الالتزام نحو الوطن يتجسد بمعانيه النبيلة بالذكرى الـ45 لقيام وتأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.
إن احتفالنا بذكرى الثاني من ديسمبر، هي ذكرى وطنية غالية عزيزة على قلب كل ابن من أبناء الإمارات، ذكرى مسيرة الخير والعطاء التي أرسى دعائمها قبل 45 عاماً مؤسس وباني دولة الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، الذي تعاون مع إخوانه شيوخ الإمارات المؤسسيين، فنهضوا بالإمارات منارة للحضارة والعلم والتطور، وواحة الأمن والأمان والتقدم والازدهار في جميع المجالات، ووضعوا اللبنات القوية لدولة بهرت العالم بإنجازاتها وبما وفرته لمواطنيها من مكونات القوة والعزة، ومصادر السعادة والرفاهية.
وينبغي القول أن الالتزام نحو الوطن يتجسد بمعانيه النبيلة بالذكرى الـ45 لقيام وتأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، ولعلنا نتذكر بعض أقوال وكلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لشعب دولة الإمارات، مؤكداً في كلماته أن مصير هذا الكيان الاتحادي واحد، حيث قال: «لا مصير لإمارة ومصير آخر لإمارة أخرى، ولا مصير لفرد ومصير آخر للآخرين.. أؤكد أن المصير واحد، والحرص واحد، والمصلحة واحدة، والسعادة واحدة ونحن جميعاً عشنا السعادة بعد أن بنيناها وسهرنا عليها.. وهذا الأمر لا يمكن تركه أو التراخي فيه».
وهو ما يتوجب علينا جميعا المشاركة في الاحتفاء بهذا اليوم وصون مكتسباته وإرثه والحفاظ عليه للأجيال الجديدة ليكون ذخرا ونبراسا وطنيا لهم، لمواصلة ما بدأه الآباء من عمل جاد أقاموا به أسس دولتنا وأرسوا به ركائز مجدنا.
ففي مثل هذا اليوم العزيز على نفوسنا جميعا نذكر بكل التقدير والعرفان كل الذين قدموا جهدهم وفكرهم ووقتهم لبناء أمة، واستطاعوا من خلال مرتكزات قيادية قوامها الحكمة والعزيمة وصفاء السريرة أن يستشرفوا آفاق المستقبل برؤية عصرية ونهضة حضارية شاملة، تقوم على الفكر والمعرفة والعلم والحفاظ على المكتسبات الوطنية.
لقد حوّل أبناء الوطن الاحتفال بالذكرى الخامسة والأربعين لقيام الاتحاد إلى كرنفال شعبي، تحتفل فيه شرائح المجتمع في التعبير عن حبهم وولائهم لقيادتهم، وبدا كل ما يحيط بالمناسبة ناطقاً بالفرح ويعبر عن هذا العيد، شجر النخل المزدان بالأضواء، الأعلام التي ترفرف بأيدي الكبار والصغار، والفعاليات الفنية والتراثية، إضافة إلى الألعاب النارية التي تضيء سماء الإمارات، ابتهاجاً بذكرى هذا اليوم التاريخي في مسيرة الدولة.
ويمكننا القول أن هذا العيد يشكل مساحة لتلاقي الفرح بالفرح، وتواصل جيل بجيل، حيث يقف الحاضر مزهوا بعيد الاتحاد، الذي بزغت شمسه في الثاني من ديسمبر من عام 1971 في خطوة عظيمة نحو فضاءات من الازدهار والتقدم.
ولكن يجب ألا ننسى في عيدنا شهداءنا الأبرار، فإن مجتمع الإمارات بأسره يفخر ويعتز بشهدائه الأبرار وما قدموه للوطن من عزة ووفاء، كما نعكس العرفان لأمهات الشهداء لدورهن في تعزيز روح التضحية لدى أبنائهن، لتبقى راية العز شامخة خفاقة.
إن ذكرى اليوم الوطني صارت يوماً من أيامنا التاريخية الراسخة في القلب والذاكرة، وأن سفينة دولتنا نجحت في الإبحار عبر العقود الأربعة الماضية بأمن وسلام بفضل حكمة ربانها، وأصبح للإمارات مكانة مرموقة بين دول العالم في ظل مسيرة الاتحاد تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
كما أن المسافة ما بين الأمس واليوم وطوال رحلة استمرت 45 عاما تكشف حجم الإنجاز وعظم البناء.. فقد كانت رحلة حافلة بالعطاء لقادة كبار احتل الوطن جل اهتمامهم وكان لإنسان هذه الأرض الطيبة وخيره ورفاهيته وأمنه واستقراره دوما نصب أعينهم.
ونحن جميعاً على ثقة كاملة ويقين لا يتزعزع بأننا لن نتوقف عند جني ثمار ما زرعناه بالأمس.. وستستمر رحلة العطاء ليعلو البناء وتتواصل الإنجازات ويزداد الإصرار على فتح آفاق جديدة لإبراز ملكات الإبداع لدى إنسان الإمارات، الذي أثبت عمق الانتماء والولاء لوطنه وقيادته وعبر بكل ما أتيح له من وسائل عن مشاعر العرفان والتقدير لما بذل من جهد من أجل رفاهيته وازدهاره وسعادته.
كما أن المرأة في دولة الإمارات حققت المزيد من المكاسب والإنجازات المتميزة في إطار برنامج وخطط التمكين السياسي والاقتصادي، الذي يقوده صاحب السمو رئيس الدولة، وأصبحت تتبوأ اليوم أعلى المناصب في جميع المجالات، وتسهم بفاعلية في قيادة مسيرة التنمية والتقدم من خلال مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية ومختلف المواقع القيادية.
وها نحن نرى من انعكاس طيف الجمال راية الوطن على جبين أشخاصنا ننتظر لهفة وطن من أفواهنا نعيد استكمال مفردات الحب والعشق المباح، أي جمال تبهرنا به الإمارات يوما بعد يوم، نسترجع آلاف الأمنيات التي كنا ننظر إليها بنظرة العجز.. أصبحنا نغازلها ونتجاوزها بمراحل.
فأصبح الوطن الآن يسكن في وجداننا ويعلي هاماتنا.. ويدفع بنا نحو التميز والإبداع والإنجاز .
يجب علينا كأبناء مخلصين أن نرد الجميل لوطننا الحبيب بالعمل الجاد والعطاء المستمر وبذل الغالي والنفيس لما يصب في خدمة الوطن ورفعته، وأن نقدم أرواحنا فداء لهذا الوطن والحفاظ على أرضه وأمنه واستقراره.
ونختم مقالنا هنا.. فمنذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة وهي في صعود مستمر ونجاح يتلوه نجاح، ودعم مستمر وإيمان راسخ من قبل القيادة الرشيدة بدعم مسيرة الريادة، وتحقيق الرؤية المستقبلية الثاقبة على أكمل وجه لهذا الاتحاد، وضعتنا في مقدمة الأمم لنكون بإذن الله في المستقبل القريب من أفضل دول العالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة