دعم المشاريع
سيتم إطلاق النسخة الخامسة من جوائز "الإمارات تبتكر"، وتكريم المشاريع الفائزة في الحفل الختامي لفعاليات الإمارات تبتكر 2025، وتشمل فئات الجائزة، أفضل ابتكار في استخدام الموارد، وأفضل ابتكار في تحقيق الريادة الرقمية، وأفضل ابتكار في تسهيل الإجراءات الحكومية، وأفضل ابتكار جذري، وأفضل ابتكار في تحقيق الاستدامة، فيما تخصص الجائزة منذ اطلاقها فئة لأفضل ابتكار في الأثر المجتمعي.
ينظم مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي بالتعاون مع جامعة الإمارات وصندوق محمد بن راشد للابتكار الجولة السادسة من برنامج عروض الابتكار، في نسخة خاصة موجهة لطلاب الجامعات في دولة الإمارات، تركز على تحد واحد يتمثل في "الطاقة المتجددة لحياة أفضل".
تتميز الدورة الجديدة بأعلى قيمة للدعم المالي للمشاريع منذ إطلاق البرنامج، إذ ستتيح فرصة الفوز لأربعة مشاريع بما مجموعه 200 ألف درهم (54.5 ألف دولار)، إضافة إلى فرصة الانضمام إلى برنامج المسرعات التابع لصندوق محمد بن راشد للابتكار، وتتوزع الجائزة على 80 ألف درهم للمركز الأول (21.8 ألف دولار)، و60 ألف درهم (16.3 ألف دولار) للمركز الثاني، و40 ألف درهم (10.9 ألف دولار) للمركز الثالث، فيما سيحصل الفائز بجائزة الفئة الخاصة لأفضل تصميم مستدام، وأفضل استخدام للتقنيات الناشئة وأكثر الحلول تأثيراً على المجتمع على 20 ألف درهم (5.4 ألف دولار).
الابتكار في خدمة المجتمع
يتميز شهر الابتكار في الإمارات بتركيزه على تطبيق الابتكار في خدمة المجتمع وتحسين جودة الحياة، ليتم استعراض مشاريع ومبادرات مبتكرة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مثل تحسين الخدمات الصحية، وتطوير التعليم، وزيادة كفاءة الطاقة، وتعزيز الأمن الغذائي.
على سبيل المثال، شهدت الدورة الأخيرة من شهر الابتكار إطلاق مشاريع رائدة في مجال الطب الذكي، مثل استخدام الروبوتات في العمليات الجراحية الدقيقة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض. كما تم استعراض تقنيات مبتكرة في مجال الزراعة العمودية، التي تسهم في تعزيز الأمن الغذائي في دولة الإمارات.
دفع عجلة الابتكار
يُعد التعاون بين القطاعات المختلفة أحد الركائز الأساسية لنجاح شهر الابتكار في الإمارات. حيث تعمل الجهات الحكومية والخاصة معًا على تطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات المجتمع. وتشهد الفعاليات مشاركة واسعة من كبرى الشركات العالمية والمحلية، التي تعرض أحدث منتجاتها وتقنياتها في مجالات مثل النقل الذكي، والمدن الذكية، والطاقة النظيفة.
كما يلعب القطاع الأكاديمي دورًا محوريًا في دفع عجلة الابتكار، حيث تشارك الجامعات ومراكز الأبحاث في تقديم أفكار ومشاريع مبتكرة تسهم في تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للبحث والتطوير. وتُعد المسابقات الابتكارية التي تُقام خلال الشهر فرصة للطلاب والمبتكرين لعرض أفكارهم والحصول على الدعم اللازم لتحويلها إلى واقع ملموس.
الابتكار في مواجهة التحديات العالمية
في ظل التحديات العالمية التي تواجهها البشرية، مثل تغير المناخ، ونقص الموارد، والأزمات الصحية، يأتي شهر الابتكار في الإمارات ليعكس التزام الدولة بقيادة الجهود العالمية في مواجهة هذه التحديات. حيث يتم استعراض مشاريع مبتكرة تسهم في الحد من انبعاثات الكربون، وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة إدارة الموارد المائية.
على سبيل المثال، تم خلال شهر الابتكار عرض تقنيات مبتكرة في مجال تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، والتي تسهم في توفير حلول مستدامة لمشكلة شح المياه في المنطقة. كما تم استعراض مشاريع رائدة في مجال النقل المستدام، مثل السيارات الكهربائية والطائرات بدون طيار، التي تسهم في تقليل الانبعاثات الضارة.
الابتكار ورؤية الإمارات 2071
يأتي شهر الابتكار في الإمارات تماشيًا مع رؤية الدولة الطموحة لتحقيق ريادة عالمية في جميع المجالات بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها في عام 2071. حيث تُعد الابتكارات التكنولوجية والبحث العلمي ركائز أساسية لتحقيق هذه الرؤية، التي تهدف إلى بناء اقتصاد معرفي مستدام يعتمد على الابتكار والذكاء الاصطناعي.
وتعمل الدولة على تعزيز بيئة محفزة للابتكار من خلال توفير البنية التحتية اللازمة، ودعم المبتكرين، وتشجيع ريادة الأعمال. حيث تم إنشاء العديد من المراكز البحثية والمناطق الحرة المخصصة للابتكار، مثل "مدينة مصدر" في أبوظبي، و"دبي المستقبل" التي تُعد مركزًا عالميًا لتطوير تقنيات المستقبل.
aXA6IDMuMjEuMTYzLjIzNCA= جزيرة ام اند امز