الإمارات تحتفي بـ"شهر القراءة" 2023.. برامج ومبادرات لإثراء الحراك المعرفي
تحتفي الإمارات في شهر مارس/آذار من كل عام بـ "شهر القراءة" الذي شكل منذ إطلاقه خطوة فارقة على صعيد إثراء البناء المعرفي للمجتمع وتعزيز مكانة الدولة كوجهة ثقافية وفكرية على المستويين الإقليمي والعالمي.
ويعد شهر القراءة مناسبة وطنية سنوية تشارك خلالها مختلف المؤسسات الحكومية أو الخاصة أو المؤسسات التعليمية والثقافية عبر مبادرات وبرامج تسهم في بناء مجتمع قارئ متسلح بالعلم والمعرفة، وقادر على قيادة مسيرة التنمية في الدولة.
ومنذ إطلاقه حددت الإمارات مجموعة من الأهداف الاستراتيجية لـ "شهر القراءة" تتمثل في الحفاظ على إنجازات الدولة الثقافية والمعرفية، واستدامة جهود مؤسسات الدولة في ترسيخ ثقافة القراءة في المجتمع، وترســـيخ القراءة عادة يومية أصيلة لأفراد المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين، إضافة إلى تمكين المنظومة الثقافية الوطنية، وإرســـاء نموذج إماراتي حضاري يحتذى به في مجال القراءة والمعرفة.
وفي إطار دورها الاستراتيجي وحرصا مـــن وزارة الثقافة والشباب الإماراتية على تمكين الجهــات المعنيـــة بالقراءة فـــي الدولة من تنفيــذ وتطبيق السياسات والخطط التنمويـة لتعزيز ثقافة القراءة بين أفـراد المجتمع، بادرت الوزارة إلى تصميم مؤشــر استراتيجي لقيــاس واقع القـــراءة بين أفراد مجتمع دولة الإمارات.
وبدأت الـــوزارة بإطلاق القيـــاس الأول للمؤشـــر فـــي عـــام 2019، وفي العـــام 2021 تـــم تنفيــذ القيـــاس الثالث للمؤشـــر بالتعاون مـــع المركـــز الاتحادي للتنافســـية والإحصاء وبالتنســـيق والتعاون مع شـــركاء الوزارة الاستراتيجيين وهم مركز أبوظبي للغـــة العربيـــة، وجامعة زايد، ومبـــادرة تحدي القـــراءة العربي.
وشارك في المسح الميداني للمؤشر الذي أطلقته الوزارة 3378 شخصا من المواطنين والمقيمين في الدولة، الذي أسفر عن مجموعة من المعطيات والحقائق حول عادات وميول القراءة في المجتمع الإماراتي.
ووفقا للمسح بلغ متوسط عدد الكتب التي يقرأها الفرد في المجتمع الإماراتي 6 كتب سنويا، فيما بلغت نسبة تشجيع الوالدين أو أحدهما على القراءة من الطفولة 81.1%.
وأظهر المسح أن 12% من المشاركين فيه هم أعضاء في ناد أو منتدى للقراءة، فيما رأى 84.5% ممن شملهم المسح أن التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي ساعدت على زيادة معدلات القراءة لديهم، ورأى نحو 90.4 بالمئة أن المبادرات والمشاريع المعرفية والثقافية التي تطلقها الدولة ساهمت في التشجيع على القراءة.
وأشار المسح إلى أن 50.3% يفضلون القراءة الإلكترونية، فيما يفضل نحو 40.4% القراءة التقليدية (المواد المطبوعة).
وبحسب المسح تصدرت الموضوعات الدينية قائمة الموضوعات المفضلة للقراءة تلتها الروايات، ثم التاريخ والسياسة، ثم الرياضة، ثم الموضوعات المرتبطة بتنمية الذات، ثم العلوم.
ورصد المسح 4 أسباب رئيسية تحفز أفراد المجتمع الإماراتي على القراءة تمثلت في الاستمتاع بالقراءة، والحاجة إلى المعلومات، والتحفيز الوظيفي، إضافة إلى توفر البيئة المناسبة للقراءة، وفي الوقت ذاته أشار المسح إلى سببين رئيسيين يمنعان أفراد المجتمع من القراءة هما: عدم توفر الوقت الكافي والتفرغ، أو تفضيل ممارسة هواية أخرى.
وإلى جانب "شهر القراءة" اتخذت الإمارات منذ عام 2016 مجموعة الخطوات التي وكرست وجعلت من القراءة حقا ثابتا ومتاحا للجميع منها اعتماد الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2016- 2026 التي تتضمن 30 توجها وطنيا رئيسيا في قطاعات التعليم والصحة والثقافة، وتنمية المجتمع، والإعلام والمحتوى، وإصدار أول قانون من نوعه للقراءة يضع أطرا تشريعية وبرامج تنفيذية ومسؤوليات حكومية محددة لترسيخ قيمة القراءة في الدولة بشكل مستدام.
ورفعت الإمارات مستوى الاهتمام بالقراءة معلنة عن العديد من المبادرات القرائية والثقافية التي تجاوزت بأهدافها وتأثيراتها الإطار الوطني إلى الإطار العربي والإسلامي، لتسهم في إعداد أجيال مثقفة قادرة على تحسين الواقع عن طريق المعرفة، وتحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتها.
وجسد تحدي القراءة العربي الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رؤيته لإعداد جيل متمكن من الرواد والمبدعين والمبتكرين العرب ممن يمتلكون القدرات والمهارات والكفاءات والمعارف لتجديد الإنتاج العلمي والمعرفي في العالم العربي وإرساء المقومات اللازمة لاستئناف مساهمة المنطقة في مسيرة الحضارة العربية واستعادة الدور التاريخي المشهود للمنطقة كمساهم فاعل في الحضارة الإنسانية.
وتظهر أرقام الدورات الست مجتمعةً لتحدي القراءة العربي، الذي سجل منذ انطلاقه حتى اليوم حوالي 79 مليون قارئ مشارك، حجم الجهود التي تقودها الإمارات لتطوير واقع القراءة والمعرفة في الوطن العربي والعالم، خاصة لدى النشء والأجيال الشابة.