معلمة إماراتية تنفذ مشروع "صفي عالمي ممتع"
ناعمة محمد راشد الرفاعي معلمة إماراتية تبتكر طريقة للتعلم من أجل إسعاد الطلاب واكتشاف مواهبهم.. ما تفاصيل تلك الطريقة؟
"سعادتي في الحياة تأتي من شعوري بأي تأثير إيجابي يحدث للأطفال، الذين أدرس لهم وأكون سببا فيه، حينها أشعر بأنني أبني شخصا وأغيّر في مستقبله بشكل حقيقي، فمهنة المعلم ليست مجرد نقل للمعلومات وتنفيذ للخطط وحسب، لكنها مهنة بناء الإنسان، ولا بد أن يقوم بها من قلبه".. هكذا ترى المعلمة الإماراتية ناعمة محمد راشد الرفاعي مهنتها، والتي تعمل حاليا نائب مدير أكاديمي بمدرسة العصماء بنت الحارث برأس الخيمة.
من هذا المنطلق قامت بتصميم وتنفيذ مشروع "صفي عالمي ممتع" الذي فاز بجائزة الابتكار في التعليم وجائزة خليفة التربوية، والمركز الأول في جائزة التميز التعليمي بإمارة رأس الخيمة، وهو ما دعانا للتعرف على تجربتها في تنفيذ نموذج تعليمي يرتقي بالمستوى الدراسي للتلاميذ.
6 سنوات متواصلة من العمل
وتقول المعلمة ناعمة لـ"العين الإخبارية": لاحظت أن الأطفال بعد انتهاء مرحلة الروضة والتحاقهم بالمدرسة ينخفض مستوى استيعابهم لشعورهم باختلاف الأجواء المحيطة بهم وهو ما يؤثر بالسلب على تحصيلهم الدراسي، فقررت حينها أن أبدأ بذاتي وأحاول توفير البيئة المناسبة لهم ليشعروا بالأمان والبهجة وكأنهم في بيتهم ليرتفع مستواهم الدراسي، ومن هنا جاءت الفكرة التي عملت عليها لمدة استغرقت 6 سنوات من العمل المتواصل في التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقييم حتى خرجت إلى الدور بشكلها النهائي".
تنفيذ الفكرة
عن فكرة المشروع تقول المعلمة ناعمة إنها وجدت مساحة بجانب قاعة الفصل الدراسي غير مستغلة فقررت أن تقوم بتأسيس ركن خاص بالأطفال يتضمن: (جزءا لاستراحة الأطفال، وصالة ألعاب، وخزانات خاصة بكل طفل، وركن إعداد طعام، وحمام سباحة صغير)، قامت بتصميمه بألوان مُبهجة.
وأضافت لـ"العين الإخبارية": "اتفقت مع الأطفال أن من يقوم بإنجاز ما عليه على مستوى الدراسة سيتمكن من استخدام الألعاب وكل جزء من هذا الملحق الخاص بهم كمكافأة على إنجازه، إلى جانب أنني أصبحت أجلس معهم لفترات أطول لدعم أي طفل يحتاج إلى مساعدة على مستوى تحصيله الدراسي وأحاول توصيل المعلومة لهم بطرق مختلفة عن طريق اللعب وغيرها من الأساليب التربوية، كذلك اكتشاف المواهب لديهم، والقيام بأنشطة متنوعة كالطبخ، واللعب، وزراعة محاصيل وبيعها، بل وحاولت أن يشاركوا في أنشطة خارجية للتطوع وغيرها من الأنشطة التي تزيد من تفاعلهم الاجتماعي والدراسي والإدراكي".
نتائج مبهرة
حقق مشروع "صفي عالمي ممتع" نتائج على الأطفال الذين تم تطبيق هذه التجربة عليهم، حيث تقول المعلمة ناعمة: "لمست تغييرا كبيرا في المستوى الدراسي للأطفال، حيث حصد خريجو هذا الفصل 8 جوائز على مستوى المنطقة والدولة ككل في مجالات (أولمبياد الرياضيات، أدب الطفل، اللغات)، إلى جانب تسجيل 3 براءات اختراع للأطفال من داخل الصف.
وتستكمل ناعمة: "ومما زاد سعادتي هو حصول مجموعة من خريجي الفصل فيما بعد على المركز الأول على مستوى العالم في مسابقة الروبوكاب، وهو ما أشعرني بأن التأثير الإيجابي استمر معهم بعد تدرجهم في المراحل الدراسية".
وتضيف: "من وجهة نظري الأمان النفسي والبيئة الاجتماعية المُحفزة هي أساس بناء شخصية الطفل، وتشجعه على التميز والابتكار، ونصيحتي لأولياء الأمور أن يزرعوا الثقة بالنفس في نفوس أبنائهم ليبدعوا ويتقدموا في حياتهم على كل المستويات".
الخطوات القادمة
أحلام المعلمة ناعمة لا تتوقف فهي تعمل حاليا على دراسة تنفيذ مشروع جديد بعنوان "الغرفة الذكية"، وعن هذا المشروع تقول: "أرغب في دمج تقنيات التعلم الجديد للأطفال الجدد الملتحقين بالمدرسة ليتم تدريبهم على هذه التقنيات من البداية، وذلك باستخدام الروبوت وتقنيات الواقع الافتراضي في حل العمليات الحسابية بمادة الرياضيات ومعادلات العلوم، وقد قمت بعمل تجربة مبدئية، ووجدت حتى الآن نتائج جيدة، أتمنى تعميمها قريبا".