الإمارات سباقةٌ في تعاطيها المثمر مع مفردات السلام والتسامح والتعايش بالأفعال قبل الأقوال.
جاء إعلان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قبل مدة قصيرة عن جولة محادثات سلام يمنية في مملكة السويد، بمثابة الإفصاح المباشر عن قرار عربي صرف لفرض الاستقرار بالمشهد اليمني على ضوء انتصارات الشرعية مؤخراً بدعم من التحالف العربي، وسال وقتها حبرٌ سويديٌ صحفي كثير للتعبير عن ترحيب ستكهولم بهذا المقترح الإماراتي الجديد.
الإمارات متميزة بعيون إسكندنافية على الدوام وبشكل إيجابي يدعو للانتباه، خصوصاً أن بعض المقررات الدراسية للطلبة في تلك الدول تشيد أحياناً بالنهضة الإماراتية وتراها أنموذجاً يستحق الاستشهاد به، وترسيخ مفهومه في مخيلة الأجيال وتفكيرهم
لكن الصورة الأدق في معرض الحديث السياسي عن منجزات أبوظبي وحلفائها في المنطقة تأخذنا مباشرة نحو توجيهات رئيس الدولة في الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بتسمية العام ٢٠١٩ بعام التسامح، وتلك ميزة إماراتية فريدة تضاف إلى جهود قيادة هذه الدولة التي اختارها بابا الفاتيكان لتكون وجهة رسمية لزيارة تاريخية يعتزم القيام بها مطلع العام المقبل.
ولأن الإمارات سباقةٌ في تعاطيها المثمر مع مفردات السلام والتسامح والتعايش بالأفعال قبل الأقوال، فإن السويديين وجيرانهم من الدول الإسكندنافية لا يزالون يذكرون بذور الخير الإنساني والإسلامي التي زرعها الشيخ زايد رحمه الله من خلال بناء المسجد الكبير في العاصمة السويدية ستوكهولم أواخر القرن الماضي، المسجد الذي يحمل اسم الشيخ زايد ويدلف إليه آلاف الزوار والمصلين كل شهر.
وقريباً من ذلك كله احتفت الأوساط الاجتماعية فضلاً عن السياسية والاقتصادية، ولا تزال، بالعلاقة الراسخة بين دول الشمال الأوروبي وأبوظبي، سيما وأن جواز السفر الإماراتي بات صديقاً مباشراً وفي المركز الأول بجوار أصدقائه السويديين والدنماركيين والنرويجيين والفنلنديين، وهذا منجزٌ موجزٌ يشرح بصريح القول والعبارة عمق التقدم والازدهار والتنوع الحضاري الذي تشهده الإمارات بهمة المحمدين "محمد بن راشد ومحمد بن زايد"، الرجلين اللذين يصعدان بالشعب الإماراتي نحو قمة القمم بعزم واقتدار قل نظيره.
وإذ يحلو للغرب دوماً أن يفتخر بشراكاته وشركائه في كل المجالات، يحرص بالمقابل وفي مقدمة الحريصين منه الدول الإسكندنافية على جذب الاستثمارات الإماراتية العابرة للحدود، والقادرة على تبديل وجه الخرائط الاقتصادية الكلاسيكية في أي مكان تدخله، وتحتل الإمارات مركزاً متقدماً في جدول سياح هذه البلدان ورحلات مواطنيها كوجهة مفضلة لا غنى عنها ولا نية لتغييرها.
وعطفاً على ما ذكر، فإن الإمارات متميزة بعيون إسكندنافية على الدوام وبشكل إيجابي يدعو للانتباه، خصوصاً أن بعض المقررات الدراسية للطلبة في تلك الدول تشيد أحياناً بالنهضة الإماراتية وتراها أنموذجاً يستحق الاستشهاد به وترسيخ مفهومه في مخيلة الأجيال وتفكيرهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة