في مايو/أيار 2024، وأثناء زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات إلى جمهورية كوريا الجنوبية، التقى بأبنائه الطلبة الدارسين هناك.
لحظة إنسانية حملت في كلماتها رؤية وطنية عميقة، حيث قال رئيس دولة الإمارات "أنا كـ محمد بن زايد ودي أن أركب بالسيارة معكم وتكلمني عن نانو-تكنولوجي أو الفضاء أو الذكاء الاصطناعي، ويوم أوقف على البر أو البحر يقولي اسمحلي بسير أحطب واشب ضوء على أساس أسوي قهوة.. هذا الإماراتي نريده يتعلم علم صح، لكن نفس الوقت يحافظ على عاداته وتقاليده".
كلمات خرجت من القلب، ووصلت إلى القلوب، جسدت شخصية الإماراتي الذي نريده: مثقف، متقدم، متمسك بجذوره، لا يتنازل عن هويته ولا ينفصل عن تراثه.
هذا النموذج الإماراتي المتكامل يجمع بين التقدم العلمي العميق والالتزام بالتقاليد العريقة.
نعم، هو من يتحدث عن الذكاء الاصطناعي والنانو تكنولوجي، لكنه أيضاً من يُشعل نار القهوة على الرمل ويعتز بالسنع والأصالة.. هذه الثنائية ليست ترفاً، بل هوية راسخة تبني الإنسان المتوازن القادر على أن ينافس عالمياً دون أن يترك هويته.
2025.. عام المجتمع
مع بداية عام 2025، أطلقت قيادتنا الرشيدة "عام المجتمع" تحت شعار "يداً بيد"، لترسيخ قيم التلاحم والروابط الاجتماعية التي تُعد العمود الفقري لأي نهضة.
هذا العام يركز على تمكين الإنسان، تقوية الأسرة، وبناء مجتمع مترابط يشكل البيئة المثالية للابتكار والتنمية.
تشير الدراسات إلى أن المجتمعات المتماسكة تحقق معدلات أعلى في الإنتاج والاستقرار، وهو ما تعكسه الإمارات من خلال تركيزها الدائم على الإنسان كأساس للنجاح.
"عام المجتمع" هو دعوة مفتوحة لكل من يعيش على أرض الإمارات ليكون عنصراً فاعلاً.
لا تُقلل من قيمة أي مبادرة أو مشاركة تطوعية، فالأثر لا يُقاس بالحجم بل بالإخلاص. قد تكون أنت مصدر إلهام لأجيال قادمة من خلال فكرة أو موقف بسيط، فلكل فرد قدرة على صناعة التغيير.
وفي عصر الذكاء الاصطناعي، الفرص متاحة للجميع. أدوات التطوير الذاتي، المعرفة، والتعلم المستمر أصبحت أقرب من أي وقت مضى. ومن لا يستفد اليوم من هذه الأدوات، يُفوّت على نفسه فرصة التقدم وخدمة وطنه.
تراهن الإمارات على الإنسان، وتستثمر فيه لأنه ركيزة المستقبل. الإماراتي الحقيقي هو من يجمع بين عقل يبدع في التقنية، وقلب ينبض بالهوية. هو من يبني ويطوّر، دون أن ينسى أن يكرم ضيفه بفنجان قهوة على ضوء الحطب.
"هذا هو الإماراتي.. وهنا تكمن قوة الإمارات"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة