"إكسبو 2020" يعد أكبر تجمع بشري عالمي بعد ظهور جائحة كورونا، استقطب عددا ضخما من الزوار من داخل وخارج المنطقة العربية.
فوفق إحصاءات رسمية، استضاف معرض إكسبو دبي حتى 7 نوفمبر الجاري ما يقرب من 3 ملايين زائر، مع العلم بأن معدل إصابات فيروس كورونا المسجلة يوميا في الإمارات لم يزدد خلال أكثر من شهر مضى، بل استمر في إظهار اتجاه تنازلي.
وتتوقع الإمارات اجتذاب 25 مليون زائر خلال الستة أشهر الخاصة بالمعرض الدولي، ما يعكس الثقة في احتواء الإمارات للوباء والسيطرة عليه، وهذا ما توافق مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات "خرجت من أزمة كورونا بخير، وأن الحياة قد عادت إلى طبيعتها في الإمارات"، وذلك عبر حسابه الرسمي على تطبيق "إنستغرام" في 6 أكتوبر الماضي.
وبفضل الاستراتيجية المتكاملة، التي تبنَّتها الإمارات للتعامل مع هذه المرحلة الاستثنائية، أقيم معرض إكسبو دبي في أمان وسلام، وتُلهم التجربة الإماراتية البشرية بإمكانية عودة الحياة لطبيعتها وتعزيز تعافي صناعة السياحة العالمية.
وخلال تنظيم الحملة الوطنية للتطعيم على مستوى الدولة، حققت الإمارات استجابة متميزة لجائحة كوفيد-19، وفقا لإحصاءات وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، فاعتبارا من 14 نوفمبر الجاري، بلغ عدد الجرعات الكلي 21 مليونا و553 ألفا و953 جرعة لقاح، بمعدل توزيع 217.93 جرعة لكل 100 شخص، ووصلت نسبة متلقي الجرعة الأولى للقاح 99.06%، ونسبة متلقي الجرعتين 89.26% من إجمالي سكان دولة الإمارات.
وتتصدر هذه المؤشرات الإماراتية دول العالم كله، ما ساعد الدولة على الوصول إلى المناعة المجتمعية من جائحة كورونا.
وعندما يتعلق الأمر باللقاحات، لا يمكننا إلا أن نتحدث عن التعاون الصيني-الإماراتي، الذي يقدم نموذجا ناجحا، ففي أصعب الأوقات التي مرت بالصين خلال أيام مكافحة الوباء الأولى، تضامنت دولة الإمارات مع الصين عبر التبرع بالإمدادات الطبية، ووعدت بالدعم والتعاون مع الصين في مجال بحث وتطوير اللقاحات المضادة لكورونا.
وفي 23 يونيو 2020، أعلنت الإمارات بدء التجارب السريرية للمرحلة الثالثة للقاح الصيني، وفي سبتمبر 2020 أقرّت الإمارات اللقاح الصيني للاستخدام الطارئ، وفي ديسمبر 2020 اعتمدت اللقاح للاستخدام العام، لتسبق الإمارات غيرها من دول العالم في استخدام اللقاحات الصينية، وهذا يجسد درجة عالية من الثقة المتبادلة بين البلدين، بينما باتت مواني ومراكز الإمارات وشبكاتها اللوجستية "مركز الشرق الأوسط للقاحات" لنقل وتخزين وتسريع توزيع اللقاحات حول العالم.
ومع إنشاء مشروع خط إنتاج اللقاح الصيني المضاد لكورونا في الإمارات، دخل التعاون الصيني- الإماراتي في مكافحة الوباء مرحلة جديدة، حيث لعبت الإمارات دورًا أكبر في إنتاج اللقاحات وتوزيعها عالميًا، ودعمت المزيد من الدول في مكافحة الوباء.
أما في الصين، فحتى 14 نوفمبر الجاري، تم استخدام أكثر من 2389.5 مليون جرعة لقاح مضاد لكورونا، ويتزامن دخول الشتاء معظم مناطق الصين واقتراب دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، المقرر افتتاحها في 4 فبراير 2022، مع فترة عيد الربيع الصيني التقليدي، ودخول وفود الرياضيين الأجانب المشاركين في الألعاب الأولمبية إلى الصين مع ذروة السفر في العيد، ما يشكل تحديا كبيرا للصين نظرا لتدفق الركاب المحليين والزائرين القادمين من خارج البلاد، لذا يمكن للصين أن تستفيد من تجربة استضافة الإمارات الناجحة لمعرض "إكسبو دبي"، ويتعين على الجانبين تعزيز التبادل والتعاون في تجربة استضافة فعاليات دولية أثناء الوباء، والاستفادة من الخبرات التي ستساعد في استضافة مزيد من الفعاليات مستقبلا.
ويجسد التعاون الصيني الإماراتي في مجال مكافحة الوباء نتيجة رائعة لتعميق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ولا يعتمد هذا الإنجاز إلا على "التعاون المتكامل" بينهما.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة