خسارة «ثقيلة».. أوكرانيا تفقد أول مقاتلة فرنسية من طراز ميراج

في ظل أزمة نقص الذخيرة والمعدات العسكرية فإن أي خسارة تمثل ضربة كبيرة لأوكرانيا.
وفي خسارة هي الأولى من نوعها، تحطمت طائرة مقاتلة من طراز ميراج 2000 في أوكرانيا، الثلاثاء، وذلك لأول مرة منذ بدأت كييف تسلّم الطائرة الفرنسية في فبراير/شباط الماضي.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن الطيار قفز بسلام فوق الأراضي الأوكرانية بعد الإبلاغ عن عطل في أنظمة الطائرة، ووصفت الحادث في بيان بأنه "عطل في معدات الطيران"، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.
وذكر بيان القوات الجوية الأوكرانية: "أبلغ الطيار مدير الرحلة بالعطل.. وقد تصرف بكفاءة، كما هو مطلوب في حالات الأزمات، ونجح في القفز بالمظلة.. وحدد فريق البحث والإنقاذ مكان الطيار، وحالته مستقرة".
وبينما يجري التحقيق في سبب التحطم، تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن الحادث، صباح الأربعاء، وقال: "تمكن الطيار من الفرار ولم تُسقطه روسيا.. للأسف، فقدنا طائرتنا المقاتلة.. طائرة فرنسية، فعّالة للغاية، من طراز ميراج".
وتُمثل خسارة الطائرة انتكاسة أخرى لقدرة الدفاع الجوي الأوكرانية، التي تتعرض لضغوط متزايدة وسط تزايد الهجمات الروسية بالصواريخ والمسيرات.
كانت كييف قد بدأت بتسلم طائرات "ميراج 2000-5" هذا العام في إطار مبادرة فرنسية لتعزيز القوة الجوية لأوكرانيا، وذلك بعدما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يونيو/حزيران 2024 أن باريس ستنقل الطائرات إلى أوكرانيا، وستُدرّب الطيارين الأوكرانيين في فرنسا لمدة تصل إلى 6 أشهر.
ويهدف هذا البرنامج إلى دعم جهود أوكرانيا لنشر طائرات إف-16 أمريكية الصنع في وقت لاحق من العام الجاري.
وتعد "ميراج" طائرة مقاتلة أحادية المحرك ومتعددة المهام، كانت قد دخلت الخدمة لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي، وتتشارك في العديد من أوجه التشابه مع طائرة إف-16 الأمريكية.
واستُخدمت طائرة "ميراج 2000" لأول مرة من قبل القوات الجوية الفرنسية عام 1984، وتم نشرها خلال حرب كوسوفو عام 1999 خلال قصف حلف شمال الأطلسي (ناتو) ليوغوسلافيا.
وتتميز ميراج 2000-5 بأنظمة رادار مُحسّنة، ويمكنها حمل خزانات وقود قابلة للاستبدال، مما يزيد مداها بشكل كبير.
ومع ذلك، أعرب خبراء عن مخاوفهم من أن إضافة نوع آخر من الطائرات الغربية إلى أسطول أوكرانيا، الذي يواجه بالفعل عقبات مع طائرات إف-16 القادمة، قد يؤدي إلى تعقيد الوضع.
وقال البروفيسور جاستن برونك، الباحث الأول في القوة الجوية والتكنولوجيا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة: "لقد رأينا من طائرات إف-16 أنه حتى مع التبرع بـ80 طائرة، فإن الأمر يتطلب الكثير من الوقت والموارد في دول متعددة".
وأضاف: "ربما لا يستحق الأمر كل هذه الموارد البشرية والطائلة لتطوير قدرات طائرة ميراج 2000 الأوكرانية، وتشغيلها، والدفاع عنها في أوكرانيا".