مسبار الأمل.. خطوة مهمة لنمو قطاع الفضاء العربي
يعد مسبار الأمل رسالة أمل لكل شعوب المنطقة، لإحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية في العلوم، ويجسد طموح دولة الإمارات.
وفي هذا المجال انعقدت، الأربعاء، ندوة عربية علمية خاصة عبر الإنترنت حول مشروع مسبار الأمل وانعكاساته المهمة على ازدهار ونمو القطاع الفضائي العربي.
وجاءت هذه الندوة ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ وبمناسبة قرب وصول مسبار الأمل، إلى مدار الكوكب الأحمر في التاسع من فبراير لعام 2021، ومن تنظيم وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء والهيئة السعودية للفضاء.
وقالت حصة المطروشي، قائدة الفريق العلمي لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، إن "أسبوع واحد يفصلنا عن وصول مسبار الأمل لكوكب المريخ، ويوم 9 فبراير ستكون الإمارات أول الواصلين العرب للكوكب الأحمر".
وأكدت أن عملية دخول المسبار لمدار المريخ ستكون بصفة أوتوماتيكية، وأن هذه المرحلة هي من أخطر المراحل، وفريق المشروع وضع مختلف السيناريوهات لضمان الدخول الناجح للمسبار لمدار الكوكب الأحمر.
وذكرت أن مسبار الأمل نجح في مهمته حتى قبل دخوله إلى مدار كوكب المريخ، مؤكدة أن المسبار مر بالعديد من التحديات إلا أن فريق العمل تمكن من التغلب على هذه التحديات من خلال عزم الفريق الذي عمل كفريق واحد لضمان نجاح هذه المهمة الرائدة.
وقالت إن دولة الإمارات حرصت على بناء مسبار الأمل وعدم شرائه من أجل بناء خبرات الشباب والكوادر الوطنية، مضيفة أن 66 % من صناعة المسبار تمت في دولة الإمارات.
واعتبرت أن الشباب هم مستقبل دولة الإمارات والعالم العربي، وأكدت أن دولة الإمارات ستكون لديها "مهمة راشد" بعد نجاح رحلة مسبار الأمل إلى المريخ.
استراتيجية وطنية
بدوره، هنأ المهندس ماجد بن شاريح العنزي رئيس قطاع العمليات وبرامج الفضاء في الهيئة السعودية للفضاء، دولة الإمارات على نجاح هذه الرحلة حتى اليوم، متمنيا إتمام المهمة على أكمل وجه.
وقال إن السعودية كانت من أول الدول العربية والإسلامية في دخول المجال الفضائي بعد نجاح رحلة سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى الفضاء، مضيفا أنها وضعت استراتيجية وطنية للفضاء إيمانا منها بأهمية هذا القطاع.
واعتبر أن الهيئة السعودية للفضاء وضعت استراتيجية طموحة لتعزيز الحضور السعودي في القطاع الفضائي وهي قيد المراجعة في الوقت الحالي، مضيفا أن المملكة العربية السعودية تنظر إلى مهمة مسبار الأمل كخطوة ستساهم في استكمال الجهود الثنائية بين البلدين لاستكشاف الفضاء.
مهمة رائدة
وأشاد المهندس عبدالله خليفة المرر رئيس المهمات الفضائية بوكالة الإمارات للفضاء بالتعاون الذي جمع فريق مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الإمارات للفضاء، مضيفا أن الوكالة قامت بدعم مهمة مسبار الأمل منذ بدايتها وشارك فريق الوكالة في مختلف مراحل الإنجاز من الفكرة إلى التنفيذ.
واعتبر أن مهمة مسبار الأمل فخر لكل عضو من فريق العمل لهذا المشروع الرائد، مؤكدا أنه "من خلال مشروع مسبار الأمل التمسنا الفخر والإلهام من كافة أفراد المجتمع الإماراتي والعربي".
وأوضح أن مسبار الأمل فتح الآفاق للأطفال والشباب للاهتمام بعلوم الفضاء وعزز شغفهم بهذا القطاع.
رحلة الأمل الإماراتي
ويحمل "مسبار الأمل" رسالة أمل لكل شعوب المنطقة لإحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية والإسلامية في العلوم ويجسد طموح دولة الإمارات وسعي قيادتها المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه وترسيخ هذا التوجه قيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها كما يعد مساهمة إماراتية في تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية.
وشكلت المدة الزمنية لإنجاز المشروع وتكلفته أحد أبرز التحديات والإنجازات التي حققها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ فقد استغرق تطويره 6 سنوات فقط في حين تستغرق مهمات المريخ المشابهة من 10 إلى 12 سنة.
وتستمر مهمة المسبار طوال سنة مريخية كاملة تبلغ بحسابات الأرض 687 يوماً، يجمع فيها أكثر من 1000 جيجابيت من البيانات التي سيتم مشاركتها مجاناً مع المجتمع العلمي والمهتمين بالفضاء من الجامعات ومراكز الأبحاث حول العالم.
ويمثّل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" رؤية دولة الإمارات للمستقبل الذي ستكون فيه المعرفة أساس الاستثمار في بناء القدرات البشرية، وبناء اقتصاد معرفي مستدام، وتعزيز المسيرة التنموية في الدولة، والتصدي للتحديات من خلال إيجاد حلول مبتكرة، واستكشاف فرص للغد، وتطوير قطاعات جديدة لرفد الثروة الوطنية.