اتفاقية تعاون بين "العالمي للمجتمعات المسلمة" ومعهد الاستشراق الروسي
معهد الاستشراق الروسي يضم أكثر من 500 باحث وعالِم، ويعمل على جميع القضايا المتعلقة بدول كثيرة حول العالم.
شهدت العاصمة الروسية موسكو، الجمعة، توقيع اتفاقية تعاون بين المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ومعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية.
ووقع الاتفاقية عن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ومقره أبوظبي، رئيس المجلس الدكتور علي راشد النعيمي، فيما وقعها عن المعهد الروسي رئيسه فيتالي نعومكين.
وفي كلمة له خلال التوقيع، قال نعومكين: "إن العلاقات بين الإمارات وروسيا استراتيجية، ونستطيع أن نعمل معاً في العلم والفكر الإسلامي والثقافي، ونتعاون من أجل تعزيز هذه العلاقة التي تربط شعبي البلدين".
وأضاف: "يمكننا أن نكون واثقين بأننا سنكون عمليين في تنفيذ ما سنوقع عليه في هذه القاعة"، مشيرا إلى أنَّ القاعة التي شهدت التوقيع هي قاعة المجمع العلمي، الذي يعد المؤسسة العليا التي تدير المعهد.
ويضم معهد الاستشراق الروسي، وفق رئيسه، أكثر من 500 باحث وعالِم، ويعمل على جميع القضايا المتعلقة بدول كثيرة حول العالم.
وتعد أكاديمية العلوم الروسية من أقدم وأعرق المؤسسات التي تعني بالبحث العلمي والفكري في روسيا الاتحادية، كما أنها احتفلت العام الماضي، بمرور 200 سنة على تأسيسها.
وأعرب الدكتور علي راشد النعيمي عن شكره على إتاحة الفرصة لفتح طريق للعمل المشترك بين معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية والمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة "من أجل خدمة الإنسانية".
وقال في كلمته خلال التوقيع: "تؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة أن المعركة الحقيقية في العالم هي فكرية، وعلينا أن نقدم الفكر الذي يؤمّن المستقبل للأجيال القادمة ويرسخ العيش المشترك بين مكونات المجتمع بغض النظر عن عرقياتهم أو لونهم".
ودعا الدكتور علي النعيمي إلى "إطلاق المبادرات التي تحصن المجتمعات عبر الفكر الذي يؤدي لإصلاح الدين الإسلامي السمح وبناء ثقافة إيجابية للمجتمعات".
وأكد أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، يبحث عن "شراكات حقيقية، ويريد تفعيل مبادرات تحقق الأهداف التي يتم التطلع لها في الميدان".
وبموجب مواد اتفاقية التعاون، اتفق الطرفان على عدة أمور منها دراسة تاريخ الإسلام في روسيا والتراث الديني والفقهي للعلماء المسلمين الروس، وكذلك تحويل إسهاماتهم العلمية إلى مناهج تعليمية في المؤسسات التعليمية الإسلامية في وتطويرها في مختلف مناطق روسيا الاتحادية.
كما تضمنت الاتفاقية، تنفيذ مشاريع تعليمية وبحثية، وتنظيم معارض، ونشر الكتب والبحوث والمجلات، إضافة إلى تطوير مناهج تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، ودعم الاهتمام بها في مختلف مناطق روسيا الاتحادية، وتنفيذ مبادرات ومشروعات مشتركة، من مؤتمرات علمية وندوات ومحاضرات مفتوحة، وحلقات نقاش، ومعارض وغيرها من الأنشطة العلمية والتعليمية والثقافية.
والمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة هو منظمة دولية غير حكومية، ويتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له، ويضم 600 عضو من 140 دولة، فيما تتشكل أمانته العامة من 17 عضواً يمثلون المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية.
كما يعد المجلس بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة وتجديد فكرها، وتحسين أدائها من أجل تحقيق غاية واحدة؛ وهي إدماج المجتمعات المسلمة في دولها؛ بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة، وتمام الانتماء للدين الإسلامي.
أما معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فهو مؤسسة معنية بإجراء البحوث العلمية الأساسية والتطبيقية التي تهدف إلى تحصيل معارف جديدة في مجال الدراسات الشرقية والإسلامية، ومناهضة الإيديولوجيا المتطرفة، وتوطيد الحوار والتعايش السلمي بين الأديان.
وعقب التوقيع، تبادل الجانبان الهدايا، إذ قدم الدكتور علي راشد النعيمي للمعهد الروسي "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقعها قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في الإمارات، العام الجاري.
وعلى هامش توقيع الاتفاقية أيضا، قدم الدكتور يوسف عبدالله العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد، هدية للمعهد عبارة عن كتاب حول الجامع الذي يعد الصرح الإسلامي البارز في دولة الإمارات العربية المتحدة.