بريطانيا تعرقل منحة زمالة للسوداني حمور زيادة.. وبانيبال تندد
بيان يستهجن رفض بريطانيا إصدار تأشيرة دخول للكاتب السوداني حمور زيادة الحائز على زمالة بانيبال للكاتب الزائر لهذا العام.
أعنت مؤسسة "بانيبال" الثقافية رفض بريطانيا إصدار تأشيرة دخول للكاتب السوداني حمور زيادة، الحائز على زمالة بانيبال للكاتب الزائر لعام 2019، وهي المنحة التي تتيح له الإقامة لمدة 3 أشهر في بريطانيا، وتوفر له فرصة إقامة علاقات جيدة مع الكتّاب والمترجمين ودور النشر البريطانية، وتعريف الجمهور البريطاني بأعماله الأدبية.
وذكرت المؤسسة، في بيان، أن حمور زيادة كان من المفترض أن يبدأ زمالته في كلية سانت أيدين هذا الشهر، إلا أن مكتب التأشيرات في حكومة المملكة المتحدة حال دون تحقق ذلك برفضه إصدار تأشيرة دخول للكاتب. وأوضحت: "على الرغم من توفير الكلية دعوة رسمية له وتغطية الزمالة نفقاته بشكل كامل خلال فترة إقامته، وعلى الرغم مما يعرف عن زياراته الأدبية المتعددة للكثير من الدول حول العالم؛ فإن حكومة المملكة المتحدة رفضت طلب الكاتب السوداني حمّور زيادة للحصول على التأشيرة، قائلة إنها غير مقتنعة بأنه (حقا يسعى للدخول إلى المملكة المتحدة كزائر أو أنه حقا ينوي مغادرة المملكة المتحدة بعد انقضاء زيارته)".
وجمع البيان توقيعات لعدد من المثقفين على رأسهم صموئيل شمعون رئيس تحرير مجلة بانيبال، وسوزان فرانك مديرة كلية سانت أيدين، قالوا فيه "نعتبر هذا الأمر تمييزا مشينا ضد كاتب عالمي معروف ومحترم، ونرفض الأسباب المعطاة لتبرير الرفض، ونسعى حاليا لإلغائه. ولكن نظرا لصدور الرفض خلال عطلة أعياد الميلاد العيد المجيد ورأس السنة الجديدة، لم يكن باستطاعتنا اتخاذ أي تدابير بشكل فوري. وبناء على ذلك قررنا منحه الزمالة في عام 2020، وسنعمل ما في وسعنا لتحقيق ذلك".
وأضاف المثقفون في بيانهم: "لقد أصبح رفض إصدار تأشيرات الزيارة القصيرة للكتاب والفنانين والموسيقيين الحائزين على دعوة وتغطية كاملة للنفقات من مؤسسات ثقافية مرموقة للمشاركة في أداءٍ أو لحضور برامج وأنشطة ثقافية، عقبة بغيضة ومتكررة تحول دون الزيارات الثقافية الدولية للمملكة المتحدة؛ حيث قال نيك بارلي، مدير مهرجان إدنبرة الدولي للكتاب، في شهر أغسطس/آب في عام 2018: "لقد واجهنا العديد من المشاكل المتعلقة بإصدار تأشيرات الدخول؛ ما جعلنا نعتقد أن الأمر ممنهج، وهذا خطير جدا. ونريد التحدث حول هذا الشأن وإيجاد حل له، ليس فقط من أجل هذا المهرجان، بل من أجل المؤسسات الثقافية الأخرى في المملكة المتحدة".
وتأسست زمالة بانيبال للكاتب الزائر في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2016 من قبل كلية سانت أيدين في جامعة درم، ومجلة بانيبال للأدب العربي المعاصر، وبالدعم من المجلس الثقافي البريطاني. وتوفر الزمالة للكتاب العرب ذوي الإصدارات في اللغة العربية فرصة للإقامة في كلية سانت أيدين خلال الفصل الثاني من العام الأكاديمي، والمشاركة في أنشطة أدبية في جامعة درم ومع جمهور وكتاب بريطانيين، ويغطي شركاء هذه الزمالة نفقاتها بشكل كامل. وقد حصل الكاتب العراقي علي بدر على الزمالة في دورتها الأولى في عام 2017، فيما حصلت الكاتبة الليبية نجوى بن شتوان على الزمالة في عام 2018، ويقيم كلاهما في أوروبا.
وتهدف الزمالة إلى تشجيع الحوار بين المملكة المتحدة والعالم العربي من خلال الأدب. ويعطي الحوار والتبادل الثقافي اللذان تتيحهما الزمالة فرصة للجمهور غير العربي في المملكة المتحدة للتعرف على ماهية الثقافة العربية بكل ما تحمله من تنوع وحيوية؛ ما يمهد الطريق للحوار المثمر، والذي نأمل في أن يقود إلى مزيد من التبادل والمنشورات الأدبية والاحترام المتبادل والفهم العميق.
واعتبر البيان أن رفض إصدار تأشيرة الدخول لحمور زيادة تهديد لمستقبل الزمالة وإمكانية استمراريتها، تساءل البيان الصادر "فكيف بإمكانها المضي قدما إذا تم رفض إصدار التأشيرة لكاتب عربي حائز على جوائز وعلى هذا القدر من النجاح؟ ولكننا لن نقبل بذلك، وسنعمل على تحدي هذا الرفض والتمييز بكل ما أوتينا من قوة. ونقوم الآن بدراسة خطواتنا المقبلة، بما في ذلك إمكانية منح الزمالة لكاتب/ة بديل/ة لعام 2019".
حمور زيادة من مواليد العاصمة السودانية الخرطوم عام 1977، كتب في عدد من الصحف السودانية، وصدرت له عدة مؤلفات أدبية، منها: مجموعة قصصية "سيرة أم درمانية" 2008، ورواية "الكونج" 2010، ومجموعة قصصية “النوم عند قدمي الجبل” 2014.
وحصل على عدة جوائز مختلفة، منها: فوز روايته "شوق الدرويش" بجائزة نجيب محفوظ للأدب، في العام نفسه الذي صدرت فيه 2014، وظهرت في القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2015، إضافة إلى ترجمتها لعدة لغات.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjIwMiA= جزيرة ام اند امز