اختلف البشر على مر العصور في تحديد مفهوم السعادة، إلا أن الجميع اتفقوا في شعور السعادة الذي لا يضاهيه أي شعور.
اختلف البشر على مر العصور في تحديد مفهوم السعادة، إلا أن الجميع اتفقوا في شعور السعادة الذي لا يضاهيه أي شعور. تشكل السعادة أحد الأهداف الحياتية التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها، بل تتربع على سلم أولوياته، باعتبارها قيمة عالمية، يتطلع إليها البشر على اختلاف لغاتهم وجنسياتهم وأصولهم.
قد يسأل أحدهم: هل أصبحت السعادة تُدَرَّس في الجامعات؟ في الحقيقة التقيت مؤخراً نخبةً من طلبة مساق السعادة بجامعة زايد، تحدثنا عن رؤيتهم للسعادة بعد التحاقهم بالمساق، وقد لمست مدى تأثيره على حياتهم خلال بضعة أشهر فقط، بل إن الكثير منهم قد غيّر طريقة تفكيره، وأصبحت الإيجابية تلازمهم
أدركت الإمارات أهمية تحقيق السعادة لأفراد المجتمع، ووضعته على رأس الهرم عندما صرح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه: «سعادة شعبي هي ثروتي»، ثلاث كلمات، لخصت السياسة العامة للدولة، ورسمت طريق المستقبل.
اتخذت الإمارات خطوات واسعة في هذا المجال من خلال مأسسة السعادة، وتحويلها إلى برنامج وطني مستدام، يستهدف ترسيخها كأسلوب حياة وثقافة مجتمعية، تتناسب مع تطلعات شعب الإمارات.
ولأن الجامعات مصنع الأجيال والعقول، فقد بدأت جامعة زايد لأول مرة هذا العام في تدريس مساق السعادة، كمساق أساسي ضمن المتطلبات الجامعية. يستلهم المساق رؤيته من كتاب «تأملات في السعادة والإيجابية» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. قد يسأل أحدهم هل أصبحت السعادة تُدَرَّس في الجامعات؟ في الحقيقة التقيت مؤخراً نخبةً من طلبة مساق السعادة بجامعة زايد، تحدثنا عن رؤيتهم للسعادة بعد التحاقهم بالمساق، وقد لمست مدى تأثيره على حياتهم خلال بضعة أشهر فقط، بل إن الكثير منهم قد غيّر طريقة تفكيره، وأصبحت الإيجابية تلازمهم، يوجهون طاقاتهم نحو الإبداع، قادرين على مواجهة التحديات وحل المشاكل بهدوء، بعيداً عن التوتر بما يزيد من تحصيلهم الأكاديمي، ويرتقي بمستوى طموحاتهم إلى مراتب متقدمة، كما هي طموحات دولتنا.
يسهم مساق السعادة- والذي يقام بالشراكة مع البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة- في تعزيز تفاعل الطلبة إيجاباً مع البيئة الجامعية، وزيادة مشاركتهم مع زملائهم من مختلف الثقافات في برامج ومشاريع تعود بالنفع على الجامعة، وتثري مسيرتهم المهنية، كما تحثهم على تقبل الآخر، لبناء كوادر وطنية متسامحة ترتقي بمجتمعها، وتدفع الإنسان للتحرك نحو المستقبل، يُقبِل على الحياة بشغف، ويستمد طاقته الداخلية من روح السعادة.
يرفد مساق السعادة شبابنا بمهارات الحياة، يواجهون تحديات العصر بكل قوة، ويحولونها إلى فرص إيجابية، وإنجازات تعزز من تفكيرهم، وتفتح الآفاق أمامهم، وترسخ قدرتهم على العطاء والإنجاز، فعلى سبيل المثال يعمل طلاب مساق السعادة الذين تجاوز عددهم الألفي طالب على أكثر من 500 مشروع، ستعمل على تحسين جودة الحياة في الجامعة والمجتمع.
إن الأشخاص السعداء يكونون غالباً أكثر قدرة على الإبداع، ينشرون الإيجابية في مجتمعهم، يسهمون في صناعة الأمل، وينثرون البهجة على مَن حولهم، بما ينعكس على عطائهم ودافعيتهم في تقديم المزيد من النجاحات والإنجازات.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة