المرأة الإماراتية.. إنجازات سياسية تعانق السماء
الإمارات تنجح من خلال قرار رفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، في تكريس مبدأ التوازن بين الجنسين
مكانة عالية تحظى بها المرأة الإماراتية على المستوى الاجتماعي والسياسي أيضاً، فمنذ أن رأى الاتحاد النور في 1972، تمكنت المرأة الإماراتية من الصعود إلى القمة، وتحقيق العديد من الإنجازات الملموسة على الأرض، حتى أصبحت اليوم تتربع على كرسي الوزارة، وتحتل مناصب دبلوماسية مرموقة، واستطاعت أن تشغل مقاعد المجلس الوطني، إلى جانب احتلالها نسبة كبيرة من الوظائف الحكومية.
وبلا شك، لم يكن يكتب هذا النجاح من دون دعم وتوجيه القيادة الإماراتية للمرأة في كافة المجالات، والذي يأتي في إطار نهج دولة الإمارات في تمكين المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وكذلك ثقافياً، بهدف تعزيز دور المرأة الإماراتية في كافة ميادين العمل.
وفي الدورة الانتخابية الحالية، نجحت الإمارات من خلال قرار رفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، في تكريس مبدأ التوازن بين الجنسين، باعتبارها واحدة من سبل تحقيق السعادة والأمن والاستقرار في المجتمع، وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة.
وهدف قرار رفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني، إلى تعزيز مسيرة التنمية السياسية التي تشهدها دولة الإمارات منذ عقود طوال، ما يجعل من التجربة البرلمانية الإماراتية، فيما يتعلق بالتمكين السياسي للمرأة، نموذجاً جيداً يمكن الاحتذاء به.
وجاء رفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس في فصله التشريعي المقبل، ليتجاوز كافة الدورات الانتخابية الماضية، والتي نجحت المرأة فيها بالوصول إلى نحو 22%، لتأتي القفزة الحقيقية بعد اعتلاء أمل القبيسي سدة رئاسة المجلس الوطني الاتحادي خلال فصله التشريعي 2015 – 2019، وهي سابقة تحدث للمرة الأولى عربياً.
وفي الوقت نفسه شهد هذا الفصل تعيين 8 نساء أخريات من قبل حكام الإمارات في المجلس، حتى أصبح المجلس الوطني الاتحادي، يضم في عضويته 9 نساء يمثلن نسبة (22.5%) من مجموع أعضاء المجلس.
مشاركة وإسهام
قرار رفع نسبة التمثيل في المجلس شكّل حافزاً قوياً للعديد من النساء الإماراتيات لخوض ماراثون المنافسة في الانتخابات المقبلة والمقررة في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث أطلت العديد منهن وهن يحملن برامج انتخابية مدروسة، تحمل بين طياتها العديد من القضايا التي تتعلق بالمرأة والطفل، وأصحاب الهمم وكبار المواطنين، ورفعة المواطن ورفاهيته، وغيرها من القضايا التي يمكنها أن تساعد المرأة في المحافظة على مكانتها في السلك السياسي.
وبلا شك دخول المرأة الإماراتية إلى أروقة المجلس الوطني يُعد مكسباً كبيراً لها، إلى جانب كونه يمثل خطوة في طريق تعزيز دورها في العمل الوطني ومراكز صنع القرار السياسي، كما من شأنه أن يرفع من نسبة ومستوى حضور المرأة الإماراتية على المستوى الدبلوماسي الدولي.
ووفق الإحصائيات، توجد حالياً 8 وزيرات في الحكومة، من مجموع 29 حقيبة وزارية، فيما تعد شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون الشباب أصغرهم سناً، حيث تبلغ من العمر 22 عاماً.
وعلى الصعيد الدولي والدبلوماسي، حققت المرأة الإماراتية نجاحات كبيرة، حيث باتت حالياً تشغل منصب المندوب الدائم لدول الإمارات في منظمة الأمم المتحدة، وهي السفيرة لانا نسيبة، كما يوجد 4 سيدات يعملن سفيرات لدولة الإمارات في عدد من دول العالم، وهن الشيخة نجلاء القاسمي، سفيرة دولة الإمارات لدى جمهورية البرتغال، وحصة عبدالله أحمد العتيبة، سفيرة دولة الإمارات لدى المملكة الإسبانية، وحفصة العلماء، سفيرة دولة الإمارات لدى "مونتينيجرو"، ونورة جمعة، قنصل عام دولة الإمارات في ميلانو بإيطاليا.
بينما وصل عدد الإماراتيات العاملات في السلك الدبلوماسي والقنصلي إلى 175 سيدة، مقابل 42 سيدة يعملن ضمن بعثات دولة الإمارات في العالم، وهو ما يعكس الشفافية التي تتمتع بها سياسة دولة الإمارات تجاه المرأة.