صحيفة فرنسية..الإمارات تأقلمت مع تراجع النفط بتنويع اقتصادها
صحيفة فرنسية تقول إن الإمارات اعتمدت سياسة التنويع الاقتصادي، أبرزها "البتروكيماويات" و"متحف اللوفر أبوظبي" والذكاء الاصطناعي.
أشادت صحيفة"لوجورنال دي ديمانش" الفرنسية، الخميس بسياسة الإمارات الاقتصادية الحالية، وقالت إنها ركزت على التنوع الاقتصادي وعدم الاعتماد على عائدات النفط واستشرفت ذلك قبل عشرة سنوات".
وأضافت الصحيفة "سياسة التنوع تلك ركزت أيضا على توجيه جزء من الاستثمارات إلى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي",
ما نشرته الصحيفة الفرنسية
وتحت عنوان" كيف نوعت أبوظبي من اقتصادها؟" أشارت الصحيفة إلى أن أبوظبي على الرغم من تعزيز أنشطها البتروكيميائية الأكثر ربحاً، إلا أنها تأقملت مع أسعار النفط المنخفضة، بتنويع اقتصادها بتوجيه استثماراتها في مجالات أخرى، تجلب أرباحاً موازية لعائدات البترول.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصادي ألكسندر أندلور، في مركز أبحاث الأسهم المستقلة "ألفافاليو" قوله إن "الإمارات التي تمتلك نحو 9% من إحتياطي النفط العالمي، وانتاجها قرابة 3 ملايين برميل يومياً، سبقت جيرانها في رؤية"2030" ، حيث استشرفت الإمارات المستقبل منذ نحو عشر سنوات، بأن المستقبل ليس للنفط، وأن التكنولوجيا هي المستقبل الحقيقي للبلاد".
فيما أشار مدير "معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية" الفرنسي ('Iris) فرانسيس بيران، أنه "حتى قبل أزمة النفط في 2014، اتخذت أبوظبي هدفاً منذ 2009 بالبحث عن أقصى كفاء لاستخدام الطاقة، وخفض حصة إنتاجها من النفط الخام من 59% إلى 36% من إجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2030، كما سعت إلى التنويع الاقتصادي الشامل".
وتابع أنه "نتيجة لذلك، عندما انهارت أسعار النفط الخام، كانت أبوظبي الوحيدة التي استطاعت امتصاص صدمات الأزمة التي عانت منها جميع البلدان، واتخذت إجراءات بعيداً عن خفض الإعانات على أسعار المحروقات وإدخال ضريبة القيمة المضافة وضريبة المبيعات".
وطرحت الصحيفة نماذج لتنويع الاقتصادي التي انتهجته الإمارات، أبرزه مجال "البتروكيماويات" و"متحف اللوفر أبوظبي" والريادة في العالم العربي في مجال "الذكاء الاصطناعي".
واستشهدت الصحيفة بتصريحات مصبح الكعبي، المسئول عن البترول والبتروكيماويات في شركة الاستثمار "مبادلة" قوله "أنتمي إلى أمة تعتمد على المستقبل والتكنولوجيا وعينت وزيراً للذكاء الإصطناعي".
كما يعد "جهاز أبوظبي للاستثمار، الصندوق السيادي التابع لحكومة أبوظبي، أحد أذرع أبوظبي للتنويع الاقتصادي، كما سيروي التاريخ الوطني للإمارات، في المستقبل قبة متحف اللوفر أبوظبي، التي ستجذب نحو مليون سائح سنوياً، وفي أعماق حقل "زاكوم البحري" على امتداد سواحل الإمارات، ثاني أكبر حقل نفطي ورابع أكبر الحقول النفطية في العامل، والذي يساهم في ازدهار البلاد من دبي إلي الفجيرة، على شواطئ المحيط الهندي، بفضل الصناعات البتروكيميائية.
و"أديبك" هو واحداً من أكبر ثلاثة معارض ضمن قطاع النفط والغاز في العالم، والأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما يعتبر المعرض منصة عالمية لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات والتي من شأنها تمكين الخبراء والمختصين في قطاع النفط العالمي من تبادل المعلومات والأفكار التي تساهم في رسم ملامح مستقبل قطاع الطاقة في العالم.
وكانت دول الأوبك بقيادة السعودية، اتفقت مع عدد من المنتجين المستقلين بقيادة روسيا، على تفعيل اتفاق خفض إنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يوميا فى محاولة لإعادة التوازن إلى أسواق النفط العالمية بعد هبوط الأسعار إلى مستوى أقل من 30 دولارا للبرميل بعدما كانت الأسعار فى مستوى يزيد عن 120 دولارا للبرميل، والذي انخفض إلى أعلى مستوياته ما بين صيف عام 2014، ويناير/كانون الثاني 2016، مما يجعل الحسابات العامة سيئة، بالنسبة للممالك النفطية في المنطقة.
وأشارت الصحيفة أنه عشية الاتفاق، قرر 27 من زعماء العالم، الدعوة إلى مقر "أدنوك"، شركة الإمارات الوطنية وناقشت أزمة النفط، والطاقة المتجددة، والسيارات الكهربائية وخاصة الذهب الأسود".
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" المملوكة للدولة، سلطان بن الجابر، قوله إن "الشركة تنتهج استراتيجية جديدة، بأن تقوم باستثمارات محلية ودولية في التكرير والبتروكيماويات وتطوير الموارد غير التقليدية لتعزز مكانة دولة الإمارات في قطاع الطاقة واقتصادياتها، مضيفا أنها بصدد "تنفيذ خطة كبيرة لإعادة الهيكلة، تهدف إلى خصخصة أنشطتها في قطاع الخدمات، وإجراء أنشطة لتجارة النفط، وتوسيع الشراكات مع مستثمرين استراتيجيين".