يأتي افتتاح هذه القنصلية كتعبير عن عمق العلاقات الأخوية بين البلدين وموقف الإمارات الثابت مع المغرب.
كما هي الإمارات التي تعبر دائما عن مواقفها السياسية والدبلوماسية بوضوح، وكما يستحق المغرب الشقيق، فإن قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بافتتاح قنصلية عامة في مدينة العيون المغربية، شكلت أول واقوى موقف عربي صريح للدفاع عن حقوق المغرب التاريخية المشروعة ونصرة قضاياه العادلة.
نفخر في الإمارات، بمواقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، التي تعبر عن موقف جميع الإماراتيين تجاه الأشقاء المغربيين، والتي تصب دائما في تعزيز وتطوير العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين وبما يخدم المصالح المشتركة بينهما، لتوثيق أواصر الأخوة الصادقة و علاقات التعاون المثمر والتضامن الفاعل الذي يجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية.
يأتي تثمين جلالة الملك محمد السادس، لقرار دولة الإمارات التاريخي الهام الداعم للوحدة الترابية للمملكة على هذا الجزء من ترابه، بفتح قنصلية عامة في مدينة العيون بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، معبرا عن عمق العلاقات الأخوية وموقف الإمارات الثابت في الوقوف مع المغرب الشقيق في قضاياه العادلة في المحافل الإقليمية والدولية.
المدن الصحراوية في المغرب، وتحديدا مدينة العيون، شهدت ومنذ خروج المستعمر الإسباني تنمية حقيقية تتوجت بقرار جلالة الملك محمد السادس بإطلاق "المسيرة الخضراء" لتكون النموذج التنموي الأمثل للأقاليم الجنوبية، والتعبئة العامة لإنجاز المشاريع الاجتماعية والصحية والتعليمية التي تضمن تفعيل العامل الاقتصادي والاجتماعي والاستقرار الذي تحتاجه المناطق الصحراوية، والتي تحققت بداية من خلال "الصلح الاجتماعي" ومنح الحكم الذاتي واعتماد حكامة جيدة، وهيكلة وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، لتعزيز مشاريع التنمية البشرية من خلال تكريس روح التوافق والواقعية الوطنية وهي مقاربة سياسية تجسد مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها السبيل الوحيد للتسوية في إطار الاحترام التام للوحدة الوطنية والترابية للمغرب الشقيق.
لا شك أن "المسيرة الخضراء" قد مكنت من المغرب من استرجاع أقاليمه الجنوبية. فكانت المحطة الفاصلة التي وضعت حدا لحوالي 75 عاما من الاستعمار والاحتلال الإسباني للصحراء المغربية وإنهاء النزاع المفتعل، والمهاترات غير المجدية التي حاولت تقويض الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي واقعي نموذجي والذي تمثل بمبادرة الحكم الذاتي المشهود لها دوليا بالمصداقية.
القنصلية العامة لدولة الإمارات في مدينة العيون في الصحراء المغربية، تدعم الموقف المغربي الشقيق الساعي لتوسيع دائرة الاعتراف الدولي بسيادته على الأقاليم الجنوبية ووحدة الأراضي وتراب المغرب، ويأتي قرار الإمارات لدعم "المسيرة الخضراء المظفرة" كبوابة للدعم اللوجستي الذي سيسهم في إكساب الدبلوماسية المغربية زخما لتوسيع الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على أقاليم الجنوب وسيشكل أيضا تغييرا محوريا مهما في موقف الدول العربية والأفريقية وجميع دول العالم، تجاه قضايا المغرب العادلة.
بالتأكيد، فإن القرار الإماراتي الشجاع ستلحق به منظومة اقتصادية استثمارية إماراتية للأقاليم الجنوبية للمغرب الشقيق. كإنشاء ميناء الداخلة، الذي سيصبح أحد أكبر الموانئ في القارة الأفريقية، وغيرها من الأفكار التي ستدعم التنمية الحقيقية التي يسعى لتحقيقها المغرب الشقيق وقيادته الحكيمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة