دولة الإمارات تلبي نداء الاستجابات العاجلة لمساعدة بعض الدول التي تمر ببعض الأزمات خاصة العربية منها.
فهذه العمليات الإغاثية تأتي ضمن خطط استراتيجية وآلية محكمة تتضمن إطلاق عمليات نوعية، مثل "عملية الفارس الشهم" التي بدأت بإطلاق حملات إغاثية في سوريا وتركيا، لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي ضربهما في 6 فبراير/شباط الماضي، والمغرب وليبيا مؤخراً، ما يعد تحركاً لافتاً على أكثر من صعيد؛ إرسال المساعدات من جانب، ومن جانب آخر المساعدة الميدانية على الأرض وإظهار استعدادها التام لتقديم المزيد من الدعم الإنساني للدول.
إن هذا الحراك الإغاثي والدبلوماسي على المستوى الدولي يعطي مؤشرات استراتيجية على مدى قوة الاستجابة لدولة الإمارات، التي تعكس عمق العلاقات الاتصالية والسياسية مع الدول الصديقة والشقيقة، ويأتي كل حراك تقوم به الدولة ضمن مفهوم يسمى "دبلوماسية الكوارث" في العلاقات الدولية، وهو جزء من سياسة الدبلوماسية التي تعزز القوة الناعمة في كل دولة، حسب علاقتها مع الدول وكيفية التعامل معها، والاعتماد على أدواتها الخاصة، وتتضمن أهدافاً واضحة ومبادئ، لا تتعدى المساس بحقوق الإنسان، بداية من التضامن حتى لحظة الخروج من الأزمة، وما يتبعها من تداعيات أدت إلى الكوارث والأزمات، الأمر الذي يجب معه أن تكون جميع الخلافات بين جميع الأطراف في حياد، والتركيز بدرجة أكبر على الجانب الإنساني.
دبلوماسية الإغاثة التي تقوم بها دولة الإمارات هي سياسة صادقة نحو جميع الأطراف، لخدمة التوازن الاستراتيجي للعلاقات، حتى إن كان اختلافاً في المواقف.
تشارك دولة الإمارات بشكل دائم بلا تردد في جميع المحطات الإغاثية، تتحدث فيها بموجب لغة المساواة وروح المعاني وليس ضمن الأجندة السياسية كما يفعل كثير من الدول، التي لا تزال غير متعهدة بتقديم يد العون حتى تنال مطلبها.
وجود دولة الإمارات في أثناء الكوارث والأزمات يشكل أساس نهجها الثابت تجاه الدول؛ حيث إنها تعد منظومة رئيسية باتت تتوسع بشكل جيوسياسي وغير مباشر بالحدود الجيوغرافية والبعد الإنساني، المؤثرين لمنظومة القيم الإماراتية وأيضاً العالمية، وهي منظومة باتت تكرّس فصلاً جديداً من الانفتاح والتسامح وترسيخ مبدأ مساعدة البشرية بالوقوف معها في المحن والأزمات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة