تريليون دولار.."نزيف" صناديق الأسهم البريطانية منذ استفتاء "بريكست"
التدفقات الخارجة من صناديق الأسهم البريطانية وصلت إلى تريليون دولار منذ استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي جراء مخاوف المستثمرين.
سحب المستثمرون أكثر من تريليون دولار من صناديق الأسهم بالمملكة المتحدة منذ استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست" عام 2016، في ظل تزايد المخاوف بشأن تأثير "بريكست" المدمر على قطاع الشركات.
وصوّت قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الأحد، على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد "بريكست".
وفي تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أوضحت أن حالة عدم التيقن الشديدة بالنسبة للاستثمار التجاري؛ جراء ارتباك "بريكست" بالإضافة إلى احتمال تولي حكومة عمالية يسارية بقيادة جيريمي كوربين، شوهت جاذبية صناديق الأسهم البريطانية، ما أدى إلى نزف 1.101 تريليون دولار من صافي التدفقات الخارجية منذ يونيو/حزيران 2016، وفقًا لمؤسسة "إي. بي. إف. آر جلوبال" لبيانات الأسواق.
وأشارت إلى أن المستثمرين كانوا يسحبون أموالاً من صناديق الأسهم في المملكة المتحدة كل أسبوع منذ أن صوتت المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي، بينما ارتفعت التدفقات إلى 19.4 مليار دولار في الأسبوع الذي قدمت فيه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مسودة خطة الانسحاب إلى مجلس الوزراء، وهو أعلى مستوى من التدفقات الخارجية منذ الأزمة المالية العالمية 2007-2008.
ولفتت إلى أنه في الأشهر الـ12 التي سبقت التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، جذبت صناديق الأسهم البريطانية تدفقات بلغت 127 مليار دولار.
ووفقا لدراسة استقصائية أجرتها هذا الشهر شركة "شرودرز" لإدارة الصناديق في المملكة المتحدة، أفاد 400 مستشار مالي أن 35% من عملائهم إما قاموا بنقل أصول خارج المملكة المتحدة هذا العام أو كانوا يفكرون في القيام بذلك، مقارنة بنسبة 21% في مسح العام السابق.
وذكرت الدراسة أن الولايات المتحدة هي الوجهة الأولى للأموال التي أعيد تخصيصها من أصول المملكة المتحدة، كما ربحت الأسهم اليابانية والأسواق الناشئة أيضا استثمارات جديدة من عمليات إعادة التخصيص.
وأشار 9 من أصل 10 مستشارين بريطانيين إلى "بريكست" باعتباره أكبر قلق يواجه عملاءهم خلال الـ12 شهرا المقبلة.
من جانبه، قال فيليب ميدلتون، رئيس قسم وساطة المملكة المتحدة في "شرودرز": "يهيمن بريكست تماما على المخاوف التي أبرزها المستشارون الماليون".
ونوهت الصحيفة بأن معدلات النفور من الأسهم البريطانية ارتفعت بين المستثمرين الدوليين مع تصاعد التوترات السياسية بشأن "بريكست" قبل اختتام المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.
والشهر الماضي، تم تصنيف سوق الأسهم في المملكة المتحدة الأقل شعبية بين فئات الأصول 22 بين مديري الصناديق العالمية، وفقا لمسح أجراه "بنك أوف أمريكا ميريل لينش".
ونوقشت المخاوف بشأن "بريكست" في حدث استضافه في وقت سابق من هذا الشهر بنك "يو بي إس" للمؤسسات الاستثمارية الكبرى التي تشرف على أصول بقيمة تريليونات الدولارات.
وقال مارك هيفيلي، رئيسة قسم الاستثمار العالمي في صندوق "يو بي إس لإدارة الثروات"، إن العديد من هؤلاء المستثمرين يعتقدون أن الأسواق المالية في المملكة المتحدة "ليست قابلة للتحليل الاقتصادي العقلاني".
وحذر "يو بي إس" من أن المزيد من الشركات الدولية التي تعمل بفترات إخطار مدتها 90 يوما يمكن أن تلغي عقودها مع الشركات البريطانية مع اقتراب نهاية العام إذا لم يتم التوصل لاتفاق بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقالت لوسي ماكدونالد، رئيسة قسم الاستثمار في الأسهم العالمية لدى "أليانز جلوبال إنفستورز"، الذراع الإداري لشركة إدارة الأصول الألمانية الذي يدير 524 مليار يورو: "أصبحت المخاطر المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكبر في الوقت الحالي، لكن المخاوف حقيقية وغير قابلة للتحديد إلى حد كبير لذا يبدو من الأفضل أن ننتظر حتى نرى قيمة أكبر تظهر للأسهم البريطانية".
وقال إنيجو فريزر جنكينز، وهو محلل كبير في شركة بيرنشتاين للوساطة المالية، إن توقعات الأسهم تعتمد على قوى سياسية غير متوقعة تركت سوق الأسهم في المملكة المتحدة "أقرب إلى عدم القابلية للاستثمار"، لافتا إلى أن "المستثمرين لديهم ببساطة خيارات أفضل في أماكن أخرى".
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز