منتدى الإمارات للسياسات.. منصة عالمية لتطوير حكومات المستقبل
المنتدى الذي يشارك فيه 32 متحدثا محليا ودوليا ناقش تطوير أداء حكومات المستقبل لتسريع تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة
تناول المشاركون في اليوم الأول من أعمال الدورة الثالثة لمنتدى الإمارات للسياسات العامة 2019، الذي انعقد الأحد في دبي ويستمر حتى غد الإثنين، شتى المواضيع المتعلقة بتطوير عمل حكومات المستقبل، من إعادة صياغة مفاهيم العمل الحكومي وإعداد القادة إلى توفير البيئة النموذجية للإبداع والابتكار وغيرها، ما حول المنتدى إلى منصة دولية لبحث كيفية تسريع تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة في ظل المتغيرات العالمية والثورة الصناعية الرابعة.
وكان الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، قد افتتح صباح الأحد، أعمال المنتدى الذي ينعقد تحت رعاية الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، وتتضمن فعالياته 18 جلسة حوارية و32 متحدثا محليا ودوليا، و6 ورش عمل متخصصة، و5 حوارات ملهمة، إضافة إلى مجلس للسياسات، لبحث منظومة الفرص والتحديات المرتبطة بمستهدفات التنمية المستدامة، واستعراض أهم البيانات والإحصائيات المرتبطة بها، وصولاً إلى المساهمة في صياغة خارطة طريق فريدة من نوعها للسياسات العامة في الإمارات 2020-2030.
وخلال كلمته في المنتدى الذي تنظمه كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، تحت شعار "مسرعات التنمية المستدامة: رسم سياسات المستقبل"، قال حميد بن محمد القطامي رئيس مجلس أمناء الكلية إن هذه الدورة من المنتدى بادرت إلى تسليط الضوء على مسرعات تحقيق أهداف التنمية المستدامة في عصر "الثورة الصناعية الرابعة" باعتبار المنتدى منصة لصنع السياسات وتبادل المعرفة.
وتابع :"بادرت هذه الدورة أيضا إلى تضمين أجندة العمل مجموعة من القضايا المهمة المتصلة بالتنمية المستدامة وتداعيات السياسات المعتمدة بشأنها، والتحديات الناجمة عنها، إلى جانب مناقشة الاستجابات الممكنة وفرص تعزيز التنمية المستدامة المستقبلية في الإمارات، ومنها إلى العالم، بوصف الإمارات العربية المتحدة بوجه عام ومدينة دبي على وجه التحديد، نموذجا للعمل الحكومي والمؤسسي الرائد والمميز".
ونوه إلى أن المنتدى يتطلع إلى المساهمة في الجهود المحلية والعالمية لتسريع التقدم باتجاه تحقيق أهداف التنمية، في عصر البيانات والمعلومات المتدفقة، والذكاء الاصطناعي والمدن الذكية والتحول الرقمي الواسع الذي يشهده العالم.
من جهتها، قالت حنان الأهلي المدير التنفيذي لقطاع التنافسية في الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، إن تسريع العمل من أجل تنفيذ أجندة أهداف التنمية المستدامة أصبح ضرورة ملحة، ومن هنا وعبر هذا الملتقى، الفرصة سانحة لفريق عمل الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء وكافة شركائها لتسليط الضوء على أهمية تسخير التقنيات الحديثة ومنها تقنية الذكاء الاصطناعي الذي هو أحد أهم ركائز الثورة الصناعية الرابعة وثورة البيانات، لدعم صناع القرار وتوفير البيانات والمعلومات المحدثة والدقيقة وبشكل سريع.
وفي كلمته، قال عدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، إن الحياة تتحرك وتتغير بشكل متسارع وكبير، ولهذا من المهم جدا خلق إطار حقيقي للعمل في مجالات الطاقة، ويجب أن تنطلق السياسات العامة باتجاه قيادة عملية التغيير الذي نحتاجه في مجالات الطاقة.
ونبه إلى أن هناك هيكلية سياسية مميزة في إمارة دبي، كما أن هناك خيارات واسعة للطاقة المتجددة، وهذا يشكل عاملا مهما في التنمية المستدامة.
وقال إن وزارات الذكاء الاصطناعي لا تزال شابة حول العالم، ولذلك فإن وجود الشباب على رأس هذه الوزارات مهم جدا، ليس فقط لأنه يتعلق بمستقبلهم ولكن أيضا لأنهم أكثر قدرة على فهم التقنيات والابتكار.
وخلال فعاليات المنتدى، تسلم الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم النسخة الأولى من مجلة "دبي للسياسات" والصادرة عن كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية والتي تندرج ضمن رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الهادفة إلى تعزيز حكومات المستقبل إقليميا وعالميا وبناء اقتصاد المعرفة والارتقاء بكفاءة العمل الحكومي وأدائه وتعزيز جاهزية الحكومات للتعامل مع التحديات المستقبلية واستثمار الفرص والطاقات في تحقيق التنمية المستدامة الشاملة على نطاق واسع.
يشار إلى أن افتتاح المنتدى تم بحضور عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة وعبدالله البسطي أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة دبي وعبدالله الفلاسي مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي والدكتور علي بن سباع المري الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية وعدد من المسؤولين.
من جهتها، قالت ميرا الشيخ، ممثلة دبي الذكية، إن دبي نجحت في تحقيق عدد من المؤشرات الحيوية على صعيد التنمية المستدامة مثل الأمن، إذ تعد دبي من أكثر مدن العالم أمناً.
وأضافت، "يُسجل لدبي تحولها إلى أول حكومة عالمياً توظف البلوك تشين في كامل منظومتها الإدارية بحلول 2021".
وتابعت: "نسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ويجب وضع علامات معيارية لوضع الأولويات ثم الانتقال إلى مرحلة الابتكار، ومن ثم نطبق ونقيم الأهداف، وهذا الأمر يحتاج إلى توفير البيانات، إضافة إلى أهمية التمويل، فبدون تمويل لن يكون هناك تنفيذ".
من جهته، قال عبدالله محمد البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي لدبي، إن الإمارات بدأت تطبيق أهداف التنمية المستدامة قبل 50 عاما، حتى قبل ظهور المصطلح نفسه، مشيرا إلى إن استراتيجية البلاد لعصر ما بعد النفط خلال 50 عاما تندرج أيضا في إطار أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف أن الإمارات حققت سابقا بعض أهداف التنمية المستدامة بنسبة 100% كالأمن الغذائي، وتوفير التأمين الصحي لجميع شرائح المجتمع دون استثناء، وأضاف أن حديث دولة الإمارات عن الاحتفال بتصدير آخر برميل نفط "ما هو إلا إقرار رسمي بأن التنمية المستدامة واقع وليست خيارا".
من جانبه، لفت الدكتور علي المري الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، إلى الإجماع العالمي على امتلاك الإمارات رؤية مستقبلية طموحة في كثير من السياسات والاستراتيجيات على المستوى المحلي والاتحادي، مستشهدا بالتقارير الدولية التي أكدت تفوق الإمارات على المستوى العربي والعالمي.