بوتشا الأوكرانية.. وعيد غربي لروسيا وقرار من "فيسبوك" بشأن الأزمة
ما زالت ردود الفعل بشأن الاتهامات لروسيا بارتكاب "جرائم حرب" في مدينة بوتشا الأوكرانية، متواصلة بين الإدانة والوعيد، رغم نفي موسكو.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زار، الإثنين، بوتشا، الواقعة في شمال غرب كييف، حيث اتّهم الجيش الروسي، الذي كان يسيطر على المدينة منذ 27 شباط/فبراير، بارتكاب "جرائم حرب".
- أمريكا تضيق على مدفوعات ديون روسيا.. والغرب يستعد بعقوبات
- أوكرانيا تطلب إبعاد روسيا من مجلس حقوق الإنسان.. واتهامات جديدة لموسكو
وعيد أمريكي
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، إلى "محاكمة في جرائم حرب" بعد اكتشاف الكثير من الجثث بملابس مدنية في بوتشا قرب كييف، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ هذه الجرائم لا ترقى في نظره إلى "إبادة جماعية".
وقال بايدن للصحفيين: "علينا أن نجمع المعلومات" بشأن ما حصل في بوتشا و"يجب أن تكون لدينا التفاصيل كاملة" من أجل "أن تكون لدينا محاكمة في جرائم حرب".
وردّاً على سؤال بشأن ما إذا كان يعتبر ما حصل في البلدة الأوكرانية جريمة إبادة جماعية قال بايدن "كلا، أعتقد أنّها جريمة حرب"، مجددا تأكيده على "فرض عقوبات إضافية على روسيا".
تنديد كندي
وندّدت كندا بما سمته بـ"جرائم حرب" بعد اكتشاف العديد من الجثث لأشخاص بملابس مدنية في بلدة بوتشا القريبة من كييف، متوعّدة موسكو بعقوبات جديدة "قريباً".
وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، خلال مؤتمر صحفي، على هامش رحلة إلى فنلندا، إنّ "ما حدث في نهاية الأسبوع الماضي مروّع وغير مبرّر وصادم".
وأضافت "من الواضح أنّ هذه جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية"، متهمة القوات الروسية بارتكابها.
وبحسب المدّعية العامّة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا فقد تمّ العثور على جثث 410 مدنيين في بوتشا وأنحاء أخرى من منطقة كييف انسحبت منها مؤخراً القوات الروسية.
وعصر الإثنين أقرّ مجلس النواب الكندي مذكّرة تدين "الجرائم ضدّ الإنسانية وجرائم الحرب المرتكبة في أوكرانيا".
والمذكرة التي طرحها على التصويت أعضاء في الحزب الديموقراطي الجديد (يسار)، أقرّت بالإجماع من قبل النواب الذين وقفوا أيضاً دقيقة صمت حداداً على المدنيين الذين قضوا في بوتشا.
وحذّرت جولي من أنّ "كندا ستفرض المزيد من العقوبات على كيانات وأشخاص روس وبيلاروسيين".
وأضافت "سنعلن عن ذلك قريباً"، مطالبة مجموعة السبع بـ"القيام بالمزيد" على هذا الصعيد.
وبحسب بيان صدر لاحقاً فإنّ العقوبات الجديدة ستطال 9 روس و9 بيلاروسيين، جميهم "متعاونون وثيقون" مع النظامين في موسكو ومينسك.
ومنذ بدأ العملية الروسية في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، فرضت كندا عقوبات على أكثر من 700 فرد وكيان من روسيا وأوكرانيا وبيلاروس.
"فيسبوك" على خط لأزمة
وأكد متحدث باسم شركة ميتا المالكة لموقع "فيسبوك" أنها فرضت قيودا لفترة وجيزة على الوسوم المتعلقة بمقتل مدنيين في شمال أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم ميتا، آندي ستون، إن الأنظمة الآلية التي تبحث عن صور تحوي أعمال عنف على فيسبوك وأنستقرام، والتي تملكها الشركة أيضا، كانت مسؤولة عن حظر وسوم منها #بوتشا و#مذبحة بوتشا.
وكتب على "تويتر": "حدث هذا تلقائيا بسبب المحتوى المروع الذي نشره أشخاص باستخدام هذه الوسوم. وعندما علمنا بالمشكلة، تحركنا سريعا لإلغاء حظر الوسوم".
ويسمح فيسبوك وأنستقرام بنشر محتوى مروع وعنيف عند مشاركته لزيادة الوعي بانتهاكات حقوق الإنسان المحتملة، لكنهما يحذفان المحتوى إذا كان صريحا للغاية أو يحتفي بالمعاناة.
وتضيف شركة الوسائط الاجتماعية أيضا ملصقات تحذير إلى بعض المنشورات المروعة التي يجب على المستخدمين النقر فوقها قبل أن يتمكنوا من رؤية الصور.
وانتقدت جماعات حقوق إنسان نهج ميتا لإزالة المحتوى العنيف أثناء النزاعات، قائلة إن ممارستها المتمثلة في إزالة البيانات من خوادمها بعد 90 يوما تؤدي إلى حذف أدلة مهمة على جرائم الحرب.
وقال ستون إن ميتا "تبحث سبلا للحفاظ على هذا النوع وأنواع أخرى من المحتوى عندما نزيله"، خاصة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.
روسيا تنفي ارتكاب جرائم
ونفت روسيا ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، متهمة في الوقت نفسه كييف بنشر الأكاذيب بشأن بوتشا.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الإثنين إن القوات الروسية لم ترتكب جرائم حرب في أوكرانيا.
وأضاف نيبينزيا، في كلمته بجلسة لمجلس الأمن لبحث الأوضاع في بوتشا التي أثارت حفيظة الغرب مع انتشار صور الجثث في شوارع المدينة الأوكرانية في وقت تتهم فيه كييف القوات الروسية بارتكاب "مجزرة" في المدينة.
وقال مندوب روسيا إن "الدول الغربية ترفض مناقشة الوضع الإنساني في بوتشا لتحويل الأنظار عن استفزازات النظام الأوكراني".
وأضاف: "النظام الأوكراني ينشر الأكاذيب عن بوتشا ويحاول استفزازنا".
واعتبر نيبينزيا موقف بريطانيا بصفتها رئيسة لمجلس الأمن "أمر مشين ووصمة في تاريخها".
وقال المندوب الروسي "قواتنا انسحبت من مدينة بوتشا في 29 مارس (آذار) والسلطات الأوكرانية لم تتحدث عن أي مذابح.
وحذر من أن استبعاد بلاده من مجلس حقوق الإنسان الأممي "سيكون قرارا غير مسبوق ولن يساعد في محادثات موسكو وكييف".
وقال مندوب روسيا: "لا يمكننا أن ننفي مقتل مدنيين في الحرب الأوكرانية ولكن ما نُشر بشأن بوتشا مفبرك".
وترفض روسيا بشكل قاطع اتهامات "الهجوم على منطقة بوتشا" في محيط كييف الكبرى، وحذرت في وقت سابق اليوم، من أن "الاستفزازات الناتجة عن الوضع في بوتشا الأوكرانية يهدد السلم والأمن الدوليين".
ونقلت موقع قناة"روسيا اليوم" في نسخته العربية عن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، قوله "تم شن هجوم وهمي (مزيف) آخر في مدينة بوتشا بمنطقة كييف، بعد أن غادرت القوات الروسية من هناك وفقا للخطط".
وتابع "أقيم هناك عرض مسرحي بعد أيام قليلة وتم نشر الفبركات عبر جميع القنوات والشبكات الاجتماعية من قبل الممثلين الأوكرانيين ورعاتهم الغربيين".
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xMzkg جزيرة ام اند امز