«تحالف دفاعي» جديد لدعم أوكرانيا.. وصواريخ ألمانية تتعطل بالبرلمان
مع اقتراب مرور عامين على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، بات الفتور الغربي في تقديم الدعم لأوكرانيا واضحا مع فشل هجومها المضاد، لكن تحالفا جديدا على وشك الانطلاق، أعاد الدماء في عروق كييف.
وينطلق، الخميس، من باريس، "تحالف دفاعي" تقوده فرنسا والولايات المتحدة، بهدف تعزيز قدرات كييف ضد روسيا.
- ضربة على «خاركيف».. روسيا تصطاد «مرتزقة» فرنسيين في أوكرانيا
- بوتين يحذر أوكرانيا من «الضربة القاضية».. وزيلينسكي يعارض «تجميد» الحرب
ويعد هذا التحالف أحد مكونات مجموعة الاتصال للدفاع عن أوكرانيا المعروفة باسم "مجموعة رامشتاين" التي تضم أكثر من 50 دولة تدعم كييف.
وأشارت وزارة الجيوش الفرنسية إلى أن هذا المكون الذي تشارك فيه 23 دولة "يهدف إلى توحيد الجهود لمساعدة أوكرانيا على المدى القصير والطويل في الحصول على قوة مدفعية تتكيف مع احتياجات الهجوم المضاد وجيشها المستقبلي".
وألغى وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، زيارة لفرنسا كانت مقررة الخميس، لإطلاق التحالف، "لأسباب أمنية"، حسبما أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية.
لكن الوزير الأوكراني سيشارك صباح الخميس عبر الفيديو مع نظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو في إطلاق "التحالف الدفاعي".
وتشهد الجبهة منذ أشهر عدة نوعا من الجمود، مما يؤكد فرضية أن الصراع لا يزال طويلا.
بايدن على خط الدعم
وحضّ الرئيس الأمريكي جو بايدن زعماء الكونغرس خلال اجتماع في البيت الأبيض الأربعاء، على مواصلة المساعدات الأمريكيّة لأوكرانيا والمُجمّدة حاليا بسبب عدم الاتّفاق بين الجمهوريّين والديمقراطيّين على تمويل إضافي.
وقال البيت الأبيض، في بيان، بعد الاجتماع إنّ الرئيس الأمريكي "كان واضحا لناحية أنّ عدم قدرة الكونغرس على التحرّك، يُعرّض للخطر أمن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وبقيّة العالم الحرّ".
وذكر المصدر نفسه أنّ بايدن (81 عاما) الذي ظلّ حتى الآن بعيدا عن المفاوضات البرلمانيّة، قد أشار إلى حصول "تقدّم مُشجّع" في المناقشات الجارية داخل مجلس الشيوخ ذي الغالبيّة الديمقراطيّة.
أمّا في مجلس النواب، حيث الغالبيّة للجمهوريّين، فالوضع مختلف. فقد قال رئيسه المحافظ مايك جونسون إنّ الاجتماع كان "مثمرا"، وأكّد أنّه "يتفهّم أهمّية" المساعدة المقدّمة لأوكرانيا، غير أنّه شدّد على أنّ "الأولويّة الكبرى هي الحدود" مع المكسيك، إلى حيث يصل آلاف المهاجرين يوميا.
ويطلب الرئيس الأميركي 61 مليار دولار لمواصلة المساعدات العسكريّة لأوكرانيا، لكنّ الجمهوريّين في مجلس النوّاب يطالبون في المقابل بتشديد واضح لسياسته المتعلّقة بالهجرة.
وقبل الاجتماع، شدّد المتحدّث باسم البيت الأبيض جون كيربي على "الحاجة الماسّة والعاجلة لمواصلة تسليم أسلحة ومعدّات إلى أوكرانيا".
وأشار إلى أنّ آخر مساعدة أمريكيّة أُعلِن عنها كانت في 27 ديسمبر/كانون الأول، "ولم تكن هناك مساعدة أخرى منذ ذلك الحين ولن تكون هناك أخرى حتّى نحصل على التمويل".
ولا يريد بعض النوّاب المنتمين إلى اليمين أن يسمعوا عن مساعدات جديدة لأوكرانيا، وقد يُهدّدون بإطاحة رئيس مجلس النوّاب مرّة أخرى إذا ما تصرّف الأخير بدعم من الديمقراطيّين.
«صواريخ ألمانيا»
وعلى عكس الدعم السابق، رفضت أغلبية كبيرة من المشرعين الألمان، مساء الأربعاء، مشروع قرار تقدمت به المعارضة المحافظة الألمانية في البرلمان يدعو الحكومة لإرسال صواريخ كروز بعيدة المدى من طراز توروس إلى أوكرانيا.
وعارض مشروع القرار تقريبا جميع المشرعين من الائتلاف الحاكم المكون من 3 أحزاب هم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار أولاف شولتز وحزب الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار المؤيد لرجال الأعمال.
وصاروخ توروس يعد أحدث الصواريخ في الجيش الألماني ويمكنه تدمير أهداف مثل مبنى محصن حتى من ارتفاع ومسافة بعيدين للغاية.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز، قرر في بداية أكتوبر/تشرين الأول عدم توريد هذا الصاروخ لأوكرانيا في الوقت الحالي.
وكان السبب الذي قدمه هو الخشية من احتمال أن تتعرض الأراضي الروسية للقصف أيضا ، حيث يصل مدى الصاروخ إلي 500 كيلومتر.
ضربة لـ«فرنسيين» بأوكرانيا
وأعلنت روسيا، الأربعاء، أنها "استهدفت بضربة مبنى يضم مجموعة من "الفرنسيين" الذين وصفتهم بـ"المرتزقة" في مدينة خاركيف بشرق أوكرانيا، أدى بحسب السلطات إلى إصابة 17 مدنيا بجروح.
جاء ذلك بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستسلم كييف 40 صاروخا إضافيا بعيد المدى من طراز "سكالب"وتوقع اتفاقا أمنيا مع أوكرانيا.
وأعلنت سلطات خاركيف عن غارة روسية بصاروخين أرض جو من طراز أس-300 على هذه المدينة الواقعة في شمال شرق البلاد قرب الحدود الروسية.
وأضافت أن هذا القصف أدى إلى إلحاق أضرار بالمباني السكنية وإصابة ما لا يقل عن 17 مدنيا بينهم امرأتان في حالة الخطر.
نقص بالأسلحة
من جانبهما، حدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير الخارجية دميترو كوليبا، أثناء حضورهما المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا هدف هذا العام: السيطرة على الأجواء لمواجهة الطائرات والصواريخ والمسيرات الروسية التي تلحق أضرارا كبيرة.
وأوضح كوليبا "في عام 2024 الأولوية هي إخراج روسيا من الأجواء لأن من يسيطر عليها سيحدد متى وكيف ستنتهي الحرب"، معترفا بأن هزيمة موسكو ستستغرق "وقتا" ومساعدات مستمرة من الغربيين.
وتأتي هذه الدعوة في وقت يماطل فيه الأمريكيون والأوروبيون بشأن تقديم مزيد من الدعم لكييف.
وتخشى أوكرانيا من أن يؤدي ذلك الى تجميد النزاع لصالح روسيا التي تسيطر على ما يقارب 20% من أراضيها.
وأكد زيلينسكي أن أي تأخير في تقديم المساعدات لبلاده يعرض "أمن القارة الأوروبية للخطر".
وأضاف أنه بدون المساعدات "سينقصنا سلاح المدفعية وسيكون لدينا عجز كبير جدا في صواريخ نظام المضادات الجوية.
وهذا يعني أننا لن نكون قادرين على صد الهجمات" ملوحا بشبح "حرب بين الناتو وروسيا" مستقبلا.
إسقاط مسيرة بموسكو
وفي إطار حرب المسيرات بين البلدين، أعلن عمدة موسكو سيرغي سوبيانين أن الدفاعات الجوية الروسية تصدت لهجوم أوكراني بطائرات مسيّرة كانت تحلق باتجاه موسكو، وأسقطتها في مدينة بودولسك في ضواحي العاصمة الروسية.
وكتب سوبيانين على تليغرام: "تصدت قوات الدفاع الجوي اليوم في مدينة بودولسك لهجوم بطائرة مسيّرة كانت تحلق باتجاه موسكو".
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "في حوالي الساعة 0130 بتوقيت موسكو، تم إحباط محاولة قام بها نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام طائرات مسيّرة ضد أهداف على أراضي روسيا".
وأضافت الوزارة: "أسقطت منظومات الدفاع الجوي المناوبة طائرة مسيرة فوق أراضي مقاطعة موسكو واعترضت أخرى فوق أراضي مقاطعة لينينغراد".
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت مساء الثلاثاء، عن اعتراض صاروخين أوكرانيين من طراز "توتشكا أو" و3 طائرات مسيرة فوق مقاطعة بريانسك بغرب روسيا.
aXA6IDMuMjEuNDYuMjQg جزيرة ام اند امز