القمة الخليجية الـ40.. شراكة سعودية إماراتية تعزز مسيرة مجلس التعاون
القمة الخليجية الـ40 يرأسها خادم الحرمين الشريفين في حين تترأس الإمارات الاجتماعات الوزارية وغيرها من الفعاليات.
تترأس الإمارات الدورة الأربعين لمجلس التعاون الخليجي، في حين تعقد القمة الخليجية للدورة نفسها بالعاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، في صورة جديدة تبرز العلاقات القوية والشراكة الاستراتيجية ووحدة المصير بين البلدين، وأهمية التعاون بينهما في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي.
ويرأس القمة الخليجية الـ40 خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في حين تترأس الإمارات الاجتماعات الوزارية وغيرها من اجتماعات على مدار الدورة التي تستمر عاما.
دورة تترأسها الإمارات تستهل أعمالها بقمة يترأسها الملك سلمان بن عبدالعزيز، لا شك في أنها ستكون دورة بناءة حافلة بالقرارات الفاعلة والفعاليات المتنوعة التي من شأنها تعزيز مسيرة التعاون، وتحقق تطلعات مواطني دول المجلس نحو مزيد من الترابط والتضامن والتكامل.
خارطة إماراتية من قلب الرياض
وترأس الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، الإثنين، أعمال الدورة الـ145 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون "التحضيرية" للدورة الأربعين للمجلس الأعلى (القمة الخليجية)، المقررة الثلاثاء.
واستهل الدكتور قرقاش كلمته خلال الاجتماع بالإعراب عن خالص الشكر لاستضافة المملكة العربية السعودية اجتماعات المجلس الوزاري التحضيرية لقمة المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورتها الـ40.
ومن قلب العاصمة الرياض، أعاد وزير الدولة للشؤون الخارجية في كلمته تأكيده على عدد من المبادئ، ستعد خارطة طريق ومنهاج عمل لبلاده خلال ترؤسها الدورة الـ40.
وأشار في هذا الصدد إلى أن "مجلس التعاون هو تعبير عن تلاقي إرادة وطموحات القادة مع آمال شعوب دول المجلس في إنشاء منظومة أساسها التعاون والتوافق".
وبين أن هذا التعاون والتوافق يكونان "على سياسات ومواقف تعزز أمن واستقرار المنطقة، وتسهم في دفع عجلة التنمية الشاملة لتحقيق الاستقرار والنماء والرخاء لبلداننا والسعادة لشعوبنا".
وأضاف: "وإقامة علاقات صادقة تستمد مبادئها من ديننا الحنيف والمواثيق الدولية، والنظام الأساسي لمجلس التعاون، والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بما يدعم المصلحة المشتركة والتعاون والشراكة".
كما سبق أن عبر الدكتور قرقاش عن النهج نفسه، مبرزا الثقة المطلقة في قيادة خادم الحرمين الشريفين في تغريدة له، أكد فيها أن "التزام دولة الإمارات بالتكتل الخليجي المؤسسي في عمق رؤيتها الحريصة على استقرار المنطقة وازدهارها، وقيادة خادم الحرمين الشريفين لهذا الركب المبارك خير عهد وضمان لنجاح واستمرار المسيرة المباركة التي تجمعنا قادة وشعوبا".
تعاون وتكامل
وتأتي القمة الخليجية الـ40 وسط تعاون وتكامل كبيرين وشراكة استراتيجية تتوسع بين السعودية والإمارات على كل الأصعدة التي تنعكس على علاقات البلدين الضاربة في جذور التاريخ متانة وقوة.
وهو ما عبر عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، خلال الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي-الإماراتي الذي استضافته العاصمة أبوظبي، قبل أيام، وترأسه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، قائلا إن "العلاقات بين الإمارات والسعودية، ليست علاقات تاريخية واستراتيجية فحسب، وإنما هي علاقات دم ومصير مشترك".
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن تلك العلاقات التي "وضع أسسها الراسخة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه ملوك السعودية، تعيش أزهى عصورها على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية وغيرها بفضل حكمة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإرادتهما".
السعودية والإمارات.. إشادات القمم الخليجية
وإدراكا منهم لأهمية العلاقات السعودية-الإماراتية في تعزيز مسيرة مجلس التعاون، حرص قادة مجلس التعاون على أن يباركوا ويشيدوا بالنقلة النوعية في العلاقات بين البلدين.
ففي أول قمة خليجية عقدت بعد توقيع السعودية والإمارات في مايو/أيار 2016 على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما، أشاد قادة الدول الخليجية بتلك الخطوة.
وأشاد البيان الختامي للقمة الخليجية الـ37 التي عقدت في العاصمة البحرينية المنامة ديسمبر/كانون الأول 2016 "بتوقيع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين ".
ولفت إلى أن تلك الاتفاقية تأتي "انطلاقا من حرص السعودية والإمارات على توطيد العلاقات الأخوية والرغبة في تكثيف التعاون الثنائي عبر التشاور والتنسيق المستمر".
وأكد أن "إنشاء هذا المجلس يعد رافدا من روافد العمل المشترك بين الدول الأعضاء، ويعزز مسيرته لما فيه مصلحة بلدانها وشعوبها".
الإشادة تكررت أيضا في البيان الختامي للقمة الخليجية السابقة الـ39 التي عقدت في الرياض ديسمبر/كانون الأول 2018، وذلك بعد شهور من الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي-الإماراتي الذي عقد في جدة في يونيو/حزيران 2018.
وتم خلاله الإعلان عن اعتماد "استراتيجية العزم"، الهادفة إلى خلق نموذج استثنائي للتكامل والتعاون بين البلدين عبر تنفيذ مشاريع استراتيجية مشتركة من أجل سعادة ورخاء شعبي البلدين.
وجاء في البيان الختامي لقمة الرياض أنه "أشاد المجلس الأعلى (قادة دول الخليج) بإعلان المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إنشاء مجلس التنسيق السعودي-الإماراتي واعتماد استراتيجية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصاديا وتنمويا وعسكريا" (استراتيجية العزم).
صمام أمان في مواجهة التحديات
وتمثل العلاقة السعودية-الإماراتية صمام أمان ليس للبلدين فحسب، بل للمنظومة الإقليمية بشكل عام، ولمجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، كونهما يجسدان قيم الاستقرار والتنمية.
كما يمثلان منطق العقلانية السياسية ومفهوم الدولة الحديثة، في احترام القيم والتشريعات الدولية.
كما تتبنى الدولتان مواقف مشتركة إزاء القضايا العربية والخليجية والإقليمية والدولية؛ حيث تعملان على تعزيز العمل العربي المشترك، وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، وإيجاد حلول دائمة لأزمات ونزاعات المنطقة المختلفة.
وتعدّ العلاقات بين البلدين مثالا على الوعي المشترك بطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة، ويتوقع أن ينعكس ذلك التناغم في المواقف والرؤى بين البلدين بشكل إيجابي على العمل الخليجي المشترك.
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg جزيرة ام اند امز