تموج المنطقة من حولنا بصراعات وأزمات تكاد لا تنتهي، تغذيها جماعات متطرفة وإرهابية تسعى إلى فرض رؤاها المنغلقة على شعوبها
تموج المنطقة من حولنا بصراعات وأزمات تكاد لا تنتهي، تغذيها جماعات متطرفة وإرهابية تسعى إلى فرض رؤاها المنغلقة على شعوبها، وقوى طائفية لا تهتم إلا بما يحقق مصالحها الضيقة، ولا تعرف معنى الوطن والدولة الوطنية، وقوى إقليمية ترى أن ما تمر به المنطقة من فوضى غير مسبوقة منذ اضطرابات ما يسمى "الربيع العربي" يمثل فرصة ذهبية لها للتدخل في شؤون دولها والعبث بمقدراتها، لتحقيق مكاسب استراتيجية خاصة بها، وفرض نفوذها وهيمنتها على هذه المنطقة ومقدراتها.
لقد أثبتت دولة الإمارات على الدوام أنها صوت الحكمة الذي يريد الخير للجميع، وقدمت، ولا تزال تقدم، النموذج التنموي والإنساني والحضاري الرائد الذي تقتدي به الدول والشعوب
وسط هذه البيئة الإقليمية المضطربة، تبرز دولة الإمارات كبقعة ضوء في محيط مظلم، ففي الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات التي تدق طبول الحرب في أكثر من ركن بالمنطقة، تضع الإمارات استراتيجيتها الطموحة للمستقبل المشرق الذي تريده لها ولشعبها، وفي الوقت الذي يرتفع فيه خطاب الكراهية والتطرف الذي تروج له القوى الطائفية والإرهابية، تروج دولة الإمارات لخطاب التسامح بين البشر وتشجع على تعزيز التعاون الإنساني باعتباره المدخل لتحقيق السلام والاستقرار لكل دول العالم وشعوبها.
وفي الوقت الذي تدعم فيه بعض الدول والقوى الإقليمية والدولية جماعات طائفية ومتطرفة ضد دولها الوطنية، تقف الإمارات داعمة بقوة للدولة الوطنية العربية ولأهمية الحفاظ عليها وعلى الجيوش الوطنية باعتبارها خط الحماية الأول في مواجهة كل المؤامرات والمخططات التي تحاك ضد الدولة العربية.
تنشغل الإمارات ببناء مستقبلها؛ تخطط للخمسين عاماً المقبلة؛ تعمل على أن تكون أفضل دولة بالعالم في جميع المؤشرات التنموية والإنسانية والحضارية، وتحرص على أن يكون شعبها هو أسعد شعوب الأرض قاطبة، بينما تنشغل دول وجماعات أخرى بكيفية التدخل في شؤون الآخرين واختراق سيادتهم وأمنهم، وبث بذور الصراعات والتوترات بينهم، لتحقيق مكاسب متوهمة بالهيمنة والزعامة الإقليمية، وبينما تحقق الإمارات الإنجازات تلو الإنجازات، تتخبط الدول الأخرى في مواجهة ارتدادات الأزمات التي أشعلتها على نفسها، فاقتصادات هذه الدول في تراجع مستمر، وغضب شعوبها في ازدياد بسبب تبديد ثرواتها على مغامرات غير محسوبة وليس على تحقيق التنمية والرفاهية لهذه الشعوب.
تضع الإمارات الإنسان في صلب اهتماماتها وتعمل بقوة على تحقيق سعادته ورفاهيته بشكل خلق حالة فريدة من التلاحم الوطني بين القيادة والشعب، تشكل حائط الصد القوي الذي تتحطم عليه كل أحلام ومخططات القوى الطامعة أو المعادية، في الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة غضب شعوب المنطقة بسبب سياسات نظمها الحاكمة وضياع آمالها في التنمية والرخاء، ومن هنا يمكن أن نفهم حكمة المقولة المأثورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، التي نشرها بحسابه على "تويتر" ضمن سلسلة تغريدات "علمتني الحياة"، التي تحدث فيها عن تعثر حياة ملايين من الشباب العربي وتبخر آمالهم بسبب حكام يخافون من شعوبهم، فما نراه من احتجاجات شعبية هنا وهناك، هو خير دليل على أن الشعوب ضاقت بالسياسات غير الحكيمة لنظمها، كما ضاقت بتحكم القوى الطائفية والمنغلقة في مصائرها.
تدرك الإمارات أن البيئة المحيطة بها تنعكس عليها بشكل أو بآخر، ولذا تعمل جاهدة مع بعض الدول الصديقة والشقيقة على إعادة توجيه دفة الأمور باتجاه شاطئ الأمان والنجاة، واستعادة الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة، وتركيز الانتباه على خطط التنمية والبناء للمستقبل، ومن هنا يأتي تأكيدها المستمر على الهدوء والمعالجة الحكيمة لأزمات المنطقة بأساليب الحوار والتفاوض والطرق السلمية بعيداً عن التهديدات والتصعيدات العسكرية، ورفضها القوي والحاسم لتدخلات القوى الإقليمية في شؤون الدول العربية؛ لأن هذه التدخلات تفاقم من حدة أزمات وصراعات المنطقة وتشكل تهديدا للأمن القومي العربي. ومن هنا أيضاً يأتي دورها المهم والحاسم في مواجهة الأفكار المتطرفة والجماعات والقوى التي تغذيها، والتصدي لخطابات الكراهية والتطرف، واستبدال خطاب بناء بها يروج لقيم التسامح والتعاون الإنساني الذي يخدم مصلحة الجميع.
لقد أثبتت دولة الإمارات على الدوام أنها صوت الحكمة الذي يريد الخير للجميع، وقدمت، ولا تزال تقدم، النموذج التنموي والإنساني والحضاري الرائد الذي تقتدي به الدول والشعوب الراغبة في التنمية والتطور، وهذا النموذج كفيل وحده بأن يخرج هذه المنطقة من الظلام الذي تعيشه إلى النور، إذا تم تعميمه وتطبيقه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة