أزمة أوكرانيا.. كييف تضغط للحصول على أسلحة متطورة وعقبات أمام الخطوة
بعد قرابة 7 أشهر من الحرب الأوكرانية، وعلى وقع الهجمات الأوكرانية المضادة، باتت كييف تضغط من وراء الكواليس للحصول على أسلحة متطورة.
فرغم الدعم العسكري الأمريكي المستمر لأوكرانيا، إلا أن الأخيرة لا تزال تريد المزيد، مُحاولة الضغط من وراء الكواليس، للمطالبة بأسلحة أمريكية متطورة مثل أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وطائرات إف-16 المقاتلة وطائرات غراي إيجل بدون طيار، أملا في تغيير مجرى "الحرب".
وقالت صحيفة "بوليتكو" الأمريكية، في تقرير لها، إن الجانبين الأمريكي والأوكراني يناقشان ما إذا كان سيتم إرسال جميع البنود الثلاثة في الوقت الذي يتم فيه إبرام صفقات تمويل طويلة الأجل.
ورغم أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي طالب بالمزيد من المدفعية وقاذفات الصواريخ والأسلحة الدقيقة، التي قدمتها الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون بأعداد كبيرة هذا الصيف، إلا أن النداء الأوكراني "العلني" تحول في الأسابيع الأخيرة إلى الدعوة بهذه الأسلحة المتقدمة عبر مفاوضات أكثر هدوءا.
مفاوضات "هادئة"
ذلك التغير، والذي يقوده مستشارو زيلينسكي في كييف والمحاورون الرئيسيون في واشنطن، جاء بالتوازي مع النصائح الودية من إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، والتي شجعت أوكرانيا على التركيز بشكل أكبر على ما تحتاجه الآن لإخراج القوات الروسية من الخنادق.
وتقول "بوليتكو"، نقلا عن مصادر لها قولها، إن المخاوف الأمريكية من تسليم الأسلحة المتطورة لأوكرانيا لم تكن فقط من أن الأنظمة عالية التقنية ستكون استفزازية لموسكو، لكن من أن الصيانة المعقدة ودعم الأنظمة من شأنه أن يتحدى أوكرانيا في خضم "الحرب"، بالإضافة إلى ندرة بعض الأسلحة مثل صواريخ باتريوت، ما يجعل إمداد كييف بها يمثل تحديا.
تحديد الأولويات
وتقول الصحيفة الأمريكية إن هناك أيضا مشكلة تحديد الأولويات، فالحلفاء الحاليون في "الناتو" يريدون هذه الأنظمة أيضا، فمع تخلي المزيد من دول أوروبا الشرقية عن طائراتها الروسية القديمة أو حتى طائرات الحقبة السوفياتية، فإنها تتطلع إلى الولايات المتحدة لبدء بيع أو تمويل طائرات إف-16 للدفاع عن نفسها.
وقال أحد أعضاء الكونغرس المطلعين على المناقشات إن بعض هذه الأنظمة الأكثر تعقيدًا -بما في ذلك طائرات إف 16- من المحتمل أن تصل بعد انتهاء هذا الصراع.
أما بالنسبة لطلب بطاريات صواريخ باتريوت فقد وافقت الولايات المتحدة على تمويل بيع النظام الوطني المتقدم للصواريخ أرض-جو، أو NASAMS لأوكرانيا، فيما يحذر المسؤولون من أن قدرة أوكرانيا على التدريب على كلا النظامين واستخدامهما في وقت واحد ستكون محدودة، في أحسن الأحوال.
ومنحت وزارة الدفاع الأمريكية مؤخرا عقدا بقيمة 182 مليون دولار لشركة رايثون للتكنولوجيا، باستخدام أموال مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية، فيما قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) يوم الجمعة إن النظامين الأولين سيتم تسليمهما خلال الشهرين المقبلين.
نقاط القوة
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن الهجوم الأوكراني الخاطف للاستيلاء على خاركيف ودفع القوات الروسية من آلاف الأميال المربعة من الأراضي الأوكرانية هذا الشهر قد عزز نقاط القوة في أوكرانيا.
إلا أنه رغم التقدم الأوكراني لا يبدو أن الحرب على وشك الانتهاء؛ فلم تنخرط كييف والكرملين في محادثات لإنهاء الصراع، ولم يُظهر فلاديمير بوتين أي علامة على التراجع عن العملية العسكرية، بحسب "بوليتيكو".
ومع استمرار القتال المدفعي في الشرق والجنوب، تستمر الصواريخ الباليستية الروسية في استهداف البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، مما يؤكد الحاجة إلى أنظمة دفاع جوي أكثر حداثة من أنظمة S-300 الروسية الصنع التي تعمل بها أوكرانيا حاليا.
ويواصل المسؤولون الأمريكيون مناقشة ما إذا كانوا سيرسلون صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا كجزء من استراتيجية طويلة الأجل، بحسب الصحيفة الأمريكية التي قالت إن المناقشات حول إرسال النظام ما زالت في مراحلها الأولى في وزارة الدفاع، فيما يعود القرار النهائي إلى الرئيس جو بايدن.
نظام باتريوت
من جانبه، قال توم كاراكو، الزميل البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إنه سلاح دفاعي سيجعل الطيارين الروس "يفكرون مرتين" قبل مهاجمة القوات الأوكرانية.
وقال كاراكو إنه مقارنة بأصول الدفاع الجوي والصاروخية الحالية في أوكرانيا، فإن نظام باتريوت هو نظام أحدث وأطول مدى من شأنه أن يزود كييف بقدرة جديدة حاسمة ضد الهجمات الروسية.
وردا على سؤال حول إرسال صواريخ باتريوت وأسلحة جديدة أخرى إلى أوكرانيا، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إن الوزارة "ليس لديها إعلانات جديدة لإصدارها في هذا الوقت".
وأضاف اللفتنانت كولونيل جارون جارون: "بشكل عام، نحن نعمل على مدار الساعة لتلبية طلبات المساعدة الأمنية ذات الأولوية لأوكرانيا، وتسليم الأسلحة من المخزونات الأمريكية عندما تكون متاحة، وتسهيل تسليم الأسلحة من قبل الحلفاء والشركاء عندما تناسب أنظمتهم احتياجات أوكرانيا بشكل أفضل".
أقل تصعيدا
وقال مسؤول في وزارة الدفاع إن نظام باتريوت سيكون "أقل تصعيدا" من بعض الأنظمة الأخرى التي يتم النظر فيها، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى مثل نظام الصواريخ التكتيكية للجيش، وهو سلاح هجومي يمكنه الطيران لمسافة تصل إلى 190 ميلاً والوصول إلى الأراضي الروسية، والذي قال البيت الأبيض إنه لن يتم النظر فيه.
وتقول صحيفة "بوليتيكو"، إن الحديث عن تزويد أوكرانيا الطائرة بدون طيار "غراي" بدأ منذ شهور، إلا أنه لا يبدو أن الطائرات بدون طيار أقرب إلى التوجه إلى الخارج.
يأتي ذلك، فيما تتخوف أمريكا من الخسارة المحتملة للتكنولوجيا المحمولة على الطائرة بدون طيار إذا قام الروس بإسقاطها، إلى جانب عدم الارتياح داخل سلاح الجو الأمريكي الذي يتوق إلى تقاعد أسطوله الخاص من غراي إيجلز، إذا ثبت أن الأنظمة أكثر قابلية للبقاء، في ساحة المعركة الحديثة مما كان متوقعا.
aXA6IDMuMTYuNjkuMjQzIA==
جزيرة ام اند امز