لا تحتاج الإمارات إلى دروس من أحد، فسيادتها خط أحمر. ولن تقبل أي إساءات كتلك التي وردت في اجتماع الفصائل الفلسطينية.
مستغرب ومستنكر إصرار القيادة الفلسطينية على التمسك بالفراغ، وكيل الاتهامات غير المبررة التي انتهت إلى إحراجها خلال الدورة الـ 154 لمجلس وزراء الخارجية العرب، بخلافات كادت تغيّب قرار القضية المركزية، إلا من بقية مبادئ ثابتة حول حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، ومرجعية القرارات الدولية.
عبثاً حاولت رئاسة فلسطين لهذه الدورة، التحريض على رفض معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، مستخدمة ألفاظاً جارحة كـ "التواطؤ" وغيرها، لكنها فشلت في مسعاها لسبب بسيط جداً، أن أحداً من الدول الأعضاء لا يستطيع التشكيك في الرؤية الإماراتية، سواء إزاء القضية الفلسطينية، أو أي قضية أخرى تهم الدول العربية.
الإمارات أمام "الوزاري العربي"، وأي محفل في العالم، واضحة في الفصل بين قرارها السيادي الاستراتيجي حول معاهدة السلام مع إسرائيل الذي يطمح إلى فتح آفاق جديدة تدعم قضايا الازدهار والاستقرار في المنطقة، وبين التأكيد على موقفها الراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
معادلة إماراتية لا تحتمل الجدل، في التأكيد على أن المعاهدة التي نجحت حيث فشل الآخرون عربياً وعالمياً في وقف مخطط الضم الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية المحتلة، لن تكون على حساب القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بل تشكل إنجازاً وخطوة مهمة، وفرصة حقيقية باتجاه السلام.
لكن المؤسف، أنه بدلاً من البناء على إيجابيات المعاهدة في دفع فرص السلام، تصر القيادة الفلسطينية على تعمد السلبية والتشويه لغة مريضة باتجاه الإمارات التي يسبقها سجلها في الحديث عما قدمته لفلسطين والشعب الفلسطيني منذ قيامها وحتى الآن.
لا تحتاج الإمارات إلى دروس من أحد، فسيادتها خط أحمر. ولن تقبل أي إساءات كتلك التي وردت في اجتماع الفصائل الفلسطينية بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بوصف شعوب دول الخليج وبينها الإمارات بالأميّة، كما لن تقبل بأي تحريض لجالية منتجة وخيّرة ضد بلد ضمّهم وجمعهم.
نعم الإمارات ستبقى سنداً ثابتاً لخيارات الشعب الفلسطيني حتى استعادة الحقوق، لكنها أيضاً مصرة على إقامة العلاقات مع دول العالم وفق مصالحها الاستراتيجية التي تضمنها القوانين والأعراف الدولية، وميثاق الجامعة العربية الذي يؤكد الحق السيادي المطلق لكل دولة في مباشرة سياستها الخارجية بالصورة التي تراها مناسبة. رسالة الإمارات دائماً وأبداً، تبقى رسالة سلام.
نقلا عن الاتحاد الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة