اختلطت دماء جنود الإمارات وأشقائهم من السعودية في أكبر ملحمة في التاريخ العربي المعاصر للرد العملي على مؤامرة الفرس على العرب.
تجربة فريدة مخضرة في العلاقة الممتدة عبر عبق التاريخ الفوَّاح، بين دولتين ماضيتين نحو المستقبل بخطى واثقة ومدروسة، إنها رؤية واضحة معالمها، لصناعة واقع جديد ينم عن دراية مسبقة ببواطن الأمور بعد سبر أغوارها، للمضي قدماً إلى تحقيق أهداف أراد «الربيع المزيف» تحطيمها بعد خطف مكتسبات الأوطان في وضح النهار، وقد تم التخطيط لها في دهاليز الأفكار المظلمة والإيديولوجيا المفخخة.
اخضرار ربيع الإمارات والسعودية هو المضاد الحيوي لكي تكسب الأمة مناعة ذاتية وحصانة منيعة ضد أي طارئ أو غادر يسعى لهدم بنيان الأوطان المستقرة بمسميات رنانة وخادعة، فالمشاريع البناءة بين البلدين هي التي تسهم في دفع المنطقة إلى الأمام لأخذ دورهما في مصاف الدول المتقدمة
تداركت الإمارات والسعودية هذا الأمر مبكراً لكي تضعا سوياً خطط المواجهة حتى في ساحات الوغى لوقف النزيف الفكري في الأمة بحُقن الإسلام المعتدل والمتسامح.
في اليوم الوطني للسعودية النسخة «السلمانية» تظهر «نيوم 2030» إلى العلن لتعمي أبصار الحاسدين والحاقدين والمتربصين بها الدوائر، ممن باعوا الأوطان بأفكار بخسة وأموال قذرة.
اختلطت دماء جنود الإمارات وأشقائهم من السعودية في أكبر ملحمة في التاريخ العربي المعاصر للرد العملي على مؤامرة الفرس على العرب، في أرض العروبة النقية من دنس المجوس، عبر خيانة «الحوثيين» للعروبة الحقة والإسلام الأحق أن يتبع، لا الأهواء الممزوجة بالطائفية.
وعندما يمر العالم العربي برياح «الربيع العربي» الهوجاء فإن التنسيق الثنائي بين الإمارات والسعودية الذي دشن العام الماضي بدأ يعطي نتائج مثمرة في النواحي الثقافية كافة، بشهادة الجنادرية التي احتوت وجود الإمارات بكل ثقلها، والسياحية بدخول الأفواج الكبيرة من المملكة الشقيقة، للاستمتاع بما توفره الإمارات من أجواء عائلية تناسب متطلبات السعوديين في احتياجاتهم للترفية وطيب الإقامة والترحيب الخاص بهم وتسهيل الإجراءات كافة التي تحفزهم لقضاء معظم عطلاتهم في بلدهم الأول مكرر وليس الثاني وهم أهل الدار.
هذا إضافة إلى التعاون والتنسيق الأمني في الجوانب التي تمس البلدين، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في منطقة الخليج خاصة والعالم العربي بشكل عام لعدم تجزئة الأمن من الأصل.
إن مشاركة الإمارات إعلامياً وبصورة مكثفة لها دلالات معتبرة في الوقوف مع الشقيقة الكبرى في أفراحها الوطنية، وفي يوم ميلادها السياسي والتاريخي، الذي أضاف إلى الأمة العربية والإسلامية قوة لا يستهان بها حتى في المحافل الدولية والعالمية، ووجود الإمارات في صفها يثقل ميزانهما ويرفع من شأنهما في القضايا كافة التي في حاجة إلى وجود دول تتحمل عظم المسؤولية العالمية وليس فقط التقوقع في الشأن الداخلي، خاصة بعد أن اتخذت الإمارات والسعودية مبدأ العمل من المحلية إلى العالمية سبيلاً للانطلاق إلى آفاق أبعد وللعب أدوار أشمل في السياسة والاقتصاد وبقية المجالات التي تتطلب الابتعاد عن دور المتفرج إلى مرتبة الفاعل والمؤثر.
أصبحت الإمارات والسعودية بهذا التنسيق المخطط له بدقة واقتدار دولتين محوريتين بالمساهمة في الحفاظ على منظومة الأمن والسلم العالمي، من خلال مشاركتهما في تحالف الحرب على الإرهاب مع أكثر من ستين دولة على مستوى العالم، وكذلك عضوان فاعلان في التحالف الإسلامي أيضاً ضد الإرهاب والتطرف مع أكثر من ثلاثين دولة إسلامية، إضافة إلى إنشاء مشروع «ناتو» عربي للوقوف ضد توسع النفوذ والتدخل الإيراني في شؤون المنطقة العربية وكذلك الإسلامية، وهو أمر بات يقلق العالم من حولنا، لأنه يقض مضاجع الأمن في العالم أجمع وليس في المنطقة فحسب.
فاخضرار ربيع الإمارات والسعودية هو المضاد الحيوي لكي تكسب الأمة مناعة ذاتية وحصانة منيعة ضد أي طارئ أو غادر يسعى لهدم بنيان الأوطان المستقرة بمسميات رنانة وخادعة، فالمشاريع البناءة بين البلدين هي التي تسهم في دفع المنطقة إلى الأمام لأخذ دورهما في مصاف الدول المتقدمة للمشاركة في ركب الحضارات بأدوات العصر.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة