كيف ينظر العالم إلى المستقبل؟.. سؤال تتباين أجوبته بلا شك.
فالبعض ينظر إليه بريبة وخوف، والبعض الآخر اختار الانزواء في انتظار الأحداث لتكون له ردود فعل عليها، أما في دولة الإمارات العربية المتحدة فالمستقبل هو تخصُّصها بامتياز، فهو شأنٌ وهبت له قيادة الدولة كل وقتها وجهدها من أجل تأمينه للأجيال القادمة، انطلاقا من المثابرة لتحقيق المنجز تلو المنجز، واستعدادا له بتفاؤل وإيجابية واستشرافا لمآلاته.
من هنا جاء "متحف المستقبل" في دبي، والذي افتتح أبوابه مؤخراً ليكون شاهداً على نظرة دولة الإمارات لمقبل الأيام، فهو دار للعرض والاستكشاف والنقاش حول موضوعات المستقبل بمنظور مختلف يعتمد على الأفكار الجديدة والتجارب المتنوعة، كما أنه ملتقى للخيال البشري المتفرد ومكان لاتصال المؤثرين من كل جهة.
وقد افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، "متحف المستقبل"، وكانت مظاهر افتتاحه باهرة واستثنائية، انطلاقا من الأيقونة المعمارية، التي جمَّلتها كلمات سموه المكتوبة بخط عربي أنيق على الجدران الخارجية لمبنى المتحف، ليشكل تحفة فنية فريدة من الخارج قبل الداخل.
لقد اعتاد شعب دولة الإمارات فكرة الإنجاز حتى ألِفوها، إذ تجد في كل يوم لديهم حدثا فريدا، وفي كل أسبوع تشهد افتتاحا لمشروع ثقافي أو اقتصادي، وفي كل شهر فعالية عالمية تلم شمل البشرية على أرض الإمارات الطيبة، وفي كل عام ترى حصاد منجز يشيد به العالم لدولة تسهم في بناء كرة أرضية تخلو من الكراهية مُحبة للتطوير والسلام.
تأتي هذه الثقافة لدى الإمارات انطلاقا من حسن التدبير والإدارة الحكيمة، التي تُعتبر عُدَّة طريق المستقبل لسبر أغواره واستقرائه، لتكون الإمارات دائما في مكانها الطبيعي بمقدمة دول العالم، عبر العمل الجاد والتخطيط العلمي والمشاريع الكبرى، التي تقفز بها نحو الأمام بشجاعة ملفتة ورؤية ثاقبة.
نعم، لطالما سعى الإنسان وتوقع أحداثا مستقبلية للاستعداد لها واختيار الاحتمالات الأنجح، لا سيما تلك المتعلقة بعالم السياسة والاقتصاد وحياة الأفراد، ومن هنا اختارت دولة الإمارات أن تكون رائدة هذا الاستشراف عالمياً ومحط أنظار رواد الأعمال الناجحين والشجعان، وذلك لاحتضانها الأفكار الجديدة بلا تردد، كضرورة للتطور الإنساني والانطلاق بشكل أسرع نحو الريادة العالمية، لأن نَيْلَ التفوق هو الثمرة اليانعة التي يحصدها مَن يفكر ويخطط ويبني لأجل القادم من الأيام، تماما مثلما يعيش حاضره المليء بالجهد والعمل، مدعوما بالإرادة الحقيقية.
إن أكثر ما يدعو للإعجاب في دولة الإمارات تلك القدرة الفائقة على الابتكار واستشراف المستقبل بشكل مثالي، فكم من مشاريع ابتدأتها الدولة ثم ما لبثت أن صارت مثالا يُحتذى أمام دول العالم.
نعم.. المستحيل ليس إماراتيا.. كل شيء عصي تحوّله اليد الإماراتية إلى طيّع ليصير واقعا.. ووحدها الأيام تثبت أن التوفيق والنجاح هما ثواب العمل الجاد ومكافأته لأبناء "زايد الخير".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة