المراقب لدور الإمارات على المستويين العربي والدولي لا يستغرب إعلان حاضنة الفاتيكان الزيارة التي ينوي البابا فرنسيس القيام بها.
تقترب الإمارات العربية المتحدة أكثر فأكثر من حلم مؤسّسها، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالوصول إلى العالمية من خلال العمل على تحقيق السلام لشعوب العالم والنهوض بالإنسان ليقبل أخاه الإنسان من دون تمييز ولا عنصرية، وهنا لا بد من استرجاع ما قاله الشيخ زايد رحمه الله من أن الأرض أرض الله، والعيال عيال الله، فاتحا الباب عريضا أمام البشرية جمعاء لأن تكون في ضيافة الإمارات، منهم من يعمل وآخرون سائحون، حتى باتت البلاد مضربا للمثل بين دول العالم القريب منها والبعيد بشكل الانسجام بين الشعوب التي تعيش في دار زايد الخير، والتي تجاوزت جنسيات هذه الشعوب مائتي جنسية.
المراقب لدور الإمارات على المستويين العربي والدولي لايستغرب إعلان حاضنة الفاتيكان الزيارة التي ينوي البابا فرنسيس القيام بها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فهي تدرك تماما أهمية هذا البلد ومدى اهتمامه بالإنسان المواطن والوافد على حد سواء.
المراقب لدور الإمارات على المستويين العربي والدولي لا يستغرب إعلان حاضنة الفاتيكان الزيارة التي ينوي البابا فرنسيس القيام بها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فهي تدرك تماما أهمية هذا البلد ومدى اهتمامه بالإنسان المواطن والوافد على حد سواء وعدم التفريق بينهما، فالقانون وحده يحكم ويقود دولة عصرية كلُّ ما فيها يشجع على زيارتها والتعرف عليها عن قرب، ليس آخر ذلك وصول الجواز الإماراتي إلى المرتبة الأولى عالميا، ويرجع ذلك إلى أسباب كثيرة منها حالة الأمان والاستقرار التي تعيشها الإمارات، ليس هذا فحسب بل تجهد من أجل تحقيقها لشعوب العالم كافة، فهي السباقة في مساعدة المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية، وحركة الهلال الأحمر الإماراتي تشهد على هذا و تكاد تكون الأكثر نشاطا على مستوى المنطقة.
بابا الفاتيكان فرانسيس الأول حالة إنسانية لا يستطيع أحد التغافل عما يُنجزه من أجل الأمن والاستقرار في العالم، فلا يكاد يخلو خطاب له إلا ويتمنى السلام ويحث الحكومات على تحقيقه، وهذا ماتعمل عليه القيادة الإماراتية فهي تنطلق من شعبها واضعة هدف إسعاده ورفاهيته نصب عينها، حتى أنها أنشأت وزارة لذلك ومنه إلى العالم، في الوقت الذي تخرب فيه سياسيات حكام دول عربية وإقليمية الإنسان بدعمها التطرف والتشدد ورعاية شخصيات ليس لها عمل سوى بث روح الكراهية والحقد والغل بين الشعوب، مُقسِّمة إيّاهم مرة حسب الدين وأخرى وفقا للعرق، وهذا ما سلب المنطقة مزيدا من الدماء، فسوريا والعراق وليبيا ومصر وتونس أمثلة على ذلك.
مرحبا بضيف الإمارات الكبير، هكذا رحب قادة الدولة بزيارة البابا التي ستجري في الفترة من الثالث وحتى الخامس من فبراير، وسيشارك خلالها في اجتماع بين أصحاب الديانات المختلفة تحت عنوان "الأخوة الإنسانية"، ونستطيع القول بأنَّ الزيارة تأتي في إطار دفع مسيرة الإمارات نحو إكمال مشروع نشر السلم والسلام بين البشرية جمعاء، وهذا ما تؤسس له الإمارات من خلال تسهيل عقد المؤتمرات التي من شأنها تعريف الشعوب ببعضها والعمل على انسجام الجميع من دون التوقف عند العرق أو الدين، ولن يكون آخرها الملتقى العالمي في أبوظبي تحت عنوان "تحالف الأديان من أجل امن المجتمعات"في 19 و20 نوفمبر الماضي، بمشاركة 450 قائدا من قادة الأديان وأبرز رجال الدين في العالم.
لا شك أن العالم يعيش تقلبات سياسية وعسكرية كبيرة، ولعل منطقة الشرق الأوسط ودولنا العربية نالت الحصة الكبرى من تأثير هذه المتغيرات التي لم تصب في مصلحة الشعوب قطعا، بدءا بما سُمِّي "الربيع العربي"، وانتهاء بملف محاربة الإرهاب، لذلك تتطلع المنطقة وشعوبها إلى دور إماراتي كبير في إرساء السلام والعمل من أجل ذلك بما تملك من علاقات عربية ودولية واسعة، يمكنها من خلالها المساهمة في حقن الدماء في الكثير من البلدان العربية، إن لم نقل تحقيق الاستقرار فيها، بمشاركة محبي السلام في العالم، وعلى رأسهم بابا الفاتيكان الذي أوقد شموع السلام لأطفال سوريا، الأسبوع الماضي، وهذا يدل على مدى اهتمام هذه الشخصية بالبشرية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، لذلك لاقت زيارته بعد لحظات من الإعلان عنها كل هذا الترحيب من الإمارات وشعبها وشعوب المنطقة المحبة للسلام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة