سياسة الإمارات.. 5 مرتكزات ترسم ملامح الدور
5 مرتكزات ترسم ملامح الدور الخارجي لدولة الإمارات، هكذا حددتها دراسة نشرها موقع "أساس ميديا"، أجابت عن 3 أسئلة محورية.
"لماذا دخلت الإمارات صراعات إقليمية بشكل مباشر؟ ولماذا خرجت الإمارات منها؟ ولماذا تسعى الآن إلى تصغير المشاكل؟"، تلك التساؤلات التي طرحها الكاتب عماد الدين أديب في دراسته، كانت مدخلا لتحديد مرتكزات السياسة الخارجية الإماراتية.
وأشارت الدراسة إلى أن الدخول الإماراتي والخروج وتصغير المشاكل الإقليمية لها منطق وحسابات مدروسة وعميقة، ولها دوافعها وأهدافها الاستراتيجية.
ونقل الكاتب عن مسؤول خليجي مطّلع بشكل كبير على صناعة السياسة الإماراتية لسنوات طويلة، منذ عهد الوالد المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أنّ "الإماراتيين لا يتصرّفون بردّ فعل عصبيّ أو بتعالٍ. فقد تعلّموا من حكمة الشيخ زايد والتجارب، وبالاستعانة بمراكز دراسات خبيرة، أنّ ردّ الفعل يجب أن يكون مدروساً وأن يهدف إلى خدمة المصلحة العليا للبلاد والعباد مهما كان الثمن".
وهنا، أشارت الدراسة إلى أنه يمكن فهم مرتكزات السياسة الخارجية الإماراتية في:
- التمهّل في التعامل.
- الانخراط لحماية الأمن القومي الإماراتي.
- التراجع التكتيكي.
- رفع كفاءة الحالة القتالية للقوات الإماراتية.
- إبراز الدور الإنساني المتسامح لسياسة البلاد.
وتطرقت الدراسة بالقياس استنادا على ما سبق إلى عدة قضايا، وملفات تجسد هذه المرتكزات التي تقوم عليها سياسة دولة الإمارات.
الأزمة اليمنية وإيران
أشارت الدراسة إلى أن دولة الإمارات تدرك أكثر من غيرها أنّ الحوثيين مأزومون، بسبب الأزمة الاقتصادية في إيران، والتي انعكست بشكل واضح على وكلائها في بغداد وبيروت وغزّة ودمشق وصنعاء.
وخسر الحوثيون معنوياً رهان أمريكا والأمم المتحدة عليهم بسبب غطرسة القوة التي مارسوها بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية وباضطهاد وتعذيب المدنيين المعارضين لهم.
وهنا، يرى الكاتب أن "آخر أخطاء الحوثيين هي الضربات التي وجّهوها منذ أسبوعين لخزّانات وقود قرب مطار أبوظبي، ثمّ محاولتهم بعد مضيّ 36 ساعة إطلاق صاروخين باليستيّين تصدّت لهما بنجاح منظومة "ثاد" التي تحمي العاصمة الإماراتية".
وأشار إلى أن دولة الإمارات تدرك أنّ الأولوية المطلقة الآن هي "تجريم الحوثيين أخلاقياً ومعنوياً وسياسياً على المستوى الدولي، وإدخالهم في قائمة المليشيات الإرهابية وليس الحزب السياسي".
وهنا يشير إلى إمكانية فهم السلوك الإماراتي الدبلوماسي الناجح فور الاعتداء على خزّانات الوقود، إذ استطاعت الإمارات استصدار قرار دولي بالإجماع في مجلس الأمن يدين السلوك الحوثي.
واعتبرت الدراسة أن "ما تقوم به إيران هو تمهيد لشكل المنطقة الجديد التي لا تحتمل إلا احتمالين: إمّا أن يتمّ اتفاق نووي وإما لا".
وأوضح الكاتب أنه "إذا تمّ ستوظّف إيران الأرصدة المفرج عنها في العبث والسيطرة وتوسيع النفوذ في المنطقة، خاصة بعد إعادة التموضع الاستراتيجي الأمريكي الذي خلق فراغاً استراتيجياً وارتباكاً سياسياً وأمنيّاً غير مسبوق".
وتابع "إذا لم يتمّ الاتفاق، وهو احتمال ضعيف، فإنّ المنطقة سوف تشهد تسخيناً أمنيّاً وطائفيّاً غير مسبوق من بغداد إلى دمشق، ومن بيروت إلى غزّة، ومن صنعاء إلى ليبيا".
وفي النهاية، ترى الدراسة أن "الخطأ الجسيم في تحليل أو فهم القرار الإماراتي ينبع من القراءة الخاطئة. فحينما يكون القرار بالقتال يتمّ تفسيره بأنّه مغامرة عسكرية، وحينما يتمّ الحوار والتفاوض يتمّ تصويره أنّه ضعف أو انسحاب من تحالفات".
وأشارت إلى أن "ما تقوم به دولة الإمارات الآن هو توسيع أكبر شبكة تحالفات إقليمية ودولية إدراكاً منها أنّنا نعيش في عالم شديد السيولة، عظيم الارتباك الاستراتيجي، ولذلك يتعيّن فيه تعظيم القوة الذاتية وتحصين التحالفات الإقليمية والدولية".