لدينا أسماء ومواهب جيدة كتلك الأسماء التي تتردد كبدائل لمبخوت لكن تلك المواهب لا تملك من أمر مشاركتها شيئا
بعض مشاكل الرياضة لدينا أشبه بتلك الجدلية الفكاهية: أيتهما جاءت أولاً.. البيضة أم الدجاجة؟.. نكرر السؤال وندور في حلقة مفرغة دون الوصول إلى إجابة.. كثير من تساؤلاتنا بلا إجابة، والعديد من مشاكلنا ومواقفنا مكررة.
وكمثال على ذلك قضية التفرغ الرياضي والتباين الواضح بين الكرة واللعبات الأخرى، والاحتراف وأثره على المنتخب، وهو ما يعنينا حالياً، في ظل البحث عن بديل للمهاجم علي مبخوت الحاصل على إنذارين، الذي لن يلعب في مواجهة فيتنام الحاسمة والمرتقبة يوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، في الجولة الخامسة لمشوار التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023.
لدينا أسماء ومواهب جيدة للغاية كتلك الأسماء التي تتردد كبدائل لمبخوت لكن تلك المواهب لا تملك من أمر مشاركتها شيئاً.. ومدربو الأندية ليس لديهم استعداد لخوض التحدي الأصعب بإعطاء الفرصة وانتظار النتيجة
وكأننا كنا نظن أن علي مبخوت لن يصاب أو يحصل على إنذار.. الآن نبحث عن بديل، ونضع شروطاً لهذا البديل المرتقب، الذي لا بد أن يلعب في مباريات الدوري الـ4 المقبلة، حتى موعد مباراة فيتنام، بنسبة ما، للحكم على مستواه، وتقدير مدى أحقيته ليكون بديلاً لمبخوت يُعتمد عليه في مركز رأس الحربة، وكأن تلك الشروط لن تمنعنا من اختيار البديل، مهما كان وضعه، وسواء شارك النسبة المقررة أو لا، لأن الخيار سوى ذلك، هو أن نلعب بغير رأس حربة.
لست أدري هل ألوم الهولندي مارفيك المدير الفني لمنتخبنا أم لا، فما كان عليه أن ينتظر حتى الآن، ففي خضم مشاركة المنتخب في التصفيات، ما كان علينا أن ننتبه فجأة إلى أنه ليس لدينا بديل للاعب، أياً كان هذا اللاعب، كما أن حال دورينا ومدربينا ومشاركات لاعبينا لا سيما في هذا المركز، ليست بالأمر الذي يمكن إصلاحه.. هو واقع على مارفيك أن يتعامل معه بوسائل أخرى غير اعتيادية، أو على اتحاد الكرة إيجاد آلية للتنسيق بين مدربي الأندية ومدرب المنتخب، وفرض نسبة المشاركة الأدنى للمهاجمين الوطنيين على الأندية.
لدينا أسماء ومواهب جيدة للغاية كتلك الأسماء التي تتردد كبدائل لمبخوت لكن تلك المواهب لا تملك من أمر مشاركتها شيئاً.. ومدربو الأندية ليس لديهم استعداد لخوض التحدي الأصعب بإعطاء الفرصة وانتظار النتيجة، وإنما يذهبون إلى الحلول السهلة المستوردة، وفي النهاية من يدفع الثمن هو المنتخب، الذي يضرب أخماساً في أسداس لأن لاعباً سيغيب وليس له بديل.
قلتها وأكررها: إن كل ما تفعله وتنجزه كرة الإمارات هو من أجل المنتخب.. من أجل "الأبيض"، ولذا علينا أن نطوّع كل مفرداتنا لخدمة هذا الهدف، ومن العيب أن ننظر حولنا فلا نجد بديلاً للاعب.. هو عيب على الأندية وعلى مدربيها، وعلى اتحاد الكرة الذي يجب أن يحاصر الظاهرة بقرارات بدلاً من تكرار الأزمات.
كلمة أخيرة:
من الغباء أن تكرر المعادلة بنفس الخطوات والأدوات.. وتنتظر نتيجة مختلفة.
* نقلا عن صحيفة الاتحاد الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة