عشائر فلسطينية لـ"العين الإخبارية" خطوات الإمارات واقعية لخدمة قضيتنا
الإمارات منذ تأسيسها لعبت دورا بارزا في دعم الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المشروعة، مستندة إلى سياسة تتسم بالواقعية
"دعم تاريخي متعدد الاتجاهات وبؤرة سلام عالمية".. هكذا وصفت عشائر فلسطينية لـ"العين الإخبارية" دور دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه القضية والشعب الفلسطيني.
فمنذ تأسيسها، لعبت الإمارات دورا بارزا في دعم الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المشروعة، مستندة إلى سياسة تتسم بالواقعية.
تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن قائمة الخمس الأوائل بين أكبر دول داعمة مالياً لدولة فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، وفق ما تورده بيانات رسمية فلسطينية.
من جانبه، قال عطا علي أبوناموس، شيخ عشيرة أبوناموس، أحد العشائر الفلسطينية، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن الإمارات نجحت في التقدم نحو الأمام، رافعة راية السلام العادل، مطالبا إسرائيل بوقف الضم طبقا للمعاهدة.
وأكد أبوناموس أن ما حدث من الإمارات جميل لن يمكن أن ينساه، وتابع "اليوم تصنع إنجازاً عربياً مهماً لصالح الفلسطينيين، ليس فقط بوقف ضم أراضي الضفة وإحياء مسار التفاوض، بل إن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية ستكون بوابة مفتوحة دائماً أمام الشعب الفلسطيني لدعمه في التفاوض".
وأضاف أن بصمات الإمارات واضحة تجاه القضية الفلسطينية.
رسالة شكر فلسطينية
وجهت الجالية الفلسطينية بالإمارات، الثلاثاء الماضي، الشكر إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، على ثبات ورسوخ موقف الإمارات تجاه الحق الفلسطيني.
وقالت الجالية الفلسطينية بالإمارات، في رسالة إلى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، "نتشارك مع دولة الإمارات قيما سامية ومشاعر عميقة".
وأكدت الجالية الفلسطينية أنها ستحافظ بعزم على الإرث التاريخي من العلاقات الأخوية المتينة بين الشعب الإماراتي والفلسطيني، مشيرة إلى أنها "تفخر بالماضي المشرف للعلاقة بين الشعبين، وبدورنا في المساهمة في نهضة هذا البلد المعطاء".
كما قدمت الرسالة الشكر إلى دولة الإمارات، لحرصها على الحق الفلسطيني، خاصة إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضافت "أوصلنا دعوة ولي عهد أبوظبي لكل بيوت الجالية الفلسطينية بالإمارات الطيبة لمواصلة العمل وخدمة وطننا الثاني".
وتابعت الجالية الفلسطينية في رسالتها "حتما سنلبي النداء وسنبقى على عهدنا ووعدنا أوفياء محبين للإمارات".
وأكدت الرسالة أن الجالية الفلسطينية "لمست حرص قادة دولة الإمارات الشامخة الأبية على تعزيز روابط الأخوة والتضامن والوفاء لفلسطين وشعبها، وتلك قيم سامية ومشاعر عميقة نتشاركها ونتبادلها مع دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا".
فلم تغب دولة الإمارات العربية المتحدة يوما عن مساندة الشعب الفلسطيني ودعمه في جميع مراحل قضيته العادلة التي ظلت ثابتة ضمن أولويات سياستها الخارجية.
محطات إماراتية لخدمة القضية
وتشهد سيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومآثره الطيبة تجاه الفلسطينيين على دفاعه المتواصل عن قضيتهم العادلة، ودعمه، لنيل حقوقهم المشروعة، في أن تكون لهم دولة مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
"بؤرة سلام عالمية".. هكذا وصف محمد إبراهيم رشيد أبوعيده، من أعيان عشيرة أبوعيده الفلسطينية، خلال حديثة لـ"العين الإخبارية" دور دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم القضية الفلسطينية.
من جانبه أكد إياد حسن إبراهيم، الابن الأكبر لشيخ مشايخ عشائر قبيلة القطاطوة، أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، تضمن أكبر فائدة لفلسطين والوطن العربي وخدمة الشعب الفلسطيني.
وأكد علي إبراهيم أبوشريعة، أحد وجهاء عشيرة أبوشريعة الفلسطينية لـ"العين الإخبارية"، أن قرار الإمارات توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل قرار جريء وشجاع، مؤكدا أنه سيعود بالخير على القضية الفلسطينية.
وعلى خطى المؤسس تواصل القيادة الإماراتية الرشيدة نصرة القضية الفلسطينية ودعم ثوابتها الراسخة، وفق ما قررته المواثيق والقرارات الدولية، وقرارات الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي.
ولم يقتصر الدعم الإماراتي لفلسطين يوما على مجال بعينه، فلا تدخر الإمارات جهدا في الارتقاء بمعيشة الفلسطينيين بشتى الوسائل والطرق وفي جميع الاتجاهات، سواء كانت دبلوماسية أم سياسية أم اجتماعية.
وأكد شريف النيرب، الناطق باسم لجنة المصالحة المجتمعية الفلسطينية، لـ"العين الإخبارية" أن الإمارات لها أيادي بيضاء في محاولات رأب الصدع والانقسام بين الفصائل الفلسطينية.
واستناداً إلى معطيات المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار"، التي اطلعت عليها "العين الإخبارية"، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت مساعدات بقيمة 2 مليار و104 ملايين دولار أمريكي للشعب الفلسطيني منذ قيام السلطة الفلسطينية.
وتتفاوت هذه المساعدات ما بين دعم لميزانية السلطة الفلسطينية ومشاريع بنية تحتية، دون أن تشمل هذه المعطيات مئات ملايين الدولارات التي قدمتها الإمارات العربية المتحدة للفلسطينيين من خلال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وهنا يقول سامي مشعشع الناطق الرسمي باسم وكالة الغوث الدولية "الأونروا"، لـ"العين الإخبارية"، إن دولة الإمارات تعتبر من أكبر المتبرعين للميزانية التشيغلية للمنظمة، وهو ما ساعدها على تلبية احتياجات مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الـ58 التي تشرف عليها.
ووفق الأمم المتحدة فإن الإمارات إضافة إلى كونها واحدة من أكبر الجهات المانحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فإنها ساهمت بأكثر من 828.2 مليون دولار من 2013 إلى أبريل/نيسان 2020 لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي ظل أزمة فيروس كورونا الذي اجتاح العالم كله، لم تنس الإمارات الدولة الفلسطينية في محاولة لاحتواء وباء "كوفيد-19" على أراضيها والحد من انتشاره.
ففي 21 أبريل/نيسان الماضي، وصلت قافلة من المساعدات والطرود الصحية، الممولة من دولة الإمارات، لمراكز الحجر الصحي في قطاع غزة، في إطار المساهمة في مكافحة فيروس كورونا.
وفي مايو/أيار، حلقت أجنحة الرحمة الإماراتية متخذة من فلسطين بوصلة وهدفا، مشحونة بقيم المحبة والإيثار وبـ14 طنا من المساعدات الطبية الطارئة، دعما لجهود فلسطين في معركتها مع فيروس كورونا.
وبالتوازي مع الدعم الإنساني، لم تدخر الإمارات جهدا في الوقوف بجانب فلسطين سياسيا وكان أحدثها الرفض الإماراتي الصارم لمخططات الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية.
فقبل منع مخطط إسرائيل، سجلت الإمارات موقفا يخلده التاريخ، بالحشد ضد القرار، في كافة المحافل المحلية والدولية، والتأكيد على أن الضم لن يمثل سوى تقويض لفرص ومساعي عملية السلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع، مترجمة موقفها الراسخ منذ تأسيسها عام 1971، بأن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية الأولى لسياستها الخارجية.
التراجع الإسرائيلي جاء عقب اتصال هاتفي جرى بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وخلال الاتصال تم الاتفاق على وقف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ووضع خارطة طريق نحو معاهدة سلام بين الإمارات وإسرائيل، لتكون بداية نحو البحث عن الحق الفلسطيني بعيدا عن المتاجرة.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA=
جزيرة ام اند امز