مصدر لـ"العين الإخبارية": وسيط قطري خلف إنهاء جيبوتي عقد موانئ دبي
إغراءات مالية قطرية ووعود باستثمارات ضخمة تقف وراء إقناع جيبوتي بإنهاء عقدها مع موانئ دبي لتشغيل محطة "دوراليه" للحاويات.
كشف مصدر إفريقي مطلع لـ"العين الإخبارية"، أن إغراءات مالية قطرية ووعود باستثمارات ضخمة تقف وراء إقناع جيبوتي بإنهاء عقدها مع موانئ دبي لتشغيل محطة "دوراليه" للحاويات.
وأواخر فبراير/شباط الماضي، أعلن مكتب الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، إنهاء عقد بلاده مع موانئ دبي التابعة لمجموعة دبي العالمية، المملوكة لحكومة دبي، لتشغيل محطة "دوراليه" للحاويات.
- موانئ دبي العالمية تنشئ وتدير ميناء بالمياه العميقة للكونجو
- رئيس أرض الصومال للعين الإخبارية: قطر تقف ضد اتفاقيتنا مع موانئ دبي
وقال المصدر ، الجمعة، إنه منذ بداية الأزمة القطرية، حاولت الدوحة استمالة العديد من الدول الإفريقية، عبر الإغراءات المالية والاستثمارات.
وأوضح أن الإغراءات ترمي لجعل تلك البلدان تصطف وراء قطر، وتتخذ مواقف مناهضة لدول المقاطعة الأربع "الإمارات والسعودية ومصر والبحرين".
غير أن مساعي «التجنيد» هذه باءت بفشل ذريع، حيث رفضت غالبية دول القارة السمراء الرضوخ لإغراءات نظام الدوحة والقبول بالاصطفاف خلفها.
ووفق المصدر نفسه، فإن قطر تستعين بخدمات "وسيط" يعمل لحسابها في منطقة القرن الإفريقي، ويُعتبر من أخطر الشخصيات في المنطقة، نظرا للأدوار الخفية التي يلعبها لصالح قطر.. و هو نفسه مَن يقف وراء تغيير موقف جيبوتي وقرارها بإنهاء عقدها مع موانئ دبي العالمية لتشغيل محطة "دوراليه" للحاويات.
وأشار المصدر إلى أن "الوسيط" يمثل ذراع قطر في القرن الإفريقي، ويتجول بين قطر وإثيوبيا وجيبوتي، وتربطه علاقات قوية مع قيادات عليا في الدوحة.
كما أن من مهام "الوسيط" تنفيذ مخططات النظام القطري في المنطقة الإفريقية، مستفيدا في ذلك من علاقته الشخصية والقوية والقديمة بالقيادة الجيبوتية، خاصة بمدير مكتب رئيس البلاد، وهي العلاقات التي مكنته من تقديم عروض قطرية مغرية لجيبوتي وإقناعها بتغيير مواقفها السابقة من أزمتها، بينها إنهاء عقدها مع موانئ دبي العالمية.
وهو مخطط كامل تضمن أيضا تمكين الأذرع الإعلامية القطرية من الدخول إلى جيبوتي، وهو ما يفسر أن قطر كانت أول من أعلن خبر إنهاء العقد، ما يؤكد وجود تنسيق بين الوسيط وحكومة جيبوتي.
و نوه المصدر أيضا إلى التسهيلات التي تحظى بها أذرع قطر الإعلامية في الدخول إلى جيبوتي، في تناقض يبدو لافتا بالنسبة لبلد أعلن تخفيض تمثيله الدبلوماسي مع الدوحة على خلفية مقاطعتها من قبل جيرانها.
ويعتبر القرار، في الأعراف الدبلوماسية، اصطفافا إلى جانب دول المقاطعة، ما يخلق الآن نشازا فسره المصدر بوقوع جيبوتي تحت سحر إغراءات الدوحة، ما جعلها تتراجع عن مواقفها السابقة.
في المقابل، أشار المصدر إلى أن "الوسيط" فشل في إقناع إثيوبيا بالرضوخ لإغراءات قطر، حيث لم تجد محاولته التشويش على زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى إثيوبيا، آذانا صاغية.
فشل وخيبة مسعى أكدهما المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، ملس ألم، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، إن زيارة وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى إثيوبيا، تعد فرصة مهمة لتطوير فرص التعاون الاقتصادي الثنائي، وأنها كانت من أنجح الزيارات.
و أكد ألم، خلال مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي، أن استخدام إثيوبيا لميناء "بربرة" في إقليم "أرض الصومال" يترجم رغبة إثيوبية مدفوعة من الناحية الاقتصادية لتنويع المنافذ والموانئ.
وأضاف أن بلاده ستواصل جهودها في الحصول على المزيد من المنافذ البحرية من أجل النهضة الاقتصادية، في تصريحات كشفت عن فشل ذريع لقطر وأذرعها الإعلامية التي تحاول الاصطياد في الماء العكر، والانقضاض على أي خلاف بين الدول لتوظيفه لخدمة أجنداتها السوداء.