الطريق بين الإمارات والأردن كان ولا يزال معبّدا بثقة عميقة ورؤى مشتركة ومصالح قومية استراتيجية تخدم الأمتين العربية والإسلامية.
فقيادة البلدين لا تدخر جهدا في استمرار رعاية العلاقة الاستثنائية، التي رسخ ثوابتها الراحلان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراهما، وورثت قيادتا البلدين في الوقت الحالي ذلك، فحلّقت كل منهما عاليا في رعاية العلاقات الإماراتية-الأردنية ودفعها لتكون نموذجا يحتذى في العلاقات الدولية.
ولم تترك قيادة البلدين فرصة خلال السنوات الماضية للتواصل واللقاء لاستمرار التنسيق في كل ما يحتاج إلى بحث على المستويين العربي والدولي، وتزداد اللقاءات والمقابلات بمستويات مختلفة وبوتيرة أسرع كلما استدعت الحاجة إلى ذلك.
وبالرغم من جائحة كورونا، التي قطعت أوصال البلاد والعباد وتركت ما تركت من آثار وحالت دون اللقاءات والاجتماعات، واكتفى العالم بالتواصل الافتراضي عن بُعد، فإن سجل العلاقات بين الإمارات والأردن لا تقيده محددات، فالقلوب مفتوحة على بعضها، والأبواب والنوافذ وكل ما من شأنه خدمة البلدين والشعبين يتسع ومرحب به بتوجيهات القيادة العليا في البلدين.
محطات تاريخية واستثنائية في العلاقة بين الإمارات والأردن دائما ما تشير بوضوح إلى حجم التنسيق الإماراتي الأردني، ما يعبر عن انسجام في الرؤى والمواقف والتحركات والأهداف بين البلدين.
هذه المحطات رسمت مسارات التحرك العربي والتحول النوعي في ملفات المنطقة المختلفة، ولنا في زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الأردن في مايو الماضي، دعما للتهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، خير دليل على تنسيق الجهود بين الدولتين دعما للمواقف العربية في اللحظات الحرجة.
ودائما ما تشهد العلاقات الإماراتية-الأردنية زخما كبيرا، ما يدشن مسارات متعددة من التنسيق بين الجانبين فيما يتعلق بالنواحي الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية، ولعل لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، معالي الدكتور بشر الخصاونة، رئيس مجلس وزراء الأردن الشقيق، وذلك خلال زيارة سموه لجناح المملكة الأردنية الهاشمية في "إكسبو 2020 دبي"، إذ أعرب سموه عن اعتزازه بالأردن تاريخا وثقافة وشعبا، واختصر مشهد العلاقة بين الإمارات والأردن بوصف "الأخوية المستمرة".
استقرار المنطقة، مكافحة الإرهاب، التقارب العربي العربي، صناعة السلام، التنمية الشاملة والمستدامة، التعاون الدولي واحترام الثقافات، كلها ملفات تتطابق فيها حد التماهي الدبلوماسية الإماراتية والأردنية، وتشكلان معا نواة لحراك دبلوماسي عربي يتوسع حضوره وتتفرع منه نتائج لحلحلة ما هو شائك ومعقد، كالأزمة السورية مثلا.
أخيرا يبقى تأكيد تاريخية العلاقات الإماراتية الأردنية، فقد وُلِدت صُلبةً منيعةً، وكَبُرت راسخةً ثابتةً، واستمرت قويةً متينةً ضاربة في خدمة المصالح العليا للبلدين، اللذين صارا اليوم أملا مهما في منطقتنا لتشكيل نواة تحرك دبلوماسي عربي من شأنه إعادة الهدوء والسلام والاستقرار في إقليم ملتهب تعرضت مناطق منه للدمار والتخريب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة