لم تسلم الإمارات، كسابقاتها من دول الخليج العربي، من تطاول مجموعة "ممانعين" يصوّبون سهاما خائبة نحو كلّ من يحاول إعادة لبنان للحضن العربي.
إذ ثبت أنّ هؤلاء أضاعوا الشباك وما استطاعوا التسجيل في مرمى الإمارات، لأن العلاقة متينة، وتاريخ البلدين الاقتصادي والسياسي يشهد على عمق تلك العلاقات بين الشعبين الإماراتي واللبناني، والتي بدأت منذ عام 1915.. فحسنا نفعل إن ذكّرنا البعض بتاريخ العلاقة والصداقة بين الإمارات ولبنان الشعب والدولة.
بالنسبة للدور الإماراتي الاستثماري في القطاعين المصرفي والتجاري في لبنان، فقد لعبت الإمارات حتى عام 2016 دورًا استثماريا مهما في لبنان، حيث بلغت نسبة الاستثمارات الإماراتية 64.5%، وبلغ حجم واردات لبنان من الإمارات 81 مليون دولار عام 2018، فيما بلغ حجم التصدير من لبنان إلى الإمارات 31 مليون دولار.
هذا فضلا عن المساعدات المالية، التى كانت تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي نذكر منها مثالا، وليس حصرا: التبرع بـ5 ملايين دولار لإعادة ترميم القصر الجمهوري عام 1990، بالإضافة إلى منح الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، مساعدة مالية للبنان بقيمة 30 مليون دولار، وذلك في عام 1993، فضلا عن تقديم وديعة مالية بقيمة 100 مليون دولار تم وضعها في المصرف المركزي للبنان عام 1998، وكذا الاكتتاب بسندات خزينة بقيمة 300 مليون دولار لدعم الخزينة اللبنانية، وأخيرا تقديم 9 طائرات هليكوبتر عسكرية للجيش اللبناني.
هذه النماذج من المساعدات والدعم الإماراتي تعكس مدى اهتمام دولة الإمارات باقتصاد الدولة اللبنانية، وإنعاشه على مدى سنوات، لإبقاء لبنان على خارطة الدول العربية المصونة من الانهيار.
أما اليوم، وبعد سياسة لبنان الخارجية، التي لم تحفظ ماء الوجه للدول الشقيقة التي ساعدت لبنان لسنوات طويلة، نجد الإمارات -وعلى الرغم من كل ذلك- تقف داعمة للشعب اللبناني الذي يعاني، وذلك عبر مساعدات عينية جرى تقديمها بعد انفجار بيروت في 4 أغسطس/آب 2020، حيث عمدت إلى تقديم مستلزمات طبية ومواد غذائية تقارب 40 طنا، وذلك لدعم الشعب اللبناني في هذه الكارثة التي حلت به وخرج الجاني فيها دون محاسبة.
وبسبب أزمات ساسة لبنان الدبلوماسية والاقتصادية، فَقَد الشعب اللبناني الدعم الخليجي، لكن بقي الدعم الإنساني من دولة الإمارات العربية المتحدة لشعب لبنان، فضلا عن جهود الإمارات كراعية للسلام واستقرار المنطقة والوصول إلى تسويات سياسية تدفع نحو إبقاء لبنان في المحور العربي وانتشاله من مستنقع المليشيات المدعومة من إيران، عبر تأكيدها ضرورة قيام السلطات اللبنانية بتعزيز سيادتها والحفاظ على ما تبقى من مؤسساتها، بعد أن صار لبنان بلدًا متعسّرًا وقابلا للحجْر عليه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة