عبر معرفتي البسيطة فإن دولة الإمارات وشعبها الكريم قد ضربوا أعظم الأمثلة في حسن الجوار لكل الشعوب
لقد انتصرت دولة الإمارات قانونيا في هذه القضية وهذه حقيقة واضحة، ولكن للتاريخ والإنصاف لابد أن نتذكر أيضا حقيقة تاريخية مهمة، فدولة أسسها الشيخ زايد - رحمه الله - هي أكثر معرفة بالقيم والكرم والأخلاق وحق الشعب الجار من غيرها.
لقد كان زايد رحمه الله جامعة في القيم والأخلاق والكرم والعطاء، وكان مثالا يُحتذى للأخذ بيد كل أمر تتطلبه الأخلاق الأصيلة من ضيافة وكرم واستضافة، هكذا كان زايد وهكذا ظلت دولته وأبناؤه من صلبه، وأبناؤه من الشعب الإماراتي.
من حسن الحظ أنني وقفت على حالات أسرية، حيث أحد الزوجين من قطر والآخر من الإمارات، ولم أسمع أن علاقتهما الأسرية تأثرت، بل سمعت الشكر لقيادة الإمارات على إحساسها الإنساني العميق بمثل هذه الحالات، وهذا يعكس فعليا أخلاق زايد رحمه الله وأبنائه.
كل شيء كان يمكننا تصديقه إلا أن يتقدم نظام الحمدين بهذه الدعوة التي خسرها بكل اقتدار، ولعل هذا النظام يتذكر جيداً أن التاريخ يشهد لدولة الإمارات علاقتها المتميزة مع كل الشعوب، فما بالك بالشعب القطري الذي يشارك الشعوب الخليجية وجوده تحت منظومة دول الخليج، هذه العلاقة لم يفسدها سوى نظام الحمدين بأفعاله التي تخرج عن كل قيم أصيلة.
عبر معرفتي البسيطة، فإن دولة الإمارات وشعبها الكريم قد ضربوا أعظم الأمثلة في حسن الجوار لكل الشعوب وللشعب القطري، فعبر تاريخ طويل يتجاوز في عمره نظام الحمدين؛ عاش أبناء قطر في دولة الإمارات وهم تربطهم علاقات أسرية أو مصالح تجارية أو أعمال وظيفية أو تحصيل أكاديمي، ومن حسن الحظ إنني وقفت على حالات أسرية؛ حيث أحد الزوجين من قطر والآخر من الإمارات ولم أسمع أن علاقتهما الأسرية تأثرت، بل سمعت الشكر لقيادة الإمارات على إحساسها الإنساني العميق بمثل هذه الحالات، وهذا يعكس فعليا أخلاق زايد رحمه الله وأبنائه من القيادات السياسية والشعب الإماراتي.
أعود إلى سؤال هذا المقال حول الكيفية التي انتصرت بها الإمارات في محكمة العدل الدولية على ادعاءات قطر، ولعل أول مؤشرات هذا الانتصار جاءت من خلال بيان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات في الخامس من يوليو من العام 2018م، ذلك البيان الذي رحب بالمواطنين القطريين على الأراضي الإماراتية، وهذا البيان شكّل ترحيبا متجددا عبر التاريخ بكل إنسان يعيش على أرض دولة الإمارات، ولكن لأن نظام الحمدين افتقد إلى فهم تاريخ العلاقة بين الشعوب الخليجية، فوجب تذكيره أن دول الخليج لم يكدر صفو شعوبها إلا وجود نظام يشذّ عن منظومته الخليجية.
إن التزام دولة الإمارات العربية بالاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري هو التزام حقيقي، يُمارس على أرض الواقع ويعبر عن وعي سياسي والتزام مهني واضح بكل محتويات هذه الاتفاقية، وهذا ما جهله نظام الحمدين عندما توجه إلى محكمة العدل الدولية حيث خسر النظام القطري هذه الدعوة، وكان من الواجب على النظام في الدوحة العودة إلى مساره الخليجي والانتهاء عن دعم الإرهاب وإثارة الشعوب على بعضها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة